الوزارة تدرس إمكانية دعم الخواص وعودة مقترح المركز الوطني للكتاب

أعاد جناح وزارة الثقافة بمعرض الدوحة للكتاب الكثير من النقاش، عن الحالة التي ظهر فيها، حيث ظل الجناح فارغا لعدة أيام، قبل أن يتبرع بعض الناشرين الخواص الذين حضروا بالمعرض، على نفقتهم الشخصية ببعض العناوين، إضافة إلى السفارة الجزائرية، حيث تم وضعها بالجناح الذي ظهر فقيرا ويتيما، ولا يرقى ليمثل بلدا متنوعا وغنيا ثقافيا مثل الجزائر.

فضيحة الجناح الجزائري في قطر ليست الأولى من نوعها، حيث يتم عادة إسناد مهمة تمثيل الجزائر في التظاهرات الثقافية إلى الإداريين، الذين لا يعرفون قدر الدبلوماسية الثقافية، في تأكيد مكانة البلد ونشر وتقديم ثقافته.

وتأتي فضيحة جناح قطر في الوقت الذي تستعد فيه الجزائر لتنظيم قمة عربية وجمع الأشقاء في بيتها، وفي الوقت الذي تبذل فيه الدبلوماسية الجزائرية قصارى جهودها في الترويج للقمة وتحقيق الإجماع.

هذا، وقد اقتصر حضور الناشرين الجزائريين في الدوحة على دار ألفا ومنشورات الاختلاف، ممثلة في الدكتورة أسيا موسيا، التي قالت لـ”الشروق” إن هناك طلبا على الكتاب الجزائري، خاصة من أبناء الجالية الجزائرية هناك، وحتى الأجانب الذين يرغبون في اكتشاف الثقافة الجزائرية.

فضيحة جناح الوزارة في قطر أعادت النقاش حول الجهة المخولة بالقيام بهذه المهمة، التي كانت من قبل تسند إلى النقابات المهنية، قبل أن تقرر خليدة تومي إسنادها إلى “إيناق”، سنة 2000، فهل تعيد الوزارة النظر في هذا القرار، خاصة أن المركز الوطني للكتاب يملك السند القانوني الذي يخول له هذه الصلاحيات بصفته المؤسسة التي تعنى بكل شؤون الكتاب سياسة وصناعة وترويجا.

وقد علمت “الشروق” أن اجتماعا على مستوى الوزارة عقد للنظر في المشاركات الخارجية في معارض الكتاب، حيث تم اقتراح دعم الناشرين الخواص لتمثيل الجزائر مستقبلا، غير أن هذا القرار من شأنه خلق الكثير من النقاش في ظل البيروقراطية التي يعاني منها الفعل الثقافي وإمكانية ذهاب هذا الدعم إلى غير مستحقيه، وخضوعه للمحاباة ومنطق الشللية.