النساء المعلقات: بين هجران الزوج ورفض الطلاق
حين تغيب قاعدة المعاشرة بالمعروف أو التسريح بإحسان في الحياة الزوجية تظهر إلى الوجود شريحة من النساء يسمون المعلقات، وهن اللواتي هجرهن أزواجهن لسبب أو لآخر وأبو طلاقهن، وقد ارتفعت نسبتهن في السنوات الأخيرة نظرا لحدوث تغير واضح في تفكير المرأة ورغبتها الجامحة في التحليق عاليا بعيدا عن سجن العادات والتقاليد، هذا فضلا عن تداخل الأدوار في الأسرة وميل المرأة لفرض رأيها وهو ما جعل بيت الزوجية حلبة لصراعات لا تنتهي تكون نتيجتها إما الهجر أو الطلاق.
الطلاق أرحم بكثير
تشعر المرأة بالمرارة حين ترى سنوات من الحب والعشرة تنهار في لحظات نظرا لتعقد الأمور بينها وبين شريك الحياة واستحالة المواصلة معه ولكن جراحها تلتئم بمرور الزمن وقد تعيد تجربة الزواج مرة أخرى وتسعد مع آخر وعليه فالطلاق يكون حلا إيجابيا في الكثير من الأحيان عند معظم السيدات فهن يرين بأنه أرحم بكثير من بقاء المرأة معلقة لأن الهجران يعتبر طعنة قاسية للأنوثة وهو بمثابة سم قاتل تتجرع بضع قطرات يوميا لتموت ببطء وسط الأوهام والشكوك وربما الحقائق الملحوظة، فالزوج إن هجر زوجته ورفض الاقتراب منها فهذا دليل إما على خيانته أو كرهه لها.
نجوم السماء أقرب من الطلاق
حين تصل العلاقة الزوجية إلى طريق مسدود ويقرر الزوج أن يهجر زوجته تصبح في صراع مع نفسها ومع الزمن، تتمنى أن يقول لها فقط جملة “أنت طالق” ليرتاح ويريحها، ولكن بعض الرجال يحبون تعليق الزوجات وجعلهن ذليلات قابعات في المنازل دون الإحساس بمتعة الحياة ودفء المشاعر وكأنهم يقولون لهن “نجوم السماء أقرب لكن من الطلاق” وهذا راجع حسب المختصين الاجتماعيين إلى أسباب عديدة أهمها رغبة الزوج في الانتقام من زوجته إن أحس بخيانتها أو رغبته في الاحتفاظ بها كعجلة نجدة ليوم الشدة أو محاولة منه لكسر جماح قوتها والدوس على كرامتها خاصة إن كانت متمردة عليه أو ربما لحاجة في نفسه لا يعلمها إلا هو.
حرّمها على نفسه وعلى غيره
تقول إحدى السيدات: “أعرف امرأة هجرها زوجها كليا بعدما رفضت النفقة على بيتها من المال الذي يقدمه لها أهلها سنويا…كان يلح عليها كثيرا لترضى ثم أصبح يضربها بقسوة لكن دون جدوى وحين رأى إصرارها وعنادها أراد الانتقام منها بأبشع الطرق حيث تزوج بامرأة أخرى ليشبع نزواته وتركها وحيدة تتجرع من كأس الحرمان والأسوأ من هذا أنه قال لها بالحرف الواحد “لن أطلقك حتى لا يتزوجك رجل آخر ولن أقربك ما حييت حتى أؤدبك” وفعلا مرت 10 سنوات وهي معلقة لا هي متزوجة ولا هي مطلقة.
زوجات معلقات بإرادتهن
إن كانت هناك نسوة تشتكين انفصال أزواجهن عنهن دون إعطائهن الحرية فهناك نساء أخريات اخترن أن يكن معلقات بإرادتهن وهذا النوع من النساء يفضلن البقاء مع الزوج رغم الهجر والمشاكل المترتبة عنه بسبب الخوف من مواجهة الواقع والمجتمع، إذ لا يوجد لديهن بديل آخر في ظل رفض الأهل وانعدام مصدر للرزق ونظرة الناس التي لا ترحم أو ربما بسبب الأبناء فالمرأة عادة تضحي بسعادتها وبراحتها النفسية في سبيل تربية أطفالها ورعايتهم.
زوجات إلى حين
إن المرأة تبقى معلقة إلى حين يقرر الرجل تنفيذ قرار الطلاق الذي قد يستغرق زمنا أو ربما لن يكون أبدا، وحسب تحليل الأخصائيين فإن الزوجة المعلقة هي التي انفصل عنها زوجها بالفعل ولكنه لم يمنحها الطلاق، وهذا ما يحرمها من حقها في الارتباط بغيره، وهذا الفعل يعد مخالفة لأوامر الله سبحانه وتعالى الذي نهى عنه في قوله تعالى: “فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما”.