رياضة

النصرية.. على طريقة ليستر

ياسين معلومي
  • 3084
  • 0

لا أعلم ماذا يصيب هيئاتنا الكروية، وما الذي يجعلهم في عنق الزجاجة، باتخاذ قرارات ارتجالية لا تخدم الكرة الجزائرية، وتزرع الخلافات والأحقاد بين الأنصار، الذين لا خيار لهم سوى الخروج إلى الشارع والاحتجاج على “حقرة” وظلم أحسوا به من طرف بعض المسؤولين الكرويين، الذين لم “يحسبوها جيدا” وأدخلوا المحيط الكروي في مأزق لن نخرج منه، ما لم يتدخل صاحب القرار الفعلي لإرجاع الأمور إلى نصابها، وإعطاء كل ذي حق حقه، سواء كان المشتكي كبيرا أو صغيرا، لأن القانون فوق الجميع، ولا أحد بإمكانه أن يدوس عليه..

كم مرة استعمل أصحاب النفوذ جبروتهم في ملاعب الكرة فأفسدوا نكهتها وحلاوتها، ليبقى الخاسر الأول من يحب هذه الرياضة، ويعشقها حتى النخاع، ويتمنى أن تصبح مثل تلك التي يشاهدها على القنوات الأجنبية، خاصة في مختلف الدوريات والمسابقات التي تجرى في القارة العجوز.

عندما اتخذت لجنة كأس الجزائر قرار إجراء مباراة الدور نصف النهائي بين النصرية واتحاد بلعباس في ملعب تشاكر بالبليدة، ظنت أن قانون الكأس قد تغير، وأن المباراة تلعب في ملعب محايد، لكن ماذا حدث؟ ولماذا هذا التغيير الذي لن يفيد كرتنا بأي شيء؟ ولماذا لا تلعب النصرية في الملعب التي استضافت فيه شبيبة القبائل ووفاق سطيف ومولودية وهران وأندية عريقة أخرى..؟ وحتى شباب بلوزداد الفريق العاصمي الآخر يلعب فيه منذ سنوات وباستمرار، ودون حدوث مشاكل، مثلما ظن بعض المسيرين أصحاب العقليات الضيقة، فهل هناك حسابات لا نعرفها؟ … وحتى المبررات التي منحتها لجنة الكأس بعيدة عن الحقيقة، وهي نسج من الخيال، ومثل هذه القرارات قد تزيد من العنف الذي اجتاح ملاعبنا، وتعطي لكل أنصار الأندية الفرصة للخروج إلى الشارع والمطالبة بحقها، مثلما حدث في عنابة والحراش والقبائل ووهران والقائمة مفتوحة.

أعجبني ما دونه اللاعب السابق للنصرية محمود قندوز على حسابه في الفايسبوك، عندما وجه رسالة إلى أنصار النصرية مطالبا إياهم بعدم السقوط في الفخ الذي نصبه لهم من يكرهون الفريق، محاولين تكسيره والضغط عليه ليخرج نفسيا من التنافس على المراتب الأولى في البطولة، وفي منافسة الكأس، التي تبقى حلما يراود الفريق الذي ظهر بقوة هذا الموسم، وأطاح بأكبر وأحسن الأندية الجزائرية.

ما يقوم به نصر حسين داي في البطولة المحترفة الجزائرية، يشبه كثيرا ما يقوم به فريق ليستر في البطولة الإنجليزية، حيث يحتل المقدمة، رغم أن الفارق شاسع بين البطولتين، فالكل يشجع ويبارك صحوة النادي الانجليزي والتألق الكبير للجزائري محرز، غير أنه في بطولتنا يريدون قطع الطريق لتشكيلة النصرية التي تقريبا عرفت نفس الصحوة، غير أن الفرق كبير بين مسيري البطولة الإنجليزية وأولئك الذين يعملون على تحطيم كرتنا وأنديتنا التي تعمل بجد وفي صمت دون إحداث “شوشرة كروية”.

لا أظن أن الذي يريد تكسير حلم النصرية بإبعادها عن اللعب فوق ميدانها وحرمانها من جمهورها الوفي، يكون قد نسي أو تناسى أن هذا الفريق كان خزانا لمختلف المنتخبات الوطنية، فمن منا لا يعرف مرزقان وفرقاني وأيت الحسين ولعزازي وقنون وبن طلعة وغيرهم… رسالتي إلى المسؤولين: لا تحرموا النصرية من ملعبها، واتركوا أبناءها يفرحون، لأننا بحاجة إلى فريق من المنتظر أن يغير خريطة الكرة الجزائرية. 

مقالات ذات صلة