-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الباحث والمحلل السياسي للشؤون الفلسطينية والأمريكية توفيق طعمة لـ"الشروق":

المواقف العربية مخزية وما عبّرت عنه الجزائر مشرّف

المواقف العربية مخزية وما عبّرت عنه الجزائر مشرّف
أرشيف
توفيق طعمة

يؤكد الباحث والمحلل السياسي للشؤون الفلسطينية والأمريكية توفيق طعمة، أنّ إسرائيل دفنت اتفاقية أوسلو الذي وصفه بـ”الخطيئة الأكبر لمنظمة التحرير الفلسطينية”، مؤكدا أن السلطة الفلسطينية حاليا تمثل عائقا أمام تحرير الضفة الغربية.

وفي تقييمه للمواقف العربية من التطورات الحاصلة، ذكر بشأنها الأستاذ نعمة في حوار مع “الشروق” أنها مخزية في مجملها، لكنه استثنى الجزائر ودولا خليجية، والتي عبّرت عن إدانتها الصريحة للجرائم الصهيونية.

كيف تقرأ مجمل التطورات الحاصلة بعد البدء في عملية “بركان الأقصى”؟
المعركة الدائرة حاليا نتيجة اعتداءات الصهاينة المتكررة والمستمرة  يوميا على الشعب الفلسطيني وعلى المقدسات، وأيضا نتيجة لاعتداءات المستوطنين على أهلنا وشعبنا في الضفة، وما تقوم به قوات الاحتلال بالاعتداء على المرابطين والمرابطات في الأقصى ومحاولة الاستيلاء على المسجد الأقصى، كما استولت على المسجد الإبراهيمي في الخليل. اعتقد أن كل هذا حدث ويحدث بسبب الكيان الصهيوني الذي يتحمل المسؤولية الكاملة، وأيضا الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها الداعمة لإسرائيل، هذا ما يجعلها تتحمل المسؤولة كذلك عما يجري.
كذلك هنالك دولٌ عربية لها علاقة بهذا الأمر عبر دعمها لإسرائيل، فمع بدء المعركة لاحظنا أنّ دولا خليجية ومنها الإمارات كانت لها تصريحات لم ترتق إلى مستوى الحدث، بمقابل دول خليجية أخرى كقطر والكويت وعمان عبَّرت بشكل صريح عن إدانة إسرائيل وحمَّلت الاحتلال التصعيد الحاصل.
نجدِّد التأكيد أن ما يحدث نتيجة للاعتداء المستمر والتضييق على حياة الفلسطينيين، وهذا ليس جديدا وصار له سنوات، والآن جاء الوقت لردع  إسرائيل ووقفها عند حدها ومنعها من تكرار ما فعلته في حق الفلسطينيين.

وأنت المطلع على الشأن الأمريكي، هل إعلان بايدن دعما لا مشروط لإسرائيل هو ضوء أخضر لتنفيذ عملية إرهابية واسعة بحقّ الفلسطينيين؟
نعرف أن الولايات الأمريكية منحازة للاحتلال وتعتبر إسرائيل ولاية أمريكية، هي حليف استراتيجي  لها في المنطقة، وبالتالي أمريكا تدعم إسرائيل بما تريده، وآخر مشاهده وليس آخره موافقة بايدن على تقديم مساعدات عسكرية، ومن ذلك ذخائر ستُستعمل لقتل الفلسطينيين، علاوة على دعم مادي يقارب 8 ملايير دولار هي مساعداتٌ عسكرية لضرب الفلسطينيين.
الموقف الأمريكي ليس جديدا، واشنطن منحازة دائما ولها ازدواجية في المعايير، تساعد الشعب الأوكراني على استعادة حقوقه من روسيا كما تقول، لكنها لا تساعد  الفلسطيني لاسترداد حقوقه من الاحتلال الإسرائيلي، هذا موقف متناقض لأمريكا لصالح إسرائيل.

ماذا عن المواقف العربية والغربية؟
المجتمع الدولي متخاذلٌ كذلك، الأوروبيون منبطحون لإسرائيل، لم نسمع لهم صوتا، بل هنالك إدانات للشعب الفلسطيني الذي يدافع عن نفسه، هم يطالبون الفلسطينيين بأن يصمتوا، يتلقون الضربات ويُقتَلون ويعذَّبون ويُسجَنون، ولا يجوز لهم الحديث بكلمة واحدة، وهذا أبعد من المستحيل، كون أن عملية “طوفان الأقصى” غيّرت الكثير من المعادلات.
بالنسبة للمواقف العربية، هنالك مواقف متقدمة وأخرى متخاذلة، وتساعد إسرائيل في هكذا وضع، يجب التأكيد أنه ليس هنالك وسط، إما الوقوف مع الحق أو الباطل، إسرائيل هي المعتدية ويجب إدانتها ووضحها.
موقف الجزائر على سبيل المثال ودول خليجية كقطر والكويت وعمان، حمَّلت المسؤولية لإسرائيل ولم تحمِّل المسؤولية للطرفين، كما فعلته مع الإمارات، لكن المواقف العربية في مجملها مخزية.

هل يمكن القول إن ما جرى قد قبرَ التوافقات بين السلطة الفلسطينية والجانب الصهيوني، خصوصا اتفاق أوسلو والتنسيق الأمني؟
اتفاق أوسلو بالنسبة لي انتهى منذ فترة طويلة، وكان أكبر خطيئة وقّعت عليها منظمة التحرير الفلسطينية، توقيعها على اتفاقية أوسلو هو اعترافٌ منها بشرعية الاحتلال على أرض فلسطين التاريخية، ورغم ذلك لم تأخذ أي شيء، كلّ ما أخذته هو اعترافُ إسرائيل بمنظمة التحرير كطرف للتفاوض، يجلس مع المفاوضين الإسرائيليين من دون أن يحقق أي شيء.  الاتفاقية كارثة على فلسطين، ونحن الآن نتجرَّع مرارة الاتفاقية التي كانت مجحفة بحق الشعب الفلسطيني.
والسلطة الفلسطينية الآن أصبحت عائقا أمام تحرير الضفة الغربية من الاحتلال، هذا الأخير يستخدم السلطة حارسا وأداة أمنية لقمع الفلسطيني في الضفة الغربية.
اتفاق أوسلو لا يهم الشعب الفلسطيني ولا المقاومة، إسرائيل دفنته والشعب الفلسطيني عامّته، وخاصة حماس والجهاد وفصائل المقاومة الأخرى، لا تعترف بشيء اسمه أوسلو، لأن الاعتراف به هو اعترافٌ بالاحتلال ونبذ المقاومة، ولكن السلطة الفلسطينية متشبِّثة بالاتفاقية حتى يبقى لها شرعية، فمن دون شرعية السلطة لا وجود لها في فلسطين.

هل القوى الكبرى تتحمّل نشوب نزاع إقليمي آخر، مع استمرار الحرب في أوكرانيا؟
لا أعتقد أن أي طرف يودُّ التصعيد أكثر من اللازم، أمريكا لا تريد فتح جبهة أخرى في فلسطين، هي منشغلة بأوكرانيا، أمريكا وحلفاؤها يدفعون بالأسلحة لأوكرانيا لاستنزاف روسيا أو ردعها وطردها ولكنهم فشلوا رغم ترسانة الأسلحة المتطورة التي منحوها لكييف، أوكرانيا والحلفاء لم يحققوا أي انجاز، أعتقد أن نشوب حرب إقليمية في المنطلقة مستبعد، بل ستبقى في غزة.
أمريكا منشغلة بصراعها الاقتصادي مع الصين، أمريكا لا تريد أن تشتِّت نفسها في أزمة أخرى بالشرق الأوسط، هذا الأمر سيُضعفها في مواقف أخرى.
وبالنسبة لإسرائيل بعد الضربة، تريد الانتقام وهو ما يحصل حاليا، ستنتقم من الأبرياء والمباني والمشافي والمدارس والمساجد وتدمِّر البنية التحتية، ستقوم بأعمال إجرامية منافية للشرعية الدولية، بل ستستخدم أسلحة محرَّمة دوليا كما استعملتها سابقا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!