-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الموالفة خير من التالفة؟!

الشروق أونلاين
  • 2769
  • 0
الموالفة خير من التالفة؟!

يكاد يكون الأمر الوحيد المتفق عليه بين المرشحين الستة للرئاسيات وبالإجماع، هو ضرورة حلّ البرلمان بغرفتيه في أقرب وقت ممكن، وإن كان الرئيس بوتفليقة لم يقل ذلك صراحة كمرشح، إلا أنه كرئيس عبّر أكثر من مرة عن عدم رضاه عن أداء السلطة التشريعية..

  • كما تعمّد في أكثر من مناسبة أو حتى بدونها إصدار قوانين بمراسيم رئاسية، ليس فقط لأنه لا يريد أن يُتعب النوّاب في مناقشتها ورفع الأيدي للمصادقة عليها!،.. ولكن بحثا منه عن اختزال كل تلك المراحل دون انتظار أو تأجيل في مرسوم رئاسي، “يكفي به البرلمانيين شرّ القتال والمساءلة”؟!
  • لويزة حنون كانت الأكثر وضوحا في التحذير من “بليّة البرلمان” بتماديها في نقده لدرجة القول أن نوّاباً فيه تحولوا إلى خطر حقيقي على الدولة، دون أن تتجرأ زعيمة حزب العمال حتى الآن على منحنا قائمة بأسماء هؤلاء، في حين اجتهد النواب من جهتهم في إبراز مزايا وجودهم ضمن الهيئة التشريعية من خلال إبداء التأييد والموافقة والتطبيل والتزمير لكل قرارات الحكومة، سواء كان رأس هذه الحكومة من الأغلبية أو غيرها، طالما أن الجميع ملتزم بتطبيق برنامج الرئيس الذي تحول إلى شماعة لتعليق كل الأخطاء وتفسير كل القرارات.
  • لماذا يطالب الجميع برأس البرلمان؟ هل لأن هذا الأخير يعدّ العاهة السياسية الوحيدة في البلاد؟ أليس هذا البرلمان ترجمة مباشرة فقط لحالة العجز والهوان والديمقراطية العرجاء السائدة؟
  • الواقع يشير إلى أن الشعب فقد ثقته في البرلمان والنواب، والدليل هو حالة المقاطعة الواسعة للتشريعيات الفارطة، كما أن النائب البرلماني تحوّل في نظر فئات واسعة من الرأي العام إلى مجرد موظف رسمي يشتري منصبه بالشكارة ويحاول استثمار ما دفعه خلال خمس سنوات ليضاعف الأرباح؟!
  • لكن التشريعيات التي أنجبت برلمانا فاقد الشرعية ليست أقل سوءا من الرئاسيات التي نعيش أجواءها هذه الأيام، والتي يطالب فرسانها ـ كما يلقبهم محمد تقية ـ بقطع رأس البرلمان وحله فورا بعد تاريخ التاسع أفريل، والدليل أن جميع المرشحين ماعدا بوتفليقة وحنون عجزوا عن ملء القاعات في أكثر من ولاية واهتدت مداوماتهم إلى حل يتمثل في إغراء الأطفال والبطالين من أجل التصفيق والتهليل لمرشح قد لا يعرفون حتى اسمه حتى لا نقول برنامجه وتاريخه النضالي؟!
  • سياسةالموالفة خير من التالفة” التي تتبعها السلطة مع البرلمان بغرفتيه لن تستمر طويلا، بل إنها ستُوسٍّع من فجوة غياب الثقة بين النظام والشعب، ولابد من استبدالها ببرلمان قوي لن يتأتى إلا عبر انتخابات قوية قد تكون أكثر أهمية من الرئاسيات نفسها؟!
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!