-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
جمال بوناب للشروق العربي

المهرجانات الفنية الجزائرية مجرد بريستيج و التلفزيون الجزائري يشتري الأعمال الرديئة فقط

المهرجانات الفنية الجزائرية مجرد بريستيج و التلفزيون الجزائري يشتري الأعمال الرديئة فقط

كان تواضعه و روحه المرحة طاغيا حتى من قبل أن نبدأ الحوار، جاءنا جمال بوناب في الوقت المحدد صارما كان و حازما في مواعيده و أجوبته و إن بدى عليه سخطه و عدم رضاه عن ما ال إليه حال الفن و الفنان في الجزائر و هو الذي تتلمذ على يد عمالقة أسسوا لفن جزائري أصيل لم يتبقى منه سوى إسمه و بعض من رسمه يحتفظ به أرشيف التلفزيون باللون الأبيض و الأسود قبل أن يختفي أبيض تلك الأيام و يطغى سواد الرداءة و الإهمال الذي غيب مضيفنا و غيره من الزملاء عن الظهور إلا قليلا لولا حب العطاء و الإرادة في النهوض بقطاع طال أمد ركوده .

 قلت بأن لديك الكثير لتقوله لنا، تفضل

لا إنتاج فني محترم في الجزائر لا من حيث النص و لا من حيث التقنية و لا حتى السيناريو، حيث صار كل من هب و دب يدخل عالم الإنتاج و يصير فنانا و منتجا المشكل أنهم لا يتصلون بنا فأنا شخصيا لم أظهر منذ الوجه الآخر، تلقيت مؤخرا عرضا عبارة عن مسلسل من 30 حلقة حيث تنقلت الفرقة التقنية إلى عنابة رفقة عدد من الممثلين على حسابهم الشخصي لكن التصوير أوقف بسبب غياب المنتج الذي إستلم الشطر الأول من مستحقاته المالية من التلفزيون قبل أن يغلق هاتفه و يختفي، لو كنا نوقع عقودا و نحتفظ بنسخة عنها لكان بالإمكان أن ندافع عن حقوقنا .. هذا أنموذج صغير عن ما يجري ممن يدعون أنهم منتجون وهم في الأصل لا علاقة لهم بالميدان لا من قريب ولا من بعيد تجدهم ينشئون بين ليلة و ضحاها شركات إنتاج و يترجون الفنانين مساعدتهم و الظهور في أعمالهم و نظر نحن للنزول عند رغباتهم فقط لكي لا نطيل الغياب على جمهورنا إنه وضع مؤسف فعلا .

غالبا ما يتبادر إلى أذهان المشاهد الجزائري سؤال عن الرداءة التي طغت على الأعمال الي يبثها التلفزيون الجزائري، إلى ما يعود ذلك برأيك ؟

مؤسسة التلفزيون تمتلك كل شيء و مع هذا لا تقدم أعمال قيمة و أنا شخصيا لا أعلم لم تشتري الأعمال الرديئة، فلا مقاييس تقنية أو مسرحية نلاحظها فيها، 50 سنة مازلنا في الرداءة و السينما في الجزائر مناسباتية فمعظم الأفلام لا تكاد تظهر بعد عرضها مرة أخرى

طيب ألم يخطر ببالكم أنتم الفنانون أن تتحركوا بإتجاه وقف زحف الرداءة الفنية التي صارت تميز الإنتاج الوطني ؟

لأن الفنانين غير متحدين فيما بينهم، كل من يعرض عليه دور أو تتاح له فرصة للظهور ينسى زملاءه

ألا تعتقد أن الجيل الجديد من الفنانين الذي يرضى بما يعرض عليه في سبيل الظهور ساهم في تكريس الوضع القائم ؟

نعم، لكني شخصيا لا ألومهم، فهم الوجوه الجديدة هذه هو الظهور بغض النظر عن الأدوار والمبالغ، و في الحقيقة هم لا يستطيعون فعل شيء لوحدهم.

ألا ترى بأن القنوات الخاصة التي أنشأت مؤخرا بإمكانها محاربة الرداءة التي يشتكي الفنان الجزائري منها ؟

إستبشرنا خيرا بقدوم تلك القنوات لكنها لم تأت بجديد يذكر، حيث ساهمت هي الأخرى في تكريس الرداءة بعد أن طغى الإرتجال و غياب النص على معظم الأعمال المقدمة من خلالها

لم نرك على الشاشة منذ مدة، فما سر هذا الغياب ؟

كثيرا ما يسألني الناس عن الجديد فلا أجد جوابا، لا عروض و لا أعمال ذات قيمة تذكر حتى أني أفضل في رمضان مثلا الإحتجاب عن الأنظار كي أتفادى أسئلة و نظرات الجمهور

بين التنشيط و العمل المسرحي، أين تجد نفسك أكثر ؟

التنشيط أسهل بالنسبة للممثل، شخصيا لا أرى فرقا أما بالنسبة لي فأفضل المسرح الذي أرتاح فيه كثيرا فهو يوفر لي حرية أكبر على خشبة المسرح بالإضافة إلى اللقاء المباشر مع الجمهور

لكن الجمهور لا يحبذ الذهاب إلى المسرح كثيرا؟

الإعلام مقصر و كذلك مديرية الثقافة التي فكلاهما لا يبلغ الجمهور بالمواعيد الثقافية

هل الجوائز والمهرجانات التي تقام بالجزائر تستند إلى معايير صارمة برأيكم ؟

المهرجانات الجزائرية عبارة عن ” لعناد على ماكلة الرماد ” حيث لا تستند مهرجاناتنا إلى أية معايير تذكر عدى أنها برستيج و ” شيعة ” و فقط فالفنك الذهبي مثلا كان مهزلة فكيف بربكم يقيم سكاتش مع مسلسل أو فيلم ثم ماذا جنينا من كل تلك المهرجانات، بل الأدهى أنه بذهاب حمراوي لم نعد نسمع عن ذلك المهرجان فقط كي لا يبقى عمل يذكر به، كان الأجدر أن تنفق أموال تلك المهرجانات في ميادين أخرى ثم يعلم الجميع أن أموال  مهرجاناتنا يستفيد منها الفنانون الأجانب في حين يغيب عنها الفنان المحلي

في ظل غياب قانون أساسي للفنان، إلى أين يتجه الفن في الجزائر ؟

قانون الفنان أسمع به منذ ولوجي عالم الفن، نحن نسير في نفق مظلم لا ندري إلى أين سيخرجنا، و الأدهى ان وزارة الثقافة لا تعمل شيئا يذكر

إلى ما تعود الرداءة الفنية في الجزائر ؟

توجد في البلدان الأوروبية معاهد خاصة لدراسة السيناريوهات و الحوارات، عندنا في الجزائر تجدين المخرج هو المنتج و هو كاتب السيناريو و هو صاحب دور البطولة، فالرداءة سببها غياب السيناريو كل ما ذكرته سابقا، و هنا لا بد أن أنوه بجمال فزاز رحمه الله و زوجته التي كانت تكتب سيناريوهات في المستوى و هو ماكان سبب نجاح أعماله

تعتبر نفسك نجما ؟

لا نمتلك نجوما بالمعنى المعروف عن الكلمة، في الجزائر نحضى بشعبية و لا يمكن القول بأن لدينا نجومية

لو نعود لبدايتك، ماذا كنت لتقول عنها ؟

بداياتي الفنية كانت في السبعينيات حين إتصلت بالفرقة المسرحية الشعبية سنة 1974 التي كان يقودها حسان حساني، كنت يومها في الثامنة عشر من العمر و كنت سعيدا بالتتلمذ على أيدي حسان الحساني و الطيب أبو الحسن و عمار أوحدة و غيرهم من عمالقة فن الزمن الجميل لقد علموني التواضع و الفن الأصيل، قدمت الكثير للمسرح و جبت كل أقطار الوطن في جولات فنية بالإضافة إلى أدائي أغان فكاهية في حصة ألحان و شباب و في إطار فرقة حزب جبهة التحرير الوطني فمنذ الصغر كنت مولعا بالمسرح و كنت ألقب ب ” رويشد الصغير ” و كنت أقدم عروضا مسرحية أثناء رحلاتنا الصيفية إلى أن عرفني الجمهور في المسلسلات التي أديتها

هل تعتقد أن حصص إكتشاف المواهب التي تبث على قنواتنا تساعد على إكتشاف مواهب حقيقية ؟

علينا إدراك أنه من الصعب إضحاك الناس، إذ يجب القيام بدراسات عن عقلية المجتمع قهوة القوسطو مثلا أوغلت في الهلامية حيث تعطي اللجنة نقاطا لمن لا يستحقها، و هذا ما لا أفهمه .

كيف ترى دور وسائط الإتصال الإجتماعية بالنسبة للفن و الفنان ؟

للفيس بوك دور إيجابي، فأنا أعرف عدة فنانين موهوبين و عصاميين يصورون أعمالهم و يروجون لها عبر هته الوسائط عسى أن تجد إلتفاتة من الهيئات المعنية

طيلة مسيرتك الفنية لم تحظى بأدوار بطولة كاملة، إلى ما يرجع ذلك ؟

تقمصت دور بطولة واحد فقط في مسلسل رشيد قسنطيني أما ما عدى ذلك فأدواري صغيرة و ثانوية لكني أترك بصمتي التي تميزني، صحيح أني بحثت في بداياتي عن أدوار بطولة لكني إكتفيت بعد أول دور بطولة أسند إلي


كثيرا ما يرغب الجمهور في الإطلاع على حياة الفنانين الخاصة

لا أرغب في الخوض في حياتي الخاصة كثيرا، و مع هذا أقول لجمهوري بأني إبن حي باب الواد الشعبي يومياتي عادية جدا حيث أنزل صباحا إلى قهوة الحي أطالع الأخبار عبر الصحف أتحدث إلى الناس ثم أعود لبيتي كأي إنسان عادي

كيف تود أن تختم هذا القاء ؟

أتمنى أن يصبح الإنتاج قويا و أن يعمل كل حسب تخصصه حيث يكون الرجل المناسب في المكان المناس

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!