-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الموقف الأمريكي ..درس جديد فمتى يفيق العرب؟؟

الشروق أونلاين
  • 1928
  • 0
الموقف الأمريكي ..درس جديد فمتى يفيق العرب؟؟

من غير المعقول ان تستمر عملية التيه السياسي العربي بخصوص القضية الفلسطينية بعد كل الذي لاقته الدبلوماسية العربية والعمل السياسي العربي خلال قرن من الزمن من إخفاقات وهزائم متلاحقة جراء ملاحقتها لسراب الوعود الغربية.

  • والغريب أن الساسة العرب لايتوقفون عند نكسة ويستخلصون منها العبر ويضعون اصابعهم على الوجع ويحملون الساسة الغربيين والإدارات الغربية المسؤولية، بل تدفعهم النكسة تلو النكسة إلى جلد الذات أكثر وتحميل أنفسهم اوزار الهزائم بدعوى ان الانتكاسات في العلاقة مع الغرب تعود لكونهم لم يوفوا بالشروط السياسية التي تستوجب رضاء الغرب عنهم.. وهنا تنكشف القوائم المتتالية لطلبات الغرب التي لا تنتهي.
  • لقد ادى الساسة العرب كل ما طلب منهم من قبل الادارات الغربية، فلقد سكتوا عن احتلال العراق والصومال والقرن الافريقي ووقعت دول الطوق معاهدات الهدنة التي اصبحت ابدية مع العدو الاسرائيلي.. ومن الضروري التذكير بالعطايا الجزيلة التي منحها الامريكان والغربيين للعرب من وعود سخية، فلقد سبق للغربيين ان قادوا الامم المتحدة الى اتخاذ قرار بتقسيم فلسطين لدولتين عربية واخرى عبرية، فاسندوا الدولة العبرية بكل مقومات الحياة والعدوان واجهضوا قيام الدولة العربية.. المؤلم ان البعض ذهب الى القول ان السبب في ذلك هو موقف العرب الرافض للقرار الاممي يومذاك ..وعندما بدأ الموقف الرسمي العربي يجنح للقرار الاممي تراجعت الادارات الغربية وطرحت اقامة دولتين، ولكن ليس على اساس القرار الاممي بل على اساس مقترح امريكي شكلت الرباعية الدولية مرجعية له.. والدولتان هنا تحددان بما انتهت اليه جيوش اسرائيل سنة 1949 واتفاقية الهدنة.
  • الملفت في الموضوع ان الساسة العرب والفلسطينيين جزء منهم انتقلوا من رفض التعامل مع الشرعية الدولية الظالمة الى التعاطي بمرجعية السياسة الامريكية والغربية في المنطقة وهذه مفارقة خطيرة.. لم يصمد الساسة العرب كثيرا في مواجهة الضغط الامريكي والغربي في مستوى التصارع على اثبات المرجعيات بشان القضية الفلسطينية .. انهار الساسة العرب بسرعة فائقة من موقف الرافض بدون وعي لقرارات الشرعية الدولية وبدون حسابات تفرق بين الممكن والمطلوب الى موقف القابل بالاقتراحات الغربية والتي هي اقرب للاملاءات.
  • الآن يذهب العرب الى الامم المتحدة بعد ان اصابهم الاحباط من اخلاف الولايات المتحدة الامريكية لوعودها والتي احالوها الى العجز الامريكي عن الضغط على حكام اسرائيل ..ولكنهم يذهبون غير مجهزين بأي وسيلة من وسائل الضغط الضرورية فهم يكتفون بارسال الرسائل الى الدول باهمية الاعتراف بدولة فلسطين ونيلها المقعد الدائم في الجمعية العامة للامم المتحدة.. ذهب العرب الى الامم المتحدة لايمتلكون أي اجابة على أي من الاسئلة الكثيرة المطروحة او المحتملة .. الامر الذي جعل الذهاب الى الامم المتحدة قفزة في الهواء مع اهمية القرار وضروريته السياسية.
  • صحيح ان الذهاب الى الامم المتحدة في ظل الرفض الامريكي والاسرائيلي وبعض الغربي يعني ان هناك مسعى فلسطينيا عربيا للتحرك خارج دائرة الاملاء الامريكي أي ان هناك محاولة لاخراج الملف الفلسطيني من وصاية الخارجية الامريكية الى حد ما.. الى ان هذا يستدعي ان تلوح الدول العربية بأن مصالح الدول التي تقف حجر عثرة امام الشرعية الدولية بخصوص قضية فلسطين ستتعرض لمشكلات حقيقية ..
  • لم يفهم الساسة العرب ان الموقف السياسي والخطوات السياسية تحتاج الى قوة ضغط سياسية واقتصادية على الاقل كافية لتحسيس الاخرين بجدية الموقف واهميته بالنسبة للعرب.
  • الآن وقد اتضح الموقف الامريكي وبعض الاوربي اصبح من الضرورة ان يصيغ حكام العرب جملة واضحة تجاه الموضوع الفلسطيني مسنودة بامكاناتهم وقدراتهم والمطلوب هنا ليس حربا ضد اسرائيل واستعادة الحق العربي بالقوة وان كان ذلك مشروعا ..المطلوب موقف رسمي عربي بعد الاهانات الامريكية والغربية المتلاحقة للعرب ..موقف نابع من ادراك حجم المصالح الغربية في بلادنا.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!