جواهر
وجهات نظر

امرأة وليست آلة!

نادية شريف
  • 2101
  • 8
ح.م

تنهض في الصباح الباكر تعد الفطور للزوج وتجهز الأطفال للمدارس، ثم تسرع للاستعداد للذهاب إلى العمل.. هي موظفة بدوام كامل وأيضا أم وزوجة، ما يعني أن دوامها لا ينتهي على الرابعة مساء وإنما يمتد إلى ما بعد منتصف الليل!

تجدها ترتدي ثياب الموظفة، والخادمة والمعلمة وتعمل كالنحلة بجد واجتهاد، فقط كي لا يقال بأنها مقصرة، وفي الأخير لا تنال سوى الجحود لتعبها والنكران لفضلها.. بل لا تجد حتى من يعينها أو يشكرها بأبسط كلمة وأرق تعبير..

المرأة في أيامنا أصبحت مجرد آلة، تقوم بالعديد من الوظائف التي فرضها العرف عليها وفرضتها هي على نفسها.. أصبحت لا تجد وقتا للراحة ولا متنفسا للحلم، ولا منفذا لإنقاذ أنوثتها من براثن الضغط..

المرأة في أيامنا أصبحت مستهلكة، المدير في العمل يأمرها، والزوج في المنزل ينهرها، والأطفال يلتصقون بها، كل يحتاج لدعمها ورعايتها، وحين يصيبها المرض تحدث الكارثة وتظهر العيوب ويحسّ الجاحدون لفضلها بقيمة ما كانت تقدمه، هذا إن سمحوا لها بالشكوى والبقاء طريحة الفراش!!!

الرسول صلى الله عليه وسلم وما أدراك ما الرسول، بالرغم من عظم المسؤولية التي كان يحملها على عاتقه، وبالرغم من أنه كان له تسع زوجات، وكان بإمكانه أن يجلس كالملك إلا أنه كان يرفض الاتكال، ففي مسند الإمام أحمد عن عروة عن أبيه، قال: سأل رجل عائشة هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته شيئا، قالت: نعم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخصف نعله ويخيط ثوبه ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته.

إن ما يجب أن يلقّن للأزواج في عصرنا هو الحرص على إعانة الزوجة وشكرها والإحسان لها، قدوة بالمصطفى صلى الله عليه وسلم الذي كان في خدمة أهله، فمن يكون غيره من الرجال حتى يتكبرون على أشغال البيت؟ ومن أخبرهم بأن كل تلك الأعباء منوطة بالمرأة؟ ثم كيف يلقون بجميع الأعباء عليها كما لو أنها ماكينة ثم يريدونها أنثى؟.

مقالات ذات صلة