الجزائر
اعتلى عمودا كهربائيا ولامس أسلاك الضغط العالي

انتحار أستاذ موسيقى أمام تلاميذه بخنشلة

طارق مامن
  • 25190
  • 8
أرشيف

أقدم أستاذ في مادة التربية الفنية والموسيقى، صباح الأربعاء، يشتغل في إكمالية الإخوة عجرودي، ببلدية قايس، شمالي ولاية خنشلة، على الانتحار بعد صعوده عمود كهرباء ذا ضغط عال، بحي لحماري بقلب المدينة، لأسباب ربطتها مصادر الشروق بمعاناته منذ فترة وجيزة من اضطراب نفسي حاد قطعه عن عالم التربية والتعليم، بعد أن فقد أحد أقاربه في حادث مرور مؤلم.

الأستاذ البالغ من العمر تسعة وعشرين سنة، أعزب وتسلم منصب العمل في الإكمالية المذكورة منذ سنتين قادما من إكمالية أخرى.

وتوقف عن العمل في الأيام الأخيرة، وبقي يتلقى زيارة زملائه في العمل وبعض التلاميذ، إلى أن غادر مسكنه العائلي صباح الأربعاء، من دون تفطن أهله، وقصد عمودين كهربائيين بهما ضغط عال، قبل دخول تلاميذ إكمالية الإخوة عجرودي إلى الحصة الصباحية، وتسلق العمودين أمام أنظار التلاميذ، وبينهم من كان يتولى تدريسهم، والمارة، الذين ذهلوا وراح بعضهم يسابق الزمن للاتصال بمصالح سونلغاز، من أجل أن تحبط مسعاه في الانتحار وتبادر إلى قطع التيار الكهربائي، ولكن القدر سبق الجميع وصعق الأستاذ الشاب، فاحترق جسده بمجرد ملامسته الأسلاك الكهربائية وتفحم، لتتدخل ساعتها مصالح الحماية المدنية.

ونقلت الجثة إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى البلدية، وفتحت بدورها مصالح الشرطة تحقيقا في الحادثة، التي خلفت أسى وسط عائلته الصغيرة والوسط التربوي، خاصة أن الضحية عمل لفترات وجيزة في خمس متوسطات في المدينة، قبل استقراره في متوسطة الإخوة عجرودي، وقد التحق بمكان الحادثة، بعد هلاك الأستاذ، والده المتقاعد من التعليم أيضا، والذي ظل يرافقه كلما غادر المنزل في الأيام الأخيرة، لكنه غافله في المرة الأخيرة، وتعاطف الحضور مع الوالد الذي دخل في حالة هستيرية، وهو يحدث الناس أنه كان يشعر بأن ابنه كان يريد أن يؤذي نفسه، فظل يرافقه صباحا ومساء إلى أن رحل عنه إلى الأبد.

مقالات ذات صلة