الجزائر
في ظل هرولة دول عربية وتسابقها نحو تل أبيب

الموقف الجزائري الرافض للتطبيع يرعب إسرائيل

الشروق أونلاين
  • 35967
  • 50
ح م
رمطان لعمامرة

كشفت حادثة تأخّر فريق السيدات الجزائري لكرة الجرس، عن مواجهة نظيره الإسرائيلي في دورة الألعاب شبه الأولمبية الجارية بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، مدى حساسية الجزائريين من كل ما هو إسرائيلي وكذا تمسّكهم برفض التطبيع مع دولة الكيان الصهيوني.

 ومعلوم أن الفريق الجزائري كان من المنتظر مواجهته للفريق الإسرائيلي في “ريو”، إلا أن حادثة وقعت له على مستوى مطار روما بإيطاليا، كانت وراء تأخره عن الطائرة، ما تسبب في تغيبه عن مواجهة الفريق الإسرائيلي.

المسؤولون الجزائريون نفوا بالمرة نية المقاطعة لأغراض سياسية، والسبب واضح.. لكن المسؤولين في الدولة العبرية أكدوا على وجود الدافع السياسي وراء هذا الغياب.. فيما توجد القضية اليوم قيد التحقيق على مستوى اللجنة شبه الأولمبية.

وأيا كانت التفسيرات التي أعطيت لهذه الحادثة، سواء من قبل الطرف الجزائري الذي أدرج القضية في خانة “التأخر اللا إرادي”، أو تلك التي كان مصدرها الطرف الإسرائيلي ممثلا في رئيس اللجنة شبه الأولمبية، داني بن أبو، الذي انتقد ما اعتبره “تسرب السياسة إلى الألعاب شبه الأولمبية”، إلا أن المسالة أبعد بكثير من مجرد تخلف أو تغيّب عن مباراة رياضية.

وتأتي هذه القضية بعد نحو ستة أشهر من قضية كان فيها عامل التطبيع حاضرا، لكن بشكل آخر، ومع ذلك، فقد خلفت جدلا سياسيا وإعلاميا كبيرين، كان من نتائجها مساءلة وزير الخارجية، رمطان لعمامرة، وهي زيارة الصحفي الإسرائيلي/ الفرنسي، جدعون كوتس، للجزائر، ضمن الوفد الإعلامي الذي رافق الوزير الأول الفرنسي، مانويل فالس، في مارس المنصرم.

وتعتبر العلاقات الجزائرية الإسرائيلية من أكثر العلاقات الدولية تعقيدا، فالجزائر وتل أبيب لا تقيمان علاقات دبلوماسية أو أي شكل من أشكال العلاقات منذ ميلاد الدولة العبرية في نهاية الأربعينيات على أرض اغتصبوها من الفلسطينيين، كما أن تاريخ البلدين حافل بالحروب، وكان آخرها حرب 1973، التي تكبّد فيها الكيان الصهيوني خسارة غير مسبوقة على يد القوات الجزائرية، التي كانت جزءا من تحالف جيوش عربية.

وظلت الجزائر على مدار أزيد من نصف قرن على موقف صارم من تل أبيب، لم تزحزحه لا الأيام ولا السنين، عكس الكثير من الدول العربية التي هرولت لتقيم علاقات دبلوماسية وتجارية كسّرت الحصار والمقاطعة العربيين ضد هذا الكيان.. وفي الجهة المقابلة، ظل الطرف الإسرائيلي متوجّسا غارقا في الحسابات للموقف الجزائري الصامد، بالرغم من آلاف الكيلومترات التي تفصل بين الجزائر وتل أبيب.

ولعل هذا المعطى هو الذي جعل الطرف الإسرائيلي لا يراقب الجيش الجزائري بالعين ذاتها التي يراقب بها بقية الجيوش العربية، ويؤكد هذا ما أوردته قبل أيام صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، التي قالت إن: “تل أبيب تراقب عن كثب تطور وقوة الترسانة العسكرية الجزائرية، الذي يمكن لوحده أن يشكل تحالفا”، وأكدت بأن الموساد (المخابرات الإسرائيلية) أبلغ منذ عام 2009 حكومة بلاده بخطورة الجيش الجزائري على الأمن الداخلي لإسرائيل.

يذكر أن آخر مواجهة عربية إسرائيلية على الصعيد الرياضي كانت في الألعاب الأولمبية الأخيرة بالبرازيل، بين مصر وإسرائيل في رياضة الجيدو، غير أن الطرف المصري لم يقاطع المنافسة وانقاد بذلّ للخسارة، غير أن الرد جاء متأخرا برفض مصافحة المصري للإسرائيلي، ومع ذلك عوقب المصري من قبل سلطات الرياضة في بلاده، التي سارعت للتبرؤ مما قام به.

مقالات ذات صلة