-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الموقع الحاكم

الموقع الحاكم

قرأت فيما قرأت إحدى الدراسات الغربية عن عناصر القوة في العالم الإسلامي لو كان لهذا العالم – أو لنخبه – أعين يبصرون بها، وآذان يسمعون بها، وعقول يدركون بها هذه العناصر وإرادة يفعلونها بها، إذن لصاروا إحدى القوى التي لا تقف أمامها أي قوة..
لقد كان هدف هذه الدراسة هو تنبيه الغرب إلى هذه القوة وتحذيره منها لم يسمّونه “الخطر الأخضر”، أي “الإسلام”، وهو خطر، متوهم لو بنى الغرب علاقته مع هذا العالم الإسلامي على مبادئ الاحترام، والتعاون، والمصالح المشتركة، وعدم إثارة الفتن في هذا العالم، وأخطرها “الفتنة الكبرى”، وهي زرع هذا الكيان المختلق، المسمى إسرائيل، غير القابل للاستقرار والاستمرار، مهما يتوال الليل والنهار.
لقد ذكرت هذه الدراسة كثيرا من عناصر القوة هذه، من مساحة شاسعة تصل إلى الثلاثين مليونا من الكيلومترات المربعة، والقوة البشرية التي تفوق المليار ونصفه، والثروة المعدنية، والثروة الحيوانية، والثروة الزراعية، وثروة الطاقة – نفطية وشمسية – وأهمها ما سمّته هذه الدراسة “قوة العقيدة” وهي الإسلام، المتميّز بقوة “الجمع والدّفع”، فتوصي هذه الدراسة بعرقلة وقمع أي عودة للمسلمين إلى هذا الإسلام الصحيح ولو بالتعاون مع بعض “المسلمين” الذين لا يؤمنون بالإسلام، ويعادونه، أو “يتمظهرون” بمظاهره، ويتشددون فيها، كهذا “الفقيه” الذي سخر من المجاهد “أبي عبيدة” قائلا له: “جاهد بالسّنن”، بعد ما أعمى الله – عز وجل – بصره وبصيرته عن آيته الكريمة: “أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله، لايستوون عند الله، والله لا يهدي القوم الظالمين، الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون”، (سورة التوبة. الآيتان 19-20).
ومن عناصر القوة التي ذكرتها هذه الدراسة الغربية موقع العالم الإسلامي الذي يتوسط العالم، فلا يمرّ مار من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب إلا عبر هذا العالم، وهو – العالم الإسلامي – الذي يتحكم في مضايق التي قد تتحول إلى “مخانق” تخنق هذا الغرب المستعلي في الأرض بغير الحق، الذي يريد أن يستعبد الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا.
تذكرت هذا العنصر، الذي سمي “الموقع الحاكم: بعد تفعيله من طرف “الحوثيين” في اليمن، وحرّموا على المجرمين الصهاينة وممديهم بما يحتاجونه من مواد من المرور عبر مضيق “باب المندب” حيث تركوا الصهاينة المجرمين وأوليائهم يندبون حقيقة.. وليتذكر المسلمون – لو كانوا مسلمين “المخانق” الأخرى كمضيق طارق، والدردنيل، ومرمرة، والمضيق الواصل بين المحيطين الهادي والهندي.. “إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور”، وقديما قال الإمام الإبراهيمي: “إن هذه الأمة أضلّها علماؤها، وأذلها حكامها”، واللهم نصرك الذي وعدت.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!