-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
كان أول من التقط صور دماء لموشية وحليش وأول مناصر يحجز مكانه في بلد مانديلا

الهاتف النقال… الشاهد والجاسوس في معركة الأنصار من أمّ درمان إلى بنغيلا

الهاتف النقال… الشاهد والجاسوس في معركة الأنصار من أمّ درمان إلى بنغيلا

لم تكن مجرد مباراة في كرة القدم، كما لم تقتصر المشاركة فيها على اللاعبين وفقط، بعد أن تدخل فيها سياسيون وإعلاميون وفنانون ومثقفون وهواة، مباراة في كرة القدم لكن أقحم فيها أودلف هتلر، ميل غيبسون، جاكي شان، فرعون… لترتقي إلى درجة الحرب التي دارت أوزارها بدءاً من ساحة اليوتوب والفايس بوك وصولا إلى شاشات الهواتف النقالة ليلعب هذا الأخير دور الشاهد والجاسوس في معركة المناصرين من أم درمان إلى بنغيلا.

  • معركة وحرب دارت رحاها بين مناصري “محاربي الصحراء” ومناصري “الفراعنة”، فاستقطبت مشاركين من كل أنحاء العالم العربي والغربي في صنع لقطات فيديو ساخرة، عبثت لحد كبير بالشخصية المصرية والجزائرية، كانت بالنسبة لهواة الصورة الاستفزازية والصوت الساخر قضية ثأر وشرف حتى لو تعلق الأمر برموز كل دولة.
  • حرب الهاتف النقال في مشوار تأهل الخضر إلى نهائيات كأس العالم دق جرسها قبل الأوان، عندما توحد رنين هواتف المناصرون، على نغم واحد “… يا الخضرا ديري حالا”، لتكون أولى مقاطع الأغاني الرياضية التي صنعت الحدث مبكرا بعد أن حَمل الملايين من الجزائريين الأغنية، حيث أصبح كل هاتف نقال يرن تحت شعار واحد. وما زاد في رواجها تبني متعامل الهاتف النقال الوطنية للإتصالات “نجمة” شعارا لومضة إشهارية أُذيعت عبر شاشات التلفزيون، ونُشرت عبر الصحافة المكتوبة، مما جعلها تلقى انتشارا منقطع النظير، سواء عبر صيحات المناصرين أو عن طريق اقتباسها في أغاني رياضية أخرى.
  • .. “يا الخضرا ديري حالا”
  • أغنية “يا الخضرا ديري حالا” تربعت على عرش أكثر الأغاني تحميلا في الهواتف النقالة، وهو ما ساعد على تحسين أذواق الهواتف النقالة، إن صح التعبير. فعلى حد قول أحد أساتذة التعليم الثانوي، محمد السعيد،  41 عاما، أستاذ في اللغة العربية، الذي رد علينا قائلا: على الأقل الخضرا أزاحت عن مسامعنا أغاني نانسي عجرم وهيفاء وهبي، فلم نعد نستحي ونحن في المساجد إذا ما نسي أحد أن يغلق هاتفه وهو يرن.. يا الخضرا ديري حالا.
  •  ولعل أغرب ما حدث من طرائف جميلة هو ما قاله لنا أحد المناصرين “محمد ـ 18 عاما ” يتحدث قائلا: “كنت في إحدى المرات في الحافلة عندما رنّ هاتفي النقال وكنت أضع أغنية “يا الخضرا دير حالة” قبل أن أفاجأ بأن كل من كان في الحافلة راح يترقب هاتفه معتقدا بأنه هو الذي رنّ… لقد كان موقفا رائعا كله وطنية وراح أحد المناصرين ممن لم يكن بحوزته الأغنية يطلب تحميلها”.
  • ووصل الأمر ببعض المناصرين إلى إعادة تصميم واجهات هواتفهم النقالة باختيار ألوان المنتخب الوطني (الأحمر، الأخضر، الأبيض)، في شارع بلوزداد إلتقينا بـ”عمار ـ 25 عاما” يملك محلا صغيرا لصيانة الهواتف النقالة، وجد في إعادة تركيب واجهاتها مهنة جديدة للاسترزاق، يتحدث مع الشروق اليومي قائلا: “.. قبل مباراة مصر الجزائر في ملعب البليدة لم يكن اللون الأخضر مفضلا لدى الزبائن قبل أن تنقلب المعادلة وتطيح الخضرا ببقية الألوان”.
  • الجاسوس الذي كان أول من نقل صور الاعتداء على الخضر في” استاد القاهرة”
  • ومن دور الشاهد انتقل الهاتف النقال ليلعب دور الجاسوس المنقذ في المعركة، ليكون أول من نقل صور الاعتداء التي حدثت للمنتخب الوطني داخل الحافلة بالقاهرة، حيث كان هاتف نقال اللاعب الجزائري رفيق صايفي الذي صور الحادث ودماء حليش ولموشية، أول جاسوس فضح ما تعرض له أشبال سعدان في القاهرة، وهي الصور التي صنعت أعلى نسبة مشاهدة على موقع اليوتوب قبل أن تنقلها كبرى الوكالات العالمية وتستند إليها وفي مقدمتها قناة الجزيرة.
  • جاءت بعدها الأحداث الأليمة التي عاشها الأنصار في القاهرة، حيث صور الكثير من المناصرين ما حدث لهم، على غرار صور الطلبة العائدين من مصر، تتحدث الطالبة “مريم. س” من وادي سوف، 29 عاما، زارت مقر جريدة الشروق اليومي محملة على هاتفها النقال مقاطع فيديو التقطتها من مطار القاهرة الدولي، ليروي الشريط صورا استفزازية، تقول مريم إن الغاية منها “أن لا ننسى”.
  • أم درمان.. والهدف الشيطاني الذي اكتسح الهواتف النقالة
  • جاءت بعدها ملحمة أم درمان.. ليلعب الهاتف النقال دورا أكبر ليكون المغذي الأول لمشاهد الفيديو التي سَحرت متصفحي شبكات الأنترنيت في صنع مشاهد رائعة. ولعل أكثر مقاطع الفيدو التي حمَلها المناصرون وتبادلوها فيما بينهم، الهدف الشيطاني لعنتر يحى وهي اللقطة التي أتقن” مونتاجها” المناصرون عندما مزجوا صورة الهدف بتصريح عنتر يحيى (ضربناها في الأرض مدخلتش، ضربناها في السما مدخلتش.. ضربناها وين ميشوفهاش الشيطان).
  • وعاد المناصرون من أم درمان وعادت معهم ملايين الصور الحية لفرحة لا ولن ينساها 35 مليون جزائري، هذه الصور شكلت منعرجا مهما لدى أصحاب مقاهي الأنترنيت، كثيرون هم أولئك الذي أفرغوا ما جادت به جعبة هواتفهم من السودان، حيث اكتظت مواقع الإنترنيت عن آخرها لتحميل الصور إلى اليوتوب وفي هذا يتحدث “علي ـ 32 عاما” صاحب مقهى للإنترنيت قائلا: “منذ انطلاق مباراة 14 نوفمبر الماضي لم أغلق المحل، أتذكر أني كنت أعمل إلى غاية الواحدة صباحا، كان الوقت يمر بسرعة، الكثير من المناصرين رغبوا في تحميل مقاطع الفيديو الخاصة بهم سواء إلى أصدقائهم في دول عدة أو لترسيخ ذكرياتهم في عالم الصوت والصورة..”.
  • الهاتف النقال وحرب اليوتوب.. وليام توماس وأودلف هتلر على خط التماس
  • مع اشتداد حمّى مباراة مصر ضد الجزائر والتقاء الفراعنة والأفناك مرة أخرى بمناسبة مباريات كأس أمم افريقيا، اشتعلت حرب اليوتوب من جديد وازداد ضغط هواة اليوتوب الذين أبدعوا في تحريف سينما هولييود وأقحم ميل غيبسون، توم كروز وأودلف هتلر وجاكي شان وآخرون في المعركة وازدادت معها حرب القرصنة وتحطيم المواقع، حيث كان الجزائريون أكثر سرعة وأكثر تحكما والأكثر تحميلا لمقاطع الفيديو عبر هواتفهم النقالة، ولم يعد مستغربا أن ترى جماعة من الشباب يجتمعون ليلا لمشاهدة اللقطات الساخرة، بعدما كانوا يجتمون سابقا لمشاهد اللقطات الإباحية.
  • يتحدث سمير، طالب جامعي، يعمل على إعداد رسالة ماجستير حول الهواتف النقالة، يقول: “تأهل الخضر إلى المونديال ساهم بقدر كبير في إزاحة اللقطات الإباحية من هواتف الشباب بعد أن أصبحوا يبحثون عن الجديد في تحريف السينما”
  • ولعل من أكبر المشاهد المحملة في الهواتف النقالة من اليوتوب، فيلم أودلف هتلر “براف هارت” وفيلم “الحرية” للبطل وليام توماس.
  • ومع إسدال المنافسة الإفريقية بفوز مصر بالكأس، ورغم خسارة المنتخب الوطني أمام نظيره المصري في مباراة البطاقات الحمراء، إلا أن الهاتف النقال يظل المناصر الوفي، ومثلما كان أول من نقل صور الاعتداء على أشبال سعداء، كان أيضا أول من حجز مكانه في مدرجات ملاعب مانديلا ليواصل مهمة الشاهد والجاسوس.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!