الجزائر
خبراء وأكاديميون في ندوة "مدرسة المستقبل":

المنظومة التربوية مريضة.. والإصلاح يقتضي هيئة عليا

نادية سليماني
  • 2495
  • 6
ح.م

أكد المُتدخلون في ندوة “مدرسة المستقبل” المُنظمة من طرف منظومة اليقظة، على وجود حالة تخبط في قطاع التربية، ساهمت في تدني المستوى التعليمي للتلاميذ وفي تغيير نظرة المجتمع لمربي الأجيال، وأن مدرسة 2030 تحتاج موارد مادية ومؤسسات بحثية.
واعتبر الخبير التربوي، عبد القادر فضيل، أنّ المدرسة الجزائرية لن تقوم لها قائمة في ظل غياب “هيئة سياسية عليا، تكون المرجع المعتمد لقطاع التربية”، متسائلا عن كيفية بناء مدرسة المستقبل، دون وجود هيئة استشراف تسهر على تسطير اجراءات مستقبلية.
وتطرّق الخبير لظاهرة المدارس الخاصة، والتي انتقدها هو شخصيا في بداياتها، حسب تعبيره، لكنه يتوقع لها إعطاء دفع للمدرسة العمومية لتطوير مستوى تعليمها، وأيضا “تدفعنا إلى تبني مدرسة لها صفات المستقبل أو مدرسة 2030”. وذكّر فضيل خلال مداخلته، ببرامج الإصلاح التي عرفها قطاع التربية، ابتداء من لجنة بن زاغو “والتي لا نتائج ملموسة لها على أرض الواقع”.
من جهتها، عادت المُفتشة التربوية، زهرة فاسي، إلى “إبداع التلاميذ في سنوات السبعينات والثمانينات، والذين كانوا يؤلفون الشعر في الثانوي، بسبب تطور لغتهم وتفوق مستواهم”. واصفة المنظومة التربوية الحالية بـ”المريضة” والتي يجب المسارعة في إنقاذها. أما تلاميذ اليوم فينسلخون حسبها من المدرسة بعد 10 دقائق من مغادرتها “فتجدهم يضربون ويشتمون، رغم دراستهم العلوم الإسلامية منذ الطور الابتدائي”، وفسرت الظاهرة بأنها “انسلاخ في المنهاج وطرح ايديولوجيات جديدة، وابتعاد عن الدين”.
وتأسفت فاسي لإغلاق المعاهد التكنولوجية والتي خرّجت “اكفأ الأساتذة، والذين غادروا القطاع بتسمية الآيلين للزوال”، أما اساتذة اليوم فيملكون شهادات عليا ولكن تكوينهم ضعيفـ على حد تعبيرها.
أما الخبيرة التربوية، بودالية مليكة قريفو، فقدّمت لمحة تاريخية عن الهدف الخفي من انشاء هيئة اليونيسكو، والمساعي التي قامت بها جهات غربية “لتتفيه المدرسة، خاصة في المستعمرات، وجعل تفكير الدول متشابها”.. وقالت المتحدثة، أن مصطلحات جديدة وخطيرة انتشرت وقتها وهي “التربية القاعدية، لغة المدرسة واللغة المبسطة والمفردات الأساسية”، وهدف هذه المصطلحات، حسبها هو الخروج من التقاليد وعدم التفكير، مع التهيئة للخضوع. وأبرزت أن بعض المثقفين الفرنسيين تصدوا لأهداف منظمة اليونيسكو، بعد ما اعتبروها “مؤامرة على الشعوب الضعيفة، وسلاحا جديدا لإخضاع الشعوب”.
ركّز الوزير السابق للاستشراف والخبير الاقتصادي، بشير مصيطفى، على لغة الأرقام والاحصائيات، وحسبه مدرسة المستقبل 2030 ستضم 12 مليون متمدرس بعدد سكان 55.6 مليون نسمة، وأن المدرسة المستقبلية تحتاج الى هياكل ومكونين وميزانية معينة. ويرى مصيطفى والذي يرأس مبادرة “صناعة الغد”، على ضرورة البحث عن موارد جديدة لتغطية ميزانية المدرسة بالنظر للتدهور الاجتماعي.
أما القيادي في نقابة “الكناباست” مسعود بوديبة، فتطرق لمحاولات ضرب المنظومة التربوية، عن طريق استهداف شهادة البكالوريا، متأسفا لتحويل الرقمنة في قطاع التربية “لأداة للمراقبة والإحصاء وجمع خصوصيات المجتمع الجزائري، ووضعه كمرجعية للبحوث”.

مقالات ذات صلة