الجزائر
انتقدت تخلي الوصاية عنها وتركها تواجه مصيرها لوحدها

الوكالات السياحية تستنجد: “كورونا قضت علينا والموس وصل للعظم”

كريمة خلاص
  • 1139
  • 4

يوبي: أزيد من 30 ألف موظف في السياحة فقدوا مناصب عملهم

شكلت الموجة الثالثة لفيروس كورونا، وما رافقها من إجراءات حجر صحي مشددة، القشة التي قصمت ظهر البعير، بالنسبة لقطاع السياحة ومهنييه، فبعد أن كانوا يعلقون آمالا كبيرة على النشاط في موسم الاصطياف، وفتح المجال الجوي، وجدوا أنفسهم في نقطة الصفر مجددا وقبعوا في بطالة مدقعة اضطرتهم إلى غلق أبواب وكالاتهم من جديد بشكل تام.

وأكّد يوبي مولود، المكلف بالإعلام لدى الفدرالية الوطنية للوكالات السياحية في تصريح لـ”الشروق”، أن الوضع كارثي في قطاع السياحة، وأنّ “الموس وصل إلى العظم”، حيث إنّ الوكالات تتكبد نتائج وضع صحي عام تعاني منه منذ عام ونصف تقريبا.

وقال يوبي: “الحمد لله على نعمة الصحة وحفظ النفس أولى من أي أرباح أو مداخيل فلا أحد يستطيع العمل في مناخ موبوء لابد من الانتظار إلى غاية زوال فيروس كورونا وبعدها نعيد ترتيب أولوياتنا”.

وكشف يوبي أنّ النقاش الآن انتقل إلى التفكير في كيفية الحفاظ على الوكالات السياحية من الاندثار في ظل الغلق شبه التام للوكالات السياحية وهجرة مهنييها منها نحو قطاعات أخرى.

وأضاف المتحدث: “إذا كنا نحن القدماء في المهنة لم نعد نستطيع المقاومة فما بالك بالشباب الجدد الذين اختاروا الاستثمار في السياحة وتأسيس وكالاتهم الخاصة في إطار مشاريع أونساج أو الاقتراض، مشيرا إلى تحصل الكثير على اعتمادات في الفترة الأخيرة غير أنها بقيت مجمّدة”.

وأشار ممثل فدرالية الوكالات السياحية إلى أنّ القدرة الشرائية للجزائريين انهارت والعائلات لم تعد تقوى ولا تفكر حاليا في السياحة نظرا لمحدودية مداخيلها، فالأولوية لديهم الآن تلبية احتياجاتها الأساسية.

وتحدّث المكلّف بالإعلام للفدرالية الوطنية للوكالات السياحية عن منافسة دخيلة وموازية من قبل بعض الصفحات الفيسبوكية والجمعيات التي باتت تقدم منتجات سياحية دون مراعاة الاحترافية.

وأوضح يوبي أنّ الوكالات السياحية التي يزيد عددها عن 4 آلاف وكالة توفر مداخيل لأزيد من 30 ألف شخص، ناهيك عن مناصب العمل غير المباشرة في قطاعات الفندقة والإطعام والصناعات التقليدية.. كل هؤلاء تأثّروا بتجميد النشاط، وغادروا نحو مجالات أخرى، وهذا ما يعتبر تهديدا حقيقيا لقطاع السياحة الذي هجرته اليد العاملة المحترفة، مشيرا إلى أن تكوين أشخاص جدد في المجال يتطلب على الأقل 3 سنوات ناهيك عن الخبرة الميدانية التي سيحتاجونها للتمكن في قطاعهم.

وتأسف يوبي لتخلي وزارة السياحة والسلطات الوصية عن الوكالات السياحية، حيث تركتهم يواجهون مصيرهم لوحدهم، فرغم الاجتماعات المتكررة مع الوزراء المتعاقبين على القطاع في غضون الأزمة الصحية ورغم الوعود المقدمة إلاّ أنّه لا شيء ملموسا على أرض الواقع، مشيرا إلى أنهم لم يتلقوا أي إعفاءات ضريبية أو شبه ضريبية أو الاشتراكات في صناديق التأمين الاجتماعية.

مقالات ذات صلة