-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
في محاولة جادة للتحوّل إلى قطب فلاحي بامتياز

باتنة في ريادة التفاح وتميّز في المشمش والزيتون و”الذهب الأحمر”

صالح سعودي
  • 3094
  • 0
باتنة في ريادة التفاح وتميّز في المشمش والزيتون و”الذهب الأحمر”

يذهب الكثير من العارفين والمتتبعين إلى التأكيد بأن ولاية باتنة مؤهلة لأن تكون قطبا فلاحيا بامتياز، وهذا بناء على تنوع منتجاتها من خضر وفواكه في مختلف البلديات التي تعرف ميزات مختلفة تجعلها تتخصّص في منتجات معينة تجمع بين الكم والنوع، على غرار فاكهة التفاح التي وصلت إلى العالمية، إضافة إلى التمر والزيتون والمشمش والذهب الأحمر ومنتجات أخرى أصبحت محل استقطاب واهتمام الفلاحين والموزعين على حد سواء.

تسير ولاية باتنة بخطوات ثابتة نحو صنع التميّز في القطاع الفلاحي، وهذا بناء على الجهود المبذولة من طرف الفلاحين في تنويع منتوجاتهم، ما سمح بضمان الريادة في فاكهة التفاح واللحوم الحمراء والبيض، ناهيك عن صنع التميّز في شعبة الزيتون الذي ساهم في توسيع دائرة إنتاج زيت الزيتون وكذلك فاكهة المشمش، رغم معاناة بعض المناطق من الجفاف وغياب السدود والحواجز المائية، مثلما سجلت باتنة حضورها المميز في شعبة الحبوب وتربية المواشي والحليب وغيرها من المنتجات التي ترشّح ولاية باتنة لأن تكون قطبا فلاحيا يضرب به المثل محليا ووطنيا، وهذا رغم معاناة الكثير من الفلاحين من نقص الإمكانيات وغياب الكهرباء الريفية في عديد المناطق، ما حال دون تفعيل مشاريع استصلاح الأراضي وفق جهودهم وإمكاناتهم الخاصة.

ويؤكد الدكتور رمزي بوبشيش، في حديثه مع “الشروق”، بأن باتنة عاصمة الأوراس والولاية الثورية الأولى وهبها الله موقع جغرافي متميز في ظل دولة متميزة جغرافيا وولاية ذات تاريخ عريق، ناهيك عن وجود تنوع كمي ونوعي في الإنتاج الفلاحي المتنوع مثل المشمش والتفاح الذي اتجه إلى التصدير. في الوقت الذي تشير فيه بعض الأرقام إلى أن باتنة تعد الأولى وطنيا في إنتاج التفاح واللحوم البيضاء، ناهيك عن توفرها على قدرات إنتاجية كبيرة في شعبة الأشجار المثمرة، على غرار المشمش والزيتون والتفاح، بدليل تحقيق الاكتفاء الذاتي بأكثر من 900 ألف قنطار من التفاح، في الوقت الذي تعرف فيه شعبة الحبوب تطورا مهما في ظل المراهنة على مناطق الشمرة وتيمقاد والمعذر، مثلما يتم الحرص على تربية المواشي وإنتاج الحليب واللحوم، علما أن باتنة تحتل مكانة ريادية هامة وطنيا في إنتاج اللحوم البيضاء وكذلك البيض.

ريادة رغم الجفاف وغياب السدود 

تعيش ولاية باتنة هذه الأيام، على وقع موسم جني فاكهة التفاح، على غرار ما هو حاصل في آريس وإشمول وإينوغيسن وفم الطوب وغيرها من المناطق الرائدة في إنتاج هذه الفاكهة، في صورة حيدوسة وشعبة أولاد شليح ووادي الطاقة وثنية العابد، إضافة إلى المناطق الحدودية التابعة لولاية خنشلة، وفي مقدمة ذلك بوحمامة ولمصارة ويابوس وغيرها، حيث تشير المعطيات الحالية، إلى السير الإيجابي لعملية جني فاكهة التفاح في مختلف مناطق الأوراس، وهذا وفق ما وقفنا عليه في عديد المناطق التي تشتهر بها، على غرار إشمول وإينوغيسن ووادي الطاقة وفم الطوب وسيدي معنصر وثنية العابد وغيرها من المناطق المشهورة بإنتاج التفاح، حيث أن الحديث في المناطق الجبلية والشرقية لعاصمة الأوراس لا يخرج عن نطاق تفاح “روايال” و”هانا” و”قالا” و”وقولدندلسيوز” و”ستاركريمسون” وغيرها من الأنواع التي باتت محل طلب التجار والزوار على حد سواء.

حيث تعد مناطق إشمول وإينوغيسن وآريس وفم الطوب ووادي الطاقة، وصولا إلى مريال بنواحي سيدي معنصر وعيون العصافير بمثابة أقطاب لافتة للانتباه في إنتاج التفاح، وهذا دون نسيان منطقة حيدوسة والرحاوات المطلة على دائرة مروانة التي تحمل هي الأخرى نفس مواصفات المناطق الجبلية، وهو ما يشكّل محفزا كبيرا للمصالح الفلاحية في مواصلة تشجيع الفلاحين والمستثمرين على حد سواء، ما يجعل الطموحات منصبة على توسيع المساحة المخصصة لهذه الشعبة وفقا للإمكانات المتاحة، وفي مقدمة ذلك ضرورة توفر الموارد المائية اللازمة، خاصة وأن مديرية الفلاحية لولاية باتنة قدّرت عدد الفلاحين الناشطين في مجال زراعة التفاح بحوالي 1500 فلاح مختص في هذا الجانب، وهو رقم يصفه المتتبعون بالمهم.

وتعد بلدية إشمول بباتنة من المناطق الرائدة في إنتاج التفاح على مستوى منطقة الأوراس، وهذا بناء على البساتين التي تزيّن مختلف القرى التابعة لها، على غرار المدينة القديمة ولعناصر وملوجة وتاجرة وبويزدوضن ودشرة أولاد موسى وغيرها، إلا أن الإشكال القائم يكمن في ظاهرة الجفاف التي شكّلت متاعب بالجملة للفلاحين الذين يجمعون على حاجة المنطقة إلى تشييد سد أو مجموعة حواجز مائية للتقليل من أزمة الجفاف، خاصة في ظل الأعباء المالية التي تتكلفها عملية إنجاز الأحواض المائية التي لم تصبح في متناول الفلاحين البسطاء، يحدث هذا في الوقت الذي تعرف فيه مياه الوادي الأبيض تلوثا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، ما جعل البعض يؤكد على ضرورة تشييد محطة لتصفية المياه الملوثة على مستوى منطقتي إينوغيسن وإشمول.

رهانات على أقطاب فلاحية جبلية رغم نقص الإمكانيات

من جانب آخر، حرص فلاحو عديد البلديات إلى تجاوز مختلف الصعوبات بغية تشييد أقطاب فلاحية بناء على إمكانياتهم الخاصة، من خلال استصلاح الأراضي وتشييد الآبار في مناطق إينوغيسن وإشمول وفم الطوب ونقاوس وبيطام وغيرها من المناطق. وإذا كانت بساتين بلدية إينوغيسن تعيش، هذه الأيام، على وقع جني فاكهة التفاح التي تشتهر بها، فإن رهان الفلاحين خلال السنوات الأخيرة منصّب على جعل منطقتي شير وتافرنت قطبا فلاحيا قائما بذاته، خاصة في ظل موقعها الإستراتيجي المتواجد في المرتفعات، والكلام نفسه ينطبق على أماكن أخرى يسير فلاحوها على نفس الخطى، مثل غيل أوموسى وتاجرنيت وتاجرة وتيزقاغين ولمصارة أولاد سعدون والبقية، حيث أوضح البعض بأن فلاحي شير وتافرنت بذلوا جهودا كبيرة من أجل تحويل أراضي بور وغابات للأشجار البرية إلى بساتين تنتج أجود الخضر والفواكه، وفي مقدمة ذلك فاكهة التفاح.

وهذا موازاة مع حفر عدد معتبر من الآبار الارتوازية، وتشييد الأحواض المائية، بالشراكة بين الفلاحين وفق إمكانياتهم الخاصة، بغية تفادي أي متاعب خلال مرحلة السقي التي تتزامن عادة مع فصلي الربيع والصيف. ويبقى الإشكال القائم، حسب الفلاحين، يكمن في غياب الدعم، وحاجتهم إلى الكهرباء الريفية التي تفتقد إليها المنطقة، وكذلك شق المسالك والطرقات لتسهيل مهمة الفلاحين في عمليتي النقل والتنقل، في الوقت الذي يجمع فيه الكثيرون بأن مستقبل بلدية إينوغيسن الاقتصادي يكمن في ضرورة إعطاء أهمية لمنطقتي شير وتافرنت، لمواصلة توسيع النشاط الفلاحي الذي شرع فيه الفلاحون بإمكاناتهم الخاصة، والتي تبشر، حسبهم، بآفاق واعدة، مطالبين الجهات الوصية بتشجيع جهود الفلاحين، وتخصيص أغلفة مالية وبرامج خاصة بالكهرباء الريفية والطرقات والمسالك الفلاحية والآبار الارتوازية والبناء الريفي، مع المتابعة التقنية، الدورية والإرشاد الفلاحي.

التسويق والجفاف وقلة غرف التبريد.. أبرز المتاعب

ولم يتوان سكان وفلاحو قرى وبلديات إشمول عن مطالبة السلطات المحلية والولائية بتقديم يد العون، لإنقاذ بساتينهم من شبح الجفاف، خاصة في ظل الأعباء المالية التي تكبدوها جراء إنجاز الأحواض المائية، وكذا الشبكات التي توضع لتفادي إصابة المحاصيل الفلاحية بحبات البرد نتيجة الأمطار الرعدية التي تعرفها المنطقة خلال حلول فصل الخريف، حيث يتزامن ذلك عادة مع فترة جني فاكهة التفاح. وفي هذا الجانب، قدّمت جمعية “الوئام” الفلاحية الناشطة في قرية المدينة القديمة بإشمول جملة من المطالب للجهات الوصية تصب في خانة الدعم الفلاحي في المناطق الجبلية، من خلال الدعوة إلى إنشاء وترميم المسالك الريفية، وتعويض الفلاحين الذين أنجزوا الأحواض المائية، إضافة إلى إنجاز سواق جديدة للبساتين وإقامة دورات تحسيسية خاصة بفلاحي المناطق النائية، والحرص على توجيه الفلاحين للتكوين المهني من أجل التكوين والحصول على شهادات في اختصاصات متنوعة، كتلقيم الأشجار، المشتلة وتربية الأغنام والنحل والأبقار وغيرها.

كما طالب فلاحو المدينة القديمة بإشمول بضرورة دعمهم في إنشاء مخازن التبريد الخاصة بفاكهة التفاح، وتوفير الأسمدة ومساعدة الجمعيات الفلاحية باللوازم الخاصة، وإقامة دورات تكوينية في الخارج لاكتساب الخبرة، وهي نفس المطالب التي رفعها فلاحو إينوغيسن وفم الطوب وغيرها من المناطق المشهورة في إنتاج فاكهة التفاح، كما يشتكون من ضعف آليات التوزيع والتسويق، ما يجعلهم أمام حتمية بيعه للتجار الذين يخوضون غمار المضاربة في الأسواق على حساب الفلاحين الذين يعانون تبعات التكاليف الناجمة عن السقي والأدوية، ناهيك عن افتقادهم للإمكانيات التي تسمح لهم بتشييد أماكن التخزين وغرف التبريد التي من شأنها أن تحافظ على صلاحية المنتوج لأطول مدة ممكنة. كما يأمل الكثير من الفلاحين في إنجاز سوق كبيرة بمنطقة الأوراس، حتى يتسنى لهم تسويق وبيع منتوجهم بعيدا عن الابتزاز والمضاربة.

زراعة “الذهب الأحمر” تنعش قرى فقيرة ومنسية

تعرف العديد من قرى باتنة والأوراس خطوات نوعية في زراعة الزعفران المعروف بـ”الذهب الأحمر”، وهو الأمر الذي وقف عليه المتتبعون خلال السنوات الثلاث الأخيرة، بفضل مبادرات عديد المستثمرين، ما جعل زراعة “الذهب الأحمر” تساهم في إنعاش قرى فقيرة ومنسية في أعماق الجزائر. وقد أنهى، مؤخرا، فلاحو مناطق الأوراس وولايات أخرى عملية زراعة الزعفران، وهي الفترة التي تتزامن مع نهاية شهر أوت إلى غاية النصف الأخير من شهر سبتمبر، حيث يؤكد بعض الناشطين على توسيع رقعة زراعتها، سواء في قرى الأوراس أو في مناطق أخرى من ولايات الوطن، وهو الأمر الذي وصفه الكثيرون بـ”المشجع”، خاصة وأنها مربحة وغير مكلفة. وفي هذا المجال، لم يخف السيد سليمان قادري، رئيس جمعية “لحزامات” بأولاد سعدون بباتنة، تفاؤله بمواصلة تفعيل وتوسيع زراعة الزعفران محليا ووطنيا، خاصة وأنها، حسب قوله، مربحة وغير مكلفة، والأكثر من هذا، فهي تضمن مداخيل هامة بالعملة الصعبة.

حيث يصل سعر الكيلو غرام في الأسواق العالمية من 600 إلى 800 سنتيم، ما يتطلب، حسب محدثنا، تشجيع الشبان والمرأة الريفية على إنجاح وتوسيع دائرة زراعة “الذهب الأحمر”، خصوصا وأنه تم إدراج الزعفران كشعبة فلاحية من طرف الجهات الوصية. وتشير بعض الأرقام التي استقتها “الشروق” مؤخرا، إلى أن سعر الغرام الواحد من الزعفران في الجزائر يتجاوز الـ4000 دينار، أي أن سعر الكيلو يصل إلى حدود الـ400 مليون سنتيم، في الوقت الذي عرفت فيه أسعار البذور (البصيلات) انخفاضا نسبيا هذه السنة بين 11 ألف و14 ألف دينار للكيلو غرام الواحد.

وحسب السيد سليمان قادري، مسؤول جمعية “لحزامات” الفلاحية، فإن زراعة الزعفران عرفت انتشارا مهما في مختلف مناطق الأوراس، حيث كللت الجهود بإدراج الزعفران كشعبة فلاحية من طرف الوزارة المعنية، حيث تم الشروع لأول مرة في زراعة الزعفران بباتنة تحت إشراف جمعية “لحزامات” الفلاحية بقرية أولاد سعدون بإينوغيسن، ثم في إشمول وسريانة وعين التوتة، وتوسعت إلى سطيف وأم البواقي، ثم في وادي الماء وعين التوتة وبومقر والشمرة وبسكرة بالتنسيق مع مختلف الجهات المختصة، كما عرفت زراعة الزعفران انتشارا في نقاوس والمعذر وتازولت والشمرة ومروانة وزانة البيضاء وفم الطوب، كما مسّت العملية مناطق في ولايات: خنشلة وبسكرة ووادي سوف وسطيف والبليدة وأم البواقي وغيرها من المناطق والولايات.

أرقام عالية في اللحوم البيضاء وتميّز في المشمش والزيتون

ولم تقتصر ولاية باتنة على منتجات فلاحية محدّدة مثل التفاح، الذي تحتل فيه الصدارة وطنيا، بل تعدى إلى منتجات أخرى هامة وحيوية، مثل المشمش والزيت وزيت الزيتون والتمر واللحوم الحمراء والبيضاء والبيض والحليب وتربية المواشي وغيرها من المنتجات التي جعلتها تحتل مكانة هامة محليا ووطنيا في القطاع الفلاحي، حيث تتوفر ولاية باتنة على قدرات إنتاجية كبيرة في شعبة الأشجار المثمرة، على غرار المشمش والزيتون والتفاح، ما مكّنها من تحقيق الاكتفاء الذاتي بأكثر من 900 ألف قنطار من التفاح، بشكل يعكس احتلالها المرتبة الأولى وطنيا في هذا المنتوج، كما تعرف شعبة الحبوب حركية مهمة رغم أزمة الجفاف، حيث يتم التركيز على تفعيل هذه الشعبة بناء على الأراضي الشاسعة التي تتوفر عليها الجهة الشرقية للولاية مثل الشمرة وتيمقاد والمعذر.

ويجري العمل على رفع المساحات المسقية المخصصة لزراعة الحبوب، من خلال الوصول إلى 2 مليون هكتار، منها 600 ألف هكتار مساحة مسقية لزراعة الحبوب. وفي السياق ذاته، تسجل ولاية باتنة حضورها المهم في تربية المواشي وإنتاج الحليب واللحوم لاسيما اللحوم البيضاء حيث تمثل ولاية باتنة المرتبة الأولى وطنيا في إنتاج اللحم الأبيض وكذلك البيض. كما تعرف شعبة الزيتون أرقاما مريحة، وهذا قياسا بكمية الإنتاج التي تصل عادة إلى 400 ألف قنطار، في الوقت الذي يشتكي فيه الفلاحون والمستثمرون من تذبذب الأسعار وندرة وغلاء اليد العاملة التي تصل يوميا ما بين ألفين إلى 3 آلاف دينار للعامل الواحد.

وحسب الفلاحين والمنتجين الناشطين على مستوى تراب ولاية باتنة، وخاصة في نواحي نقاوس وبيطام وأولاد سلام وغيرها، فإن منتوج الزيتون أنواع، شأنه في ذلك شأن فاكهة التفاح والمشمش وغيرها، حيث أن هناك أنواعا تلقب بـ”قلب الفروج”، وأخرى يطلق عليها اسم “الشملال”، وهناك أنواع أخرى مثل “سفيانة” و”فردال” وغيرها، وحسب بعض المعطيات، فإن 40 بالمئة من المحصول موجّه للتصبير والاستهلاك على المائدة، خاصة النوع الأخضر، أما 60 بالمئة الأخرى، فهي موجّهة لإنتاج الزيت، حيث تخضع للعصر سواء في المعاصر التقليدية أو الحديثة، وتحصي منطقة نقاوس وحدها حوالي 13 معصرة تنشط في هذا المجال، من ضمنها معاصر تقليدية تواصل الصمود، بدليل مستوى الإقبال عليها رغم وجود معاصر حديثة تقتصد الوقت والجهد، على غرار معصرة “كريمل علي” التي تم إنشاؤها عام 1936 ولا تزال تمارس نشاطها بصورة عادية. وإذا كانت دائرة نقاوس تحتل مقعدا رياديا في إنتاج المشمش ومستخلصاته الصناعية، إلا أن نقص المياه والعراقيل في مجال التسويق على وجه الخصوص جعلت الفلاحين يلجأون إلى شعبة الزيتون كأفضل خيار لتفادي الخسائر والمتاعب التي تلاحقهم كل سنة.

ويذهب البروفيسور نور الصباح عنكوش، في حديثه مع “الشروق”، إلى القول بأن موضوع الفلاحة مرتبط بموضوع التنمية، فلا يمكن، حسب رأيه، الحديث عن الفلاحة بعيدا عن النشاط الاقتصادي ككل الذي يحتاج إلى مزيد من الاستثمار والبنية التحتية واليد العاملة، وهي محدّدات مؤثرة موضوعيا في المجال الزراعي وفق حوكمة جديدة مبتكرة ليس من منظور إداري بل تدبيري لا يستهدف الاكتفاء الذاتي فقط، بل يتجه إلى تعزيز قيم التسويق لمنتوج المنطقة الغذائي خارجيا نحو الاستيراد والمنافسة في الأسواق العالمية، وهو حسب محدثنا، تحدّ إستراتيجي للفلاح الباتني في منطقة فلاحية تاريخيا لكنها تعاني من مشاكل هيكلية وبيئية متراكمة رغم بعض النتائج الإيجابية المحققة، والتي يمكن تحسينها مستقبلا في ظل وجود ولايات مجاورة منافسة في هذا الإطار كسطيف وبسكرة وقسنطينة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!