-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بسبب تغريدة مشحونة بالكراهية لسياسية من عائلة آل لوبان

اليمين المتطرف يفجّر جبهة في حرب الذاكرة بين الجزائر وفرنسا

محمد مسلم
  • 2390
  • 1
اليمين المتطرف يفجّر جبهة في حرب الذاكرة بين الجزائر وفرنسا
أرشيف

اندلعت معركة قضائية بخلفيات تتعلق بالذاكرة بين صحفية من أصل جزائري، وإحدى الوجوه الفرنسية المحسوبة على اليمين المتطرف، ممثلة في شخصية ماريون ماريشال لوبان، التي تعتبر قيادية في حزب “الاسترداد”، الذي يقوده اليهودي المتطرف الوافد إلى فرنسا، إيريك زمور.
وتأتي هذه المعركة القضائية في ظل مساعي يقوم بها المسؤولون الجزائريون والفرنسيون من أجل التخفيف من حدة حرب الذاكرة المندلعة بين البلدين منذ عقود، والتي تجسّدت من خلال إنشاء لجنة مختلطة مكونة من مؤرخين جزائريين وفرنسيين، لبحث سبل الوصول إلى حلول من شأنها تجاوز واحدة من أعقد الملفات الحسّاسة التي ظلت سببا في تسمّم العلاقات الثنائية في أكثر من مرة.
وتعود القضية إلى النصف الثاني من الشهر المنصرم، وبالضبط بينما كان التحضير على قدم وساق من أجل إنجاح الوقفة السلمية التي كان ناشطون جزائريون يعتزمون تنظيمها بالعاصمة الفرنسية باريس، بمناسبة يوم الشهيد، الذي يصادف 18 فيفري من كل سنة، وهو النشاط الذي تم إلغاؤه من قبل السلطات الفرنسية، بداعي أنه يهدّد الاستقرار والأمن في كبرى المدن الفرنسية.
الضحية في هذه القضية هي الصحفية هناء غزار بوعكاز، العاملة في قناة “آر. آم. سي” الفرنسية، وقد تعرضت لتحرش عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من قبل ماريون ماريشال لوبان، فيه الكثير من الكراهية والعنصرية، فقد طالبتها السياسية اليمينية المتطرفة بالعودة إلى وطنها الجزائر، بسبب توجيهها بتاريخ 16 فيفري المنصرم نداء بالصوت والصورة، على حسابها على منصة “إكس”، أو “تويتر” سابقا، يدعو الجزائريين للمشاركة في الوقفة السلمية لإحياء ذكرى يوم الشهيد.
وجاء في بيان موقّع من قبل محاميها، الأستاذ نبيل بودي، أنه “بتاريخ السادس عشر من فيفري 2024، قامت الصحفية هناء غزار بنشر فيديو على حسابها في منصة “إكس”، يعلن عن تجمع لإحياء ذاكرة الشهداء الجزائريين”، وأشار البيان إلى أن هذا التجمع الذي دعا إليه العديد من الشخصيات، كان لاحقا محل منع من قبل مصالح الأمن في العاصمة باريس.
ويشير بيان دفاع الصحفية هناء غزار بوعكاز، إلى أن الفيديو الذي عمّمته على حسابها على منصة “إكس”، كان محل هجوم غير مبرر من طرف السياسية اليمينية المتطرفة، ماريون ماريشال لوبان، التي دوّنت “تغريدة” بتاريخ 17 فيفري 2024، على حسابها، تتهم من خلالها الصحفية هناء غزار بوعكاز، بتمجيد جرائم الحرب، لمجرد أنها “قدّمت دعمها للجزائريين الذين استشهدوا إبان الحرب التحريرية”.
وبرأي دفاع الضحية، فإن تعميم “التغريدة” من قبل السياسية اليمينية المتطرفة، أدى إلى انتشار حملة من الكراهية على شبكات التواصل الاجتماعي، تبعتها شتائم وتهديدات بالقتل ضد الصحفية هناء غزار بوعكاز وأقاربها، وهو الأمر الذي كان وراء قرار الضحية باللجوء إلى العدالة الفرنسية للقصاص من ماريشال لوبان، وهي الشكوى التي ستطال أيضا كل من انخرط في حملة الكراهية ضد الصحفية، بعد التغريدة المثيرة للجدل، يضيف البيان.
وتجسّد تغريدة ماريون ماريشال لوبان، المواقف التقليدية لعائلة لوبان، المعروفة بعدائها لكل ما هو جزائري، علما أن زعيم اليمين المتطرف ومؤسّس حزب الجبهة الوطنية الفرنسية، جون ماري لوبان، من المتورطين في فظائع التعذيب الذي كان ممنهجا إبان الثورة التحريرية، بشهادات الكثير من ضباط جيش الاحتلال الفرنسي، وعلى رأسهم المجرم، بول أوساريس، الذي اعترف في مذكراته بممارسة التعذيب بحق الجزائريين عندما كان مسؤولا عن الشرطة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • بن بولعيد

    الامر سهل وهين فما علي فرنسا لا الاعتراف والاعتذار رسميا عن جرائمها ومجازرها ضد الانسانية بالجزائر ابان الاحتلال الغاشم والفظيع الذي دام 132 سنة من القتل الممنهج والابادة الجماعية المقيتة -استشهاد اكثر من 25 مليون جزائري -. لماذا تتهرب فرنسا من الاعتراف والاعتذار يا تري ؟ الهروب الي الامام يا فرنسا لاينفع .