-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بأي حال عدت يا عيد؟

جواهر الشروق
  • 1424
  • 7
بأي حال عدت يا عيد؟
ح.م

يحل علينا اليوم العالمي للمرأة في كل سنة، مصحوبا بتصاعد الجدل حول هوية المناسبة وتعلو معه الأصوات الناقمة على تحرر المرأة وحقوقها، تزامنا مع خرجات المسهبين في الحديث عن مكاسب المرأة في الجزائر المستقلة، مستعرضين أيّاما مشهدا مكررا لكوطات البرلمانيات، وعددا من بركة جيل الثورة من المجاهدات وبنات وأرامل الشهداء، حول الموائد المستديرة والسماط الأبهي، على وقع زغاريدهن وإشادتهن بطاقم القيادة الوطنية، ما يثير الاستفزاز ويسعّر شهية الحسد لدى الرجال المؤمنين بنظرية العداء الأزلي بين الجنسين، ويحرك غبطة النساء الثملات من كؤوس حقرة وتهميش الذكور.

إن مفهوم تحرير المرأة، الذي يربطه الكثير بالفكر الغربي ورديفه التغريبي وما له من أبعاد تهدف إلى مسخ المجتمع المسلم واستهداف الإسلام في كبده من خلال تعرية المرأة، وإخراجها إلى الشارع، ومزاحمتها للرجال، وتخليها عن تخصصها الأصلي، كل هذه الأمور إن كانت تلامس جوانبا من الحق، ماهي بالمقابل سوى سلاح احترازي يشهر كل مناسبة تخص المرأة، للتضليل والطمس على حقائق أخرى، كانت ولا تزال سببا في نجاح هذا المخطط الغربي، فالمرأة غالبا ما تنتكس فطرتها وتتمرد على طبيعتها، عندما تفقد رجالها المحسوبة عليهم حقيقة أو حكما أوفي حال تعرضها إلى الظلم من طرفهم.

وحدها المتعثرة في أثلام الدهر، المرمية على هامش الحياة، و المضطهدة في صمت بسبب أنوثتها، كفيلة بفهم مصطلح تحرر المرأة، حتى لو كانت ريفية ضاربة في سذاجتها والتي يصدق فيها قول الشاعر:

لمن يدخر الود مسلوبه *** إن هو أرضى سالبه

ألا صدقت هذه العبرات*** وكنت أحسبها كاذبه

تمنت لو كتبت ما بها*** لكنـها لم تكن كاتبــه

فرغم جميع الأحكام الشرعية والقوانين الوضعية، لا تزال الكثير من النساء تتعرضن للاضطهاد و العنف والحرمان من الحقوق، مع ذلك آخر ما تفكر فيه هؤلاء هو سلطة القانون، لأن السلطة الذكورية التي بسطت سيطرتها على مفاصل الذهنيات بما فيها الأنثوية ذاتها، استندت في تحقيق ذلك إلى أهم ما تقوم عليه كينونة الإنسان وهو الدين، وبالتالي حتى إن أنصفها القانون، فسلطة الظلم المعنوي المعشعش كقناعة متوراثة، يبقى يلاحقها طوال حياتها.

 فالرجل منذ بداية الزمن البطريكي، استغل البنية المروفولوجية سلاحا لإخضاع المرأة، وقهرها ونشر المعتقدات الخاطئة حولها، قبل أن تحتكم التجمعات البشرية إلى الشرائع السماوية التي جاءت منصفة عادلة، معيار المفاضلة فيها بين الجنسين هو الصلاح وتقوى الله. لكن الرجل وجد فيها غايته المثالية، التي تديم سيطرته على المرأة، وتثبيت مبدء أفضليته عليها دون اعتراض منها، وذلك من خلال لَيّ عنق النصوص الشرعية وتوجيهها تمويها لصالحه، ثم إحاطتها بهالة من القداسة، فأصبحت الكثير من النساء مسلِّمات بوضع الذل والسيطرة التي يفرضها عليهم الرجال، اعتقادا منهن أن ذلك قدر محتم تدعمه سلطة الشريعة، وهي المغالطة الكبرى التي سارت عليها أجيال وأجيال .

فمن قال أن كل  النساء يرضيهن قانون متحيز إلى المرأة لحاجة في نفس واضعيه والمصادقين عليه ؟ فالمرأة الواعية المثقفة الواثقة من نفسها، تعلم جيدا ما لها وما عليها، وتدرك يقين الإدراك أن ما منحه لها الله من حقوق واضحة، يغنيها عن علاوات البشر المشابة بمطامع السياسيين وأعداء الدين، لكن الأنانية الذكورية، وحب السيطرة المتجذر لدى الكثير من الذكران، حال دون إرساء مجتمع متوازن يؤدي فيه كل من الجنسين دوره المنوط به، حتى وإن اقتضت المشاركة، يشارك كل منها الآخر بشكل تكاملي لا تصادمي،  فما أحوجنا إلى رجال يحفظون ويفهمون آيات الله في حقوق المرأة وقدرها غير تلك المتعلقة بالميراث والقوامة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • الى 05- ورقم 06

    وما دخلكما انتما في واقعي فهو قال رايه رغم انه استعمل الفاظ ليس في موقعها . وتهجم على كاتبة المقال لاسباب يعلمها هو .ان المراة لا تعرف لا حقوق ولا حرية ان كل ما تعرفه هو انه لا احد يتحكم فيها و تفعل ما تشاء وقت ما تشاء و و تتمتع بهده الحياة كما تقول المراة بكل شيء متوفر من حلال و حرام ففي نظر المراة الحرية معناها فعل ما تشاء وبدون ظوابط و حقوقها هي ان تفعل دلك بحماية القانون لا اكثر ولا اقل .فيقو يا بشر.ان كيدهن اكبر من حريتهن و حقوقهن بكثير جدا .

  • معارض للتحرش

    لا يخاف من العقوبة غير المجرم ، و الظاهر الجماعة المعتادين على التحرش ضاق بيهم الحال كما هو الاخر الواقعي من جيجل، وعليه بداء يتهجم .

    تحية للكاتبة

  • بدون اسم

    الى الواقعي صدقا انتحرت الرجولة لما وصلت لامثالك حسن الفاظك وكفاك قذفا لا يوجد عديم اخلاق وتربية مثلك ومثل امثالك هل تعرفها حتى تتهجم عليها ؟

    شكرا كاتبة المقال القافلة تسير و ...........

  • الواقعي

    أمثالك يا قليلة الاخلاق و الأدب هم سبب مشاكل المراة الجزائرية

    ان كنت انت مسترجلة و ليس لديك اصل جزائري فلا تحاولي توريط المراة الجزائرية الحرة في مستنقعك

  • Abderahmane

    الاسلام بريء من تصرفات المسلمين والمراة من حقها تلجأ للقانون في حال التعدي عليها لكن ليس من حق الحكومة صياغة قوانين مبالغ فيها تستخدمها المراة الحاقدة على زوجها للانتقام اللهم الا اذا احاطتها باجراءات صارمة

  • بدون اسم

    معك حق لازتزال فئة كبيرة من النساء مضطهدات في صمت وستبقى كذلك قبل يومين فقط نهضنا مفجوعين في الصباح الباكر على صوت جارتنا تصرخ قتلها زوجها بالضرب آية واضربوهن جعلوها واقتلوهن وآية للذكر مثل حظ الانثيين اصبح يلغى حق الانثى من الميراث في غالب الاحيان مع رفع الرجل يده عن كفالة اخته وامه بمجرد ان يتزوج وآية قوامون على النساء قوامة بالقول لا بالفعل قوامة فقط فيما يضيق على المراة

  • بدون اسم

    باي حال عدت ياعيد

    اعرف انني اتيت لكن الحال ليست ككل حال انه يوم واحد ويقال فيه بعض الكلامات وينتهي اليوم وبتقى المراة على حالها لايتغير من حولها قسوة الحياة ولايغير هذا العيد منها اي شيء فل الحال غير كل الاحوال وليست تهنة تكتب فيها عيد سعيد

    الغرب الجزائر////////////ضياااااااااااااااااااء