الجزائر
المساجد والأئمة في نجدة عدّة قطاعات

انتشار الخلع.. القاتل الصامت و”التيك توك” في خطب الجمعة!

زهيرة مجراب
  • 6420
  • 11
ح.م

أضحت منابر الجمعة طوق النجاة الذي يسارع الجميع صوبه في محاولات لإنقاذ المجتمع من المخاطر العديدة المتربصة به، ويتحرك الأئمة في كل مرة من تلقاء أنفسهم أو بتعليمات وتوجيهات من وزارة الشؤون الدينية للتصدي لبعض الظواهر السيئة والتي تعد خطرا داهما، وجاءت خطبة هذا الأسبوع على وقع أحداث كثيرة، فبعد ما كشفت وزيرة التضامن على أرقام الخلع المرعبة، تحرك أئمة ورجال الحماية المدنية للتحذير من مخاطر الغاز، ليحجز تطبيق “التيك توك” مكانا هو الآخر.

تعد خطبة الجمعة تحصيلا لما يشهده المجتمع من أحداث فيتفاعل معها الأئمة ويسلطون الضوء عليها، فيثنون على الجيدة ويشيدون بفاعليها ويدعون لتعميمها، ويحذرون من السلوكيات المشينة ويدعون المصلين لتفاديها، مستشهدين بالأدلة والنصوص الشرعية لإقناعهم. وكان الأسبوع الماضي، قد شهد الكثير من الأحداث التي جعلت الأئمة يفكرون ويتدبرون فيها ويعتزمون صياغة خطبة الجمعة منها، فمباشرة عقب تصريح وزيرة التضامن غنية الدالية عن تسجيل 13 ألف حالة خلع، دعا الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية، الشيخ جلول حجيمي، الأئمة للتحدث عن الخلع في المذهب المالكي وتوضيح آثاره وانعكاساته السلبية على المرأة والمجتمع، ولأن الظاهرة أخذت أبعادا كبيرة، تحدث الشيخ عن استعدادهم لمراسلة وزارة الشؤون الدينية ومطالبتهم بخطبة موحدة عبر كامل التراب الوطني لتوعية النساء والرجال على حد سواء بما ينجر على الطلاق والخلع.

فيما يرى الشيخ غول بأن الأسرة الجزائرية صارت بحاجة لخطب ودروس حتى تعود إلى أصل المعاملات الشرعية وفق التعاليم الإسلامية، بعد ما تسببت المنظومة التشريعية المستوحاة من القوانين الغربية الهدامة والمخالفة لديننا.

وعلى خطاهم، سار أئمة آخرون دعوا لتخصيص خطبة الجمعة للحديث عن مخاطر غاز التدفئة الذي يحصد عشرات الأرواح خلال فصل الشتاء، فقد أصبح غاز أحادي الكربون المتسرب من المدافئ أكثر الغازات قتلا للجزائريين، واعتبر رجال الدين الخطبة ضرورية جدا لتشجيع المصلين على إتباع بعض السلوكيات المقللة من خطره كتهوية المنزل واقتناء أجهزة تدفئة أصلية للحد من الوفيات، وعولت مصالح الحماية المدنية على المساجد هذه المرة لإنجاح حملتها وإيصال رسالتها لأكبر شريحة من المواطنين كي يتفادوا الهلاك خصوصا وأن هذه الحوادث تزداد ارتفاعا مع موجات البرد.

واستطاع النداء الذي وجهه إمام المسجد الكبير وشيخ الزاوية العلمية لتحفيظ القرآن الكريم، علي عية، للأئمة حشدهم ودفعهم للتحدث عن التكنولوجيا وانعكاساتها السيئة، نداء الشيخ جاء عقب تحذير وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط من تطبيق “التيك توك” المستشري داخل المؤسسات التعليمية، حيث نبه الشيخ عية في اتصال لـ”الشروق” من وجود جماعات تحارب الإسلام ينتمون للماسونية العالمية وأعداء آخرين يعملون على نشر الأفكار المنحرفة في مجتمعاتنا تحت غطاء تجديد الدين وفهم الإسلام من جديد، وهذه الجماعات يكثر نشاطها وتواجدها في مواقع التواصل الاجتماعي.

ويرى الشيخ عية أن هذه الجماعات تستهدف شبابنا المسلم وترغب في ضربه في قيمه من خلال شغله عن الدراسة وحياته اليومية وإثارة غرائزه، وهو ما يعمل على تعزيزه تطبيق “تيك توك” الذي يبث مقاطع فيديو خليعة ويشجع على الرقص الماجن والتعري والفضائح والاختلاط، وأضاف الشيخ بأن سقم الأمة يكمن في غياب العلماء المدافعين عن الإسلام من الهجمات الشرسة فأصبحت الساحة شاغرة أمامهم، وناشد المتحدث الأئمة في منابرهم والوعاظ على كراسي الإرشاد لتوجيه دروس وخطب للشباب يحذرونهم فيها من هذه التطبيقات وهو ما دفعه لمراسلة وزير الشؤون الدينية للتنبيه بالمخاطر المحدقة بفلذات أكبادنا، فمسؤولية هذه الأجيال تقع على عاتق الجميع.

كما وجه المتحدث نداءه لأولياء التلاميذ بضرورة تشديد الرقابة على أبنائهم المراهقين، والأمر ذاته بالنسبة للأساتذة والمعلمين، فهم أمانة، وعليهم صيانتها قبل أن تجرفها تيارات أخرى.

مقالات ذات صلة