الرأي

انسلاخسلاميّون

ح.م

هذا التعبير الغريب نوعا ما هو تركيب مزجيّ من كلمتين عربيتين أصيلتين هما “انسلاخ” و”إسلام” فاللهم اجعلنا من المنتسبين إلى الثانية البعيدين عن الأولى.
لقد قرأت هذا المصطلح في كتاب “القراءات الحداثية للقرآن الكريم” للأستاذ الكلاّم، ونسبه هو بدوره إلى الأستاذ محمّد الطالبي التونسي (؟).
لقد أطلق هذا المصطلح على الذين جحدوا نعمة الله – عز وجل- عليهم، ولم يقابلوها بما تستحق من شكر الله – عز وجل- على ذلك، وفضلوا أن يكونوا كالحيوان الذي شبههم به الله – عز وجل، في قوله تعالى: “واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين، ولو شئنا لرفعناه بها، ولكنه أخلد إلى الأرض واتّبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث، ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا…”. (سورة الأعراف، الآيتان 175-176).
والإنسلاخسلاميّون عندي فريقان:
*) فريق دعاهم الشيطان فاستجابوا له، وكفروا بالله – عز وجل- وبمحمد – صلى الله عليه وسلم- وبما أنزل عليه من الآيات والذكر الحكيم، ورضوا أن يكونوا من جنود إبليس، يأمرون بالمنكر، وينهون عن المعروف، ويصدون الناس عن سبيل الله بكل ما تمكنوا منه من الوسائل والأساليب من صحافة، وكتب، وقنوات تلفزيونية، وإذاعية، ومسرح.
*) فريق لم يتبع أفراده الشيطان، ولكنهم ركنوا إلى السلطان الظالم، فزينوا له سوء عمله، وشجعوه على انتهاك حدود الله – عز وجل- وهوّنوا عليه دماء الناس وأموالهم، ومحارمهم..
إن كثيرا من حكام المسلمين الذين بغوا في الأرض، واستعلوا فيها بغير الحق، وأذاقوا الأبرياء العذاب النكر، واستحلوا المحارم، وإنما شجعهم على ذلك وجرّأهم على حدود الله – عز وجل- هم هؤلاء الذين انسلخوا من آيات الله التي آتاهم، وتراهم في أقوالهم وأعمالهم أكثر طاعة لهؤلاء البغاة من طاعتهم لله – عز وجل- وقد يكونون عليمي اللسان.. وكم رأى الناس وسمعوا “علماء” وهم يحرضون هؤلاء الحكام الظالمين على صالح المؤمنين..
إن الذي دعا هؤلاء “العلماء” الفاسدين إلى فعل ما فعلوا أمران:
*) اختلافهم سياسيا أو مذهبيا مع من ظلموا..
*) طمعهم في غنائم ومناصب ينالونها من هؤلاء الحكام الظلمة، ونسوا أنهم إنما يأكلون في بطونهم نارا، ويقتعدون كراسي من جثث المظلومين.. ونسوا أيضا أن أول داخل لجهنم هو من هؤلاء “العلماء” الذين يأمرون بالخير ولا يأتونه، وينهون عن الشر ويسبحون فيه إلى الأعناق.

مقالات ذات صلة