الجزائر
نقابيون يتهمونه بزرعها على شاكلة بوتفليقة قبل تنحيه

بداية انفجار ألغام سيدي السعيد في المركزية النقابية

حسان حويشة
  • 8755
  • 4
ح.م

تماما مثلما ترك الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة ألغاما قابلة للانفجار، زرع الأمين العام للمركزية النقابية عبد المجيد سيدي السعيد مجموعة ألغام قبل تنحيه من قيادة التنظيم النقابي الأكبر في البلاد، انفجر بعضها في انتظار البقية في قادم الأيام والأسابيع.
ويبرز أهم لغم تركه سيدي السعيد ما تعلق بالاتحاد الولائي للجزائر العاصمة الذي يعتبر أهم اتحاد في النقابة، إذ قبيل ساعات من تنحيه، أصدر قرارا بإقصاء حليف الأمس عمار تاقجوت، أمين عام الاتحاد الولائي للعاصمة الذي قاطع المؤتمر، حيث أصر سيدي السعيد وحصل على تعهد من المؤتمر بعدم التراجع عن قرار إقصاء عمار تاقجوت.
ومباشرة بعد انتهاء المؤتمر، تنقل عمار تاقجوت وأنصاره إلى مقر الاتحاد الولائي للجزائر، حيث غيروا الأقفال والمفاتيح الخاصة بالباب الرئيسي والمكاتب، لمنع خليفته الذي عينه سيدي السعيد من دخول المقر وهو ايدير بوكابوس.
وحسب نقابيين، فإن تنحية تاقجوت بدوافع انتقامية من سيدي السعيد ساعات قبيل تنحيه، كان هدفها واضحا وهو وضع لغم في طريق الاتحاد الولائي بعد رحيل سيدي السعيد من المنظمة.
والاثنين 1 جويلية تفجر أول لغم زرعه سيدي السعيد بمواجهات عنيفة بين أنصار بوكابوس ايدير، ومؤيدي عمار تاقجوت، كادت أن تسيل الدماء على إثرها لولا تدخل العقلاء ومصالح الأمن، وصل الأمر الى استخراج أسلحة بيضاء من طرف بعض الأشخاص، لكنها ولحسن الحظ لم تستعمل.
وأما اللغم الثاني الذي تركه سيدي السعيد، فهو شح الموارد المالية بحسابات المركزية النقابية وفق ما أكدته مصادر متطابقة لـ”الشروق”، وتفيد المعلومات المتوفرة بخصوص هذا الملف، أن موظفي المركزية النقابية والإدارة والخدمات عبر التراب الوطني، بالكاد تدفع أجورهم الشهرية بسبب شح الموارد المالية في حسابات المركزية النقابية، حيث أن أجرة جويلية إذا دفعت في وقتها فإن رواتب أوت ستتأخر لا محالة حسب تأكيدات نقابيين.
وكانت الأجور سابقا تدفع خصوصا بمساعدات من الدولة وعدة منظمات لأرباب العمل، وسط تساؤلات من النقابيين عن مصير أموال الاشتراكات وكراء المنشآت من محلات وقاعات حفلات ومحاضرات وغيرها من المنشآت التابعة للمركزية النقابية عبر الوطن، بما أن أجور موظفي المركزية النقابية كانت تدفع من خلال مساعدات الدولة وأرباب العمل.
أما الألغام الأكثر انتشارا التي خلفها سيدي السعيد فهي تلك المتعلقة بمئات النقابيين الذين تم إقصاءهم عبر مختلف الفدراليات والاتحادات الولائية، على غرار فدرالية الجمارك ولجنة تسيير الخدمات الاجتماعية والاتحادات الولائية لقسنطينة وتيزي وزو وبجاية وتلمسان وسعيدة وعدة مناطق صناعية و”سيال” وشركات أخرى، وهو الملف الذي وعد الأمين العام الجديد سليم لعباطشة رغم صعوبته بالنظر فيه للم شمل المنظمة النقابية.

مقالات ذات صلة