اقتصاد
المغرب خطفت سياح تونس .. ولبنان وتركيا ألغيتا التأشيرة

اندلاع حرب متوسطية لخطف السياح في غياب محيّر للجزائر

الشروق أونلاين
  • 15488
  • 18

تغيرت الخارطة السياحية المتوسطية في الشهرين الأخيرين بشكل كبير في منطقة البحر الأبيض المتوسط التي تعتبر من أهم مناطق الجذب السياحي في العالم بسبب تعدد الثقافات وتواجد المنطقة بين ثلاث قارات هي آسيا وأوربا وإفريقيا وتنوع الحضارات التي مرت عبرها.

وجاء هذا الانقلاب بسبب الأحداث التي ميّزت جنوب المتوسط، حيث فقدت تونس الكثير من سياحها بسبب المخاض السياسي الذي تعيشه بعد انهيار النظام السابق، والتخوف من الوجهة المصرية، كما أن أحداث سوريا قضت نهائيا على السياحة الجبلية التي تشتهر بها سوريا، وعرفت شواطئ اللاذقية عزوف السياح الخليجيين بالخصوص الذين تعودوا التصييف في بلاد الشام، هذه الحالة المرضية حركت كل الدول المتوسطية بما في ذلك الكيان الصهيوني المزروع في الشرق الأوسط لأجل خطف السياح وتحويلهم نحوها بكل الطرق المادية والإدارية والإشهارية بالخصوص، حيث صرف الكيان  الصهيوني  قرابة  الربع  مليار  دولار  في  الإشهار للمنتوج  السياحي  وللمعالم  السياحية  الموجودة  في  الأراضي  المحتلة .
وتشير التقارير الصهيونية إلى أن أرقام السياحة في الأرض المحتلة هذا العام ستحطم كل الأرقام، وقد يصل الرقم خلال شهري جويلية وأوت إلى قرابة المليونين، قادمين من أمريكا وأوربا وشرق آسيا، اختاروا القدس وحيفا وغيرها من المدن العربية والإسلامية المغتصبة، وخطف الكيان  الصهيوني  سياح  سوريا  وحتى  مصر، مستغلا  أيضا  شهر  رمضان  لكي  يوصل  رسائله  الدينية  والسياسية  على  أساس  أن المسلمين  لا  يستقبلون  ضيوفهم  في  رمضان  ولا  يمنحونهم  الأمان  والطمأنينة .
أما لبنان فقد قرر لأجل خطف كل السياح الخليجيين بالخصوص والمقيمين أيضا إلغاء التأشيرة من جانب واحد على أبناء مجلس التعاون الخليجي وحتى المقيمين في دول الخليج العربي، إذ بإمكان أي جزائري أو أوروبي أو عربي يقطن في قطر أو في دولة الإمارات العربية المتحدة التوجه إلى لبنان من دون تأشيرة، وهو ما مكّن لبنان من امتصاص سياح سوريا، وبلغ امتلاء الفنادق في لبنان حسب وزير السياحة نسبة أزيد عن 90 بالمائة، وهو رقم لم يُسجل من قبل في لبنان منذ اندلاع الحرب الأهلية في منتصف السبعينيات من القرن الماضي..
ولم تضع تركيا أيديها فتحركت بقوة وقال سفراءها في مختلف الدول أن التأشيرة سيتم منحها لكل من يطلبها دون أدنى استثناء خلال الصائفة الحالية، أي أنها بقيت تأشيرة صورية فقط حتى لا تضيّع تركيا أمل انضمامها للاتحاد الأوروبي في الوقت الذي تمنح لكل من يريد التأشيرة، وقام المغرب طمعا في الملايين من سياح تونس بتخفيض أسعار الجوية الملكية وأيضا أسعار الفنادق في الدار البيضاء ومراكش وفاس وأغادير التي وصلت إلى مادون الأشهر غير سياحية السابقة، وهذا لأول مرة في تاريخ المغرب، أما الوكالات السياحية في أوربا فقد ألهبت إشهارها لمنتوجها في اليونان وإسبانيا وقبرص ومالطا وإيطاليا وفرنسا، ولعب الإعلام الأوربي أيضا دورا في نقل الصور السوداء عن مصر وسوريا وتونس، لأن عدد سياح تونس ومصر وسوريا وحتى ليبيا يقارب الأربعين مليون سائح، وهو ما أسال لعاب المتعاركين، أما الغريب في هذه الحرب العلنية  فهو  غياب  الجزائر  كجندي  يبحث  عن  بعض الانتصارات  السياحية؟

مقالات ذات صلة