الجزائر
أصبحت ضريبة على الخاطبين بعد ارتفاع قياسي لأسعار الذهب

“المهيبة”.. القشة التي يتمسك بها الصائغون في رمضان

استطلاع: وهيبة. س
  • 1083
  • 0
أرشيف

يحاول الكثير من الشباب خلال عيد الفطر إرضاء الخطيبة والحفاظ على ماء وجهها أمام أهلها، بعدم مخالفة التقاليد المرتبطة بأمور الزواج والخطبة، وإبقاء “المهيبة” وهي هدية الخطيبة، ولو بخاتم يزن غراما واحدا من الذهب!.. أسعار المعدن الأصفر اللامع، ارتفعت خلال الآونة الأخيرة بنسبة 50 بالمائة، حتى بات الغرام منه لا يقل عن مليون سنتيم، ما يجعل “المهيبة” ضريبة حقيقية تنتظر هؤلاء الشباب مع كل عيد..
ومن خلال جولة استطلاعية قادت “الشروق” إلى محلات بعض الصائغين في الجزائر العاصمة، تبين مدى التراجع في الحركية التجارية للمصوغات والمجوهرات الذهبية، حيث إن مصاريف رمضان، وغلاء الذهب أغنى الكثير من الجزائريين بمن فيهم الميسورون عن التفكير في شراء ولو خاتم أو قرط من المعدن الأصفر.
واشتكى بعض بائعي الذهب من تراجع تجارتهم في الآونة الأخيرة، حيث بات حسبهم، الزبائن قليلون جدا إلى أن في بعض الأحيان، وبحسب تصريح صائغ بحسين داي، يدخل في اليوم الواحد زبون أو زبونين ويشترون مصوغات لا يتجاوز وزنها الـ 10غرامات.
وتعتبر العشر الأواخر من رمضان عند الكثير من تجار الذهب فرصة للبيع، وتعويض بعض الخسائر التي يتكبدونها مع النصف الأول للشهر الكريم، حيث تعتبر “المهيبة” القشة التي يتمسكون بها لمحاولة بعث نفس قوي في تجارتهم.
وفي السياق، أكد عيسى أمغشوش، رئيس المنظمة الجزائرية للذهب والمجوهرات، لـ “الشروق”، أن الدخول إلى محلات الذهب في العشر الأواخر من رمضان، أصبح في الغالب لشراء خاتم لا يتعدى وزنه 4 غرامات، لأن سعر الغرام الواحد للذهب المحلي ارتفع إلى 12 ألف دج، بينما بلغ المعدن المستورد،، 13.5 ألف دينار.
وقال إن ما يجعل “المهيبة” ضريبة حقيقة تنتظر شباب لديهم خطيبات، هي تلك الأسعار الملتهبة والتي تجعل خاتما لـ4 غرامات يضاهي سعره 6 ملايين سنتيم، حيث بعد أن كانت المهيبة تتمثل سابقا في خاتم بوزن 6 غرامات، قل وزنها ب2 غرام، ليبقى الخاتم في نفس السعر.
ويرى عيسى أمغشوش، بأن الذهب، مهما ارتفع سعره، لكنه يبقى محل اهتمام الجزائريين، وهدية رائعة للعروس والخطيبة، حيث أكد أن رجلا ثريا اشترى من عنده طاقم ذهب بـ42 مليون سنتيم، كهدية لخطيبة ابنه، يوم العيد.
وبحسب المتحدث، فإن قاعدة “الحدايد للشدايد” الشهيرة في المجتمع الجزائري، تجعل من المعدن الأصفر يشترى مهما ارتفع سعره، لأن امتلاكه ليس خسارة.

احذروا غلاء الذهب و”المهيبة” فرصة لبيع معدن مغشوش!

وحذر عيسى أمغشوش، من انتشار عمليات الغش في الذهب باقتراب العيد، واستغلال بعض المحتالين، مرحلة البحث عن أسعار معقولة لشراء المهيبة وإرضاء الخطيبة، بخواتم أو أقراط أو سلسلة بأوزان مقنعة، لتمرير ذهب مغشوش، أو مضاف إليه بعض المعادن الأخرى.
وقال محدثنا إن الكثير من الجزائريين لا يملكون خبرة في شراء الذهب، وهذا ما سيضطر المنظمة الجزائرية للذهب والمجوهرات، للقيام بحملات تحسيس وتوعية، وإرشاد المواطنين بعد العيد لمجابهة تجارة الذهب المغشوش في الجزائر.

مقالات ذات صلة