-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الشروق تخترق منطقة العزل الصحي بمستشفى بني مسوس وتلتقي المصابة بالفيروس

الورقة الخضراء التي انقذت الجزائر من كارثة انتشار أنفلونزا الخنازير

الشروق أونلاين
  • 9840
  • 0
الورقة الخضراء التي انقذت الجزائر من كارثة انتشار أنفلونزا الخنازير
منطقة العزل الصحي حيث ترقد المصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير

..التقاء المصابة بفيروس “أيتش1أن1” مهمة شبه مستحيلة في ظل الحصار المضروب عليها على مستوى منطقة العزل بمستشفى بني مسوس..

  •  
  • منذ اكتشاف حالتها بداية الأسبوع المنقضي انتهجنا مختلف الطرق لمحاورة المصابة قصد تنوير الرأي العام بتفاصيل اختراق وباء أنفلونزا الخنازير للجزائر خاصة وأن البلاد كانت على وشك كارثة حقيقية لو انتشر المرض حيث أن السيدة المصابة لم تتوجه إلى المستشفى إلا بعد أربعة أيام من وصولها إلى أرض الوطن.
  • عيون شاحبة وملامح متعبة لمرأة في الأربعينيات من العمر، ذات بشرة سمراء زادها بياض القناع الواقي الذي تضعه على فمها وأنفها والمئزر الأزرق السماوي الذي يغطيها بالكامل سمرة أكثر .. التقيناها خلف الزجاج العازل بعد أن أوصد مدير مستشفى بني مسوس جميع الأبواب في وجهنا لأسباب واهية انهارت أمام حصولنا على موافقة من وزارة الصحة إلا أنه أصر على رفضه وكأنه الوصي الأول على المصابة..قررنا أن نتجه مباشرة نحو مصلحة العزل ونخاطب المصابة دون أي وساطة باعتبارها المعنية الأولى بالأمر ولكن مع احترام رغبتها في عدم تصويرها وذكر تفاصيل عن هويتها أو مهنتها خاصة وان هدفنا في مهمة الوصول إليها ومحاورتها ليس التشهير بالمصابة أو عائلتها وإنما غايتنا الرئيسية هي التقرب منها ووصف حالتها والإنصات إليها ومعرفة ظروف التكفل بها لتطمين الجزائريين وإثبات حقيقة الشفاء من وباء “أنفلونز الخنازير”.
  •  
  • ممرض واحد يحرسها ولا أحد في استقبالك عند المدخل
  • الحادية عشر و45 دقيقة من صبيحة يوم الخميس المنقضي..نتجه نحو مصلحة الأمراض الصدرية والتنفسية لمستشفى بني مسوس بحثا عن المصابة بفيروس “أيتش1أن1”..إلا أن مبنى العزل الصحي كان خارج المصلحة حيث أن الحالة الخطيرة و المعدية للمصابة استدعت عزلها عن المصالح الطبية المفتوحة أمام جميع المواطنين قصد تخفيض خطر انتقال عدوى “أنفلونزا الخنازير” وسط مرضى المصلحة، والغريب أن هذا المبنى لا يحرسه أحد وإنما اكتفت إدارة المستشفى بتعليق لائحة من التوجيهات في مدخل المبنى كغسل اليدين وارتداء الأقنعة الواقية..اجتزنا البوابة الزجاجية الأولى للمبنى واقتربنا من البوابة الثانية في نهاية الرواق حيث تعتبر هذه البوابة الفاصل الأخير بين العالم الخارجي وغرف العزل دون أن نلتقي بممرض أو عون أمن أو أي عامل بالمستشفى يحرس المبنى و يوجهنا أو يستفسر عن وجهتنا.. وبعد دقائق معدودة بالمدخل لمحنا ممرضا أصيب بحالة من الذعر بمجرد أن لمح تواجدنا في المدخل..
  •  
  • لا يربطها بالعالم الخارجي إلا نافذة زجاجية وهاتف
  • وجهنا الممرض الذي تبين لنا أن هو المكلف بحراستها إلى الجانب الخلفي من المبنى حيث توجد سلالم ومنصة يمكن أن نتحدث من فوقها إلى السيدة المصابة عبر جهاز هاتف مثبت أمام النافذة الزجاجية الرابط الوحيد بين المصابة والعالم الخارجي، حيث يمنع عن جميع الزائرين دخول المبنى أو التقرب من غرفتها ولا يسمح إلا للطبيب المشرف على حالتها الاتصال بها مباشرة قصد الكشف عليها وفق إجراءات وقائية مشددة كإرتداء الستر المعقمة والأقنعة الواقية والنظارات الواقية..
  • عند وصولنا إلى منصة المحادثة لم تكن المصابة قد وصلت إلى الجانب الآخر من المنصة داخل غرفتها..ومن خلال النافذة الزجاجية استطعنا أن نشاهد بعض تفاصيل غرفتها التي احتجزت بداخلها منذ أسبوع كامل..سرير بسيط بالإضافة إلى طاولة صغيرة محاذية له وستار ودورة مياه صغيرة في الجانب..   
  •  
  • “متعبة ولكن أخبار شفائي ترفع معنوياتي..”
  • بعد ثواني لمحناها قادمة من خلف الستار..سيدة في الأربعينيات من العمرة ذات بشرة سمراء..ملامح التعب كانت واضحة على عينيها الشاحبتين ..كان هذا فقط ما يظهر من وجهها بعد أن غطى القناع الواقي أغلب وجهها ولم تكن ترتدي إلا سترة واقية معقمة..لقاؤنا معها كان مقتضبا واكتفت بالقول “أنا متعبة قليلا ولكن معنوياتي مرتفعة..الحمد لله أنا أحسن من قبل..متعبة ولكن أخبار شفائي وتطمينات الأطباء ترفع معنوياتي”. أما عن صحة ابنها المصاب هو الآخر بأنفلونزا الخنازير فقالت “الحمد لله هو الآخر بخير ويتماثل للشفاء..أنا متعبة لا يمكنني الحديث..شكرا مع السلامة”، بهذه الكلمات اختتمت السيدة حديثنا المقتضب معها متخوفة من التشهير بها.. احترمنا رغبتها وعدنا أدراجنا خاصة وان مسؤولين بالمستشفى أكدوا لنا مغادرتها للمستشفى مساء اليوم السبت..
  •  
  • ابنها التقط المطوية في المطار ووجه أمه إلى المستشفى
  • وسبق لـ”الشروق” أن التقت بالدكتورة “س.ع” عضو خلية الأزمة والمتابعة لحالتها قبل زيارة المصابة حيث أوضحت لنا تفاصيل توجه المصابة إلى المستشفى بعد أربعة أيام من وصولها إلى الجزائر قائلة “المصابة لم تظهر عليها أي أعراض للزكام عند وصولها إلى مطار فرانكفوث بألمانيا قادمة من الولايات المتحدة الأمريكية أو عند وصولها إلى مطار هواري بومدين الدولي قادمة من ألمانيا على متن طائرة لشركة الخطوط الجوية الألمانية “لوفتنزا” يوم 19 جوان الماضي والتقت مع أطباء مركز المراقبة الصحية لمطار هواري بومدين الدولي بالجزائر العاصمة وزودوها بمطوية تضم تعليمات بضرورة التوجه إلى أقرب مستشفى في حال ظهور أعراض الزكام عليها أو على أحد ابنيها المرافقين لها خلال سبعة أيام منذ تاريخ وصولها، إلا أنها ألقتها حيث لم تهتم بالنصائح وكانت متأكدة من خلوها من الفيروس إلا أن ابنها التقط المطوية واحتفظ بها وبمجرد أن ارتفعت درجة حرارة والدته وظهرت عليها أعراض الزكام من تعب وسعال وحمى نصحها بقراءة المطوية والتوجه لأقرب مستشفى”.           
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!