الجزائر
"الشكارة" تهزم الصندوق.. والمواطنون لم يسمعوا بانتخابات مجلس الأمة

بالأسماء والولايات.. قائمة السيناتورات الجُدد

الشروق أونلاين
  • 21943
  • 13
أرشيف

هيمن التنافس بين حزبي جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي على انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة في مختلف ولايات الوطن، فيما تحول مرشحو بقية الأحزاب الأخرى المشاركة في هذا الاستحقاق إلى داعمين لمرشحي الحزبين، في مشهد فرضه المنطق العددي للهيئة الناخبة وفرضته التحالفات المصلحية والظرفية.

وكشفت كواليس يوم الاقتراع بعض تفاصيل الصراع بين الحزبين الغريمين الذي وصل حد الاحتكاك الكلامي والجسدي بين مرشحي التشكيلتين في بعض الولايات كما حدث في ولاية وهران، أما العاصمة التي وقفت “الشروق” على الانتخابات فيها، شهدت سباقا محموما بين المترشحين خيم عليه طيف المال السياسي الفاسد طمعا في اقتطاع منصب سيناتور والسباق من أجل الحصول على 6 سنوات من الامتيازات والحصانة.

وكانت عملية المقايضة سيدة الموقف، وهذا ما ظهر بالفعل من خلال العروض المقدمة من طرف المترشحين، فبعد الحديث الدائر عن ” الشكارة”، ابتكر المتنافسون طريقة جديدة لإبعاد الشبهة عنهم تمثلت في قسيمات شراء أجهزة الكترونية توزع على المناضلين للتصويت على مرشحهم، وهي الحيلة المبتكرة خاصة في العاصمة من قبل المترشحين الذين قالوا أنها مجرد هدايا وليست رشوة على حد تعبير أحدهم -.
وفي العاصمة التي ينتخب فيها 1254 ناخب، موزعين على 7 مترشحين يمثلون كل من “حزب جبهة التحرير الوطني، التجمع الوطني الديمقراطي، حركة مجتمع السلم، فجر جديد، جبهة المستقبل، جبهة القوى الاشتراكية ومترشحة حرة”، لم تكن المنافسة سهلة بين مرشح الأفلان ناصر بن شابي، والأرندي بشير ولد زميرلي، هذا الأخير الذي اتهم من طرف منافسيه “بشراء الذمم”، واستعمال “الشكارة” لكسب الأصوات، غير أن التجمع الوطني الديمقراطي سارع لتكذيب ما يثار حول هذا الموضوع، مؤكدا أن مرشح الحزب ولد زميرلي رجل أعمال ومعروف بسخائه مع المواطنين والأشياء التي كان يقدمها مجرد هدايا خاصة وانه معروف بمساعدته للفقراء دائما.

وبالنسبة لحزب جبهة التحرير الوطني، عوّلت قيادات الأفلان بقوة على مرشحها ناصر شابي، وفي هذا الإطار قال السيناتور عبد الوهاب بن زعيم، الذي تكفل بالحملة الانتخابية لمرشح الحزب بالعاصمة، أنّ الفوز سيكون من نصيب مرشح حزب جبهة التحرير الوطني، لأنه يمتلك أكثر عدد من المنتخبين، قائلا: “حزبنا يمتلك 327 صوت مقابل 227 للأرندي”.
وبخصوص التحالفات، قال بن زعيم إن هذه الأخيرة كان لها كلمة الفصل، وهذا بفضل السياسة المنتهجة من طرف حزب جبهة التحرير الوطني، حيث سبق وان تمكن الآفلان على – حد قوله – من ترأس المجلس الشعبي الولائي رغم أن عدد منتخبيه حينها كان 15 مقابل 18 للتجمع الوطني الديمقراطي، لكن بفضل التحالفات يقول – المتحدث – تمكن الأفلان من السيطرة على هذه المجالس.
وعن الأحزاب التي عول عليها حزب جبهة التحرير الوطني لعقد تحالفات معها، قال بن زعيم “أن كل الأحزاب الراغبة في عقد تحالفات، كانت معنية، على غرار تاج وحمس، الأحرار، والحركة الشعبية الجزائرية”، مضيفا: “هؤلاء لا يمكنهم المغامرة بمناصبهم ومن مصلحتهم دعم مرشحنا مهما قدمت لهم الإغراءات”، للإشارة فقد انسحب مرشح حركة مجتمع السلم من السباق، وعن السبب كشف مصدرنا أنها متعلقة بقضية تحالف فقط.

نائب عن الأرندي يتهم منافسه من الأفلان بمحاولة الغش
عراك بالأيدي في انتخابات السينا بوهران واتهامات بالتزوير

ما ميَز المشهد العام لانتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة التي جرت السبت، بمقر ولاية وهران، هو التشنجات الكبيرة والشجارات التي حدثت بين أعضاء المجلس الشعبي الولائي المترشحين لمقاعد في مجلس الأمة، والتي وصلت لحد استعمال لغة اللكم والركل دون الحديث عن الملاسنات والكلام البذيء الذي كان يصدر عن منتخبين يمثلون المواطن في المجالس المحلية.

الغريب في الأمر أنه تم مضايقة رجال الإعلام لمنعهم عن تصوير ما يحدث تحت قبة المجلس الشعبي الولائي، وبعد إصرار بعض ممثلي الصحافة المحلية، تم السماح لهم أخيرا من التجول بحرية وتصوير ما يمكن تصويره، لكن بعد إخماد فتيل الغضب.

وكان ممثل عن حزب الأرندي، سبق له أن مثل وهران في مجلس الأمة، تبادل اللكمات والملاسنات مع مترشح آخر عن حزب جبهة التحرير الوطني، بعد أن تحدث هذا الأخير عن وجود محاولات تزوير ولولا تدخل مصالح الأمن التي كانت بقوة داخل المجلس لتحولت إلى حلبة للمصارعة وهو شيء ألف حدوثه كلما تعلق الأمر بانتخابات داخلية تحدث تحت قبة المجالس المغلقة.

مقالات ذات صلة