منوعات
هل ما جسدته السلسلة مقصود به الإهانة؟

“باب الدشرة” عمل محترم ولكنه يصوّر الريفي شخصا ساذجا

حسان مرابط
  • 3829
  • 9
ح.م

منذ بداية رمضان الجاري، استطاعت السلسلة الفكاهية “باب الدشرة” التي تبث على التلفزيون الجزائري (القناة الثالثة) أن تنال إعجاب الجمهور الجزائري والمختصين في الحقل الكوميدي في بلادنا، لكون المخرج وليد بوشباح قدم عملا محترما على صعيد السيناريو والإخراج، ولكن يعيب البعض على هذا العمل أنّه استخف بشخصية القروي وابن “الدشرة”، فجاء تقديمه في السلسلة على أنّه شخص ساذج وغير حضري إن صحّ التعبير.
وبقدر ما كسب “باب الدشرة” الذي تؤدي بطولته الممثلة المعروفة بيونة إلى جانب الممثلين محمد بوشايب والمغنية نوميديا لزول وبن عبد الله جلاب واحسن بشار وصبرينة قريشي وآخرين، قلوب المشاهدين في رمضان 2018، نتيجة محتواه الجيد الذي عالج يوميات سكان إحدى القرى والمداشر بولاية من ولايات الجزائر العميقة، ونتيجة كذلك للكادر الإخراجي الذي قدم هذه “الدشرة” في أبهى حلّة، عاكسا بها مدى ثراء وتنوع الجغرافيا الجزائرية إلى جانب جمال تراثها العمراني العتيق، فبقدر ما انحاز في بعض جوانب نصه إلى شخصية الإنسان الذي يعيش في المدن الحضرية وتصويره على أنّه “الفاهم” و”الجميل” و”المثقف” وغيرها من الأوصاف التي جسدها العمل.
ولا يتوقف السيناريو عند هذه النقطة فقط بل تعداها إلى تصوير مواطن القرية أو الدشرة بالساذج الذي لا يعرف أساليب الاتصال مع الناس أو طريقة اللباس “الحطّة” وغيرها من الأمور، فمثلا في إحدى الحلقات صوّر الرجل القروي بالشخص الذي لم ير في حياته وسيلة إعلامية (عندما زار التلفزيون القرية وتحدث إلى أهلها)، فضلا على أنّه قدمه من خلال أدوار الممثلين على أنّه شخص “مخلوع” لا يُحسن الكلام ولا الحديث مع الصحافة، أو كما حدث مع “الخلوي” الذي سخرت منه كاميرا وليد بوشباح بتقديم رجل بدائي ذي لباس غير أنيق وعند ذهابه إلى المدينة (الجزائر العاصمة) دهش مما رآه، بل كان سهلا خداعه من طرف أحد مكاتب التعمير والبناء لسذاجته بحسب العمل، أما خوخة (صبرينة قريشي) فصوّرت في ثوب المرأة الريفية التي همّها الوحيد تنظيف المزرعة والإسطبل وحلب الأبقار وغيرها، وتجهل أسس التأنق والتجميل (لباسا وماكياجا)، إلى جانب زوايا أخرى يجب التوقف عندها والتمعن فيها جيدا، لأنّ العمل بقدر ما حاكى بصورة جميلة بيئة القرويين والفلاحين والناس البسطاء في المداشر ونقل تقاليدهم وعاداتهم وحياتهم الطبيعية، بقدر ما سقط في فخ الاستخفاف بهم عبر نقاط سلبية كثيرة قدمها.. لذلك هل كان يقصد أصحاب العمل الإهانة بما وظفوه في العمل؟.

مقالات ذات صلة