-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

برنامج الرئيس.. في المزاد!

الشروق أونلاين
  • 2372
  • 0
برنامج الرئيس.. في المزاد!

محمد يعقوبي:yacoubim@ech-chorouk.com

أغلب الأحزاب السياسية تنشط حملتها الإنتخابية “على شرف” رئيس الجمهورية، فهي تشيد وتمجد برنامجه وتدعو للإلتفاف حوله، في انتخابات يفترض فيها التمايز والإختلاف الذي يسمح للناخبين بالإختيار، أما أن تكون الأحزاب ومرشحيها نسخة طبق الأصل عن بعضها البعض، تتكلم نفس اللغة السياسية وتطبل كلها لبرنامج رئيس الجمهورية، الذي سبق وأن زكاه الجزائريون دون الحاجة إلى “ببغاوات” سياسية تعيش على الإسترزاق من التملق والتزلف فإن ذلك يطعن أصلا في جدوى الانتخابات.كيف يمكن للمواطن أن يختار بين أحزاب تركت برامجها وإقتراحاتها “إن كان لديها أصلا برامج” وراحت تمارس الدعاية لبرنامج رئيس الجمهورية رغم أن الاستحقاق يتعلق بالبرلمان وليس برئاسة الجمهورية، ومن يتابع الحملة الإنتخابية المتلفزة أكيد أنه يتلمس الضعف الكبير الذي عليه الطبقة السياسية في الجزائر، وكيف أنها أصبحت تشكل عبءا ثقيلا على مشروع التنمية عوض أن تكون رافدا من روافدها، لأن الأحزاب هي المعوّل عليها “إفتراضيا” في مد الدولة بالأفكار والرجال، لكنها في الانتخابات الحالية أثبتت على الأقل من خلال ملامح الخطاب الإنتخابي أنها أعجز من أن تفكر في سبل الخروج من الأزمة، وكل ما تستطيعه هو “الوقوف مع الواقف”…

هذه المظاهر غير السياسية وغير الديمقراطية توحي بإيمان الأحزاب أن نتائج الانتخابات هي في جزء كبير منها مجرد كوطات محسوبة ومحسومة قبل الموعد والحصول على حصة فيها يمرّّ بالضرورة عبر التملق والتزلف، وباقي الحملة الانتخابية في الشارع مجرد ديكور جمالي ليس له أي أثر على الصندوق.. المشكلة أن أحزاب التحالف الرئاسي الحاكم لم تشذ عن هذه القاعدة، فهي رغم وصفها بالفاعلة، غير قادرة على إظهار شخصيتها بمعزل عن “عباءة فخامته”.

وكذلك كنا نتمنى أن تأخذ أحزاب التحالف وقتا مستقطعا لتظهر لنا أوجه الإختلاف فيما بينها طالما ظلت طوال السنين الماضية نسخة مكررة عن بعضها، لأن الانتخابات هي الطريق الوحيد ليتذكر الجزائريون الفوارق البينية بين الأفلان والأرندي وحمس بعيدا عن خطابات “برنامج فخامته”، وهو الوباء الذي إنسحب بشكل واضح على الطاقم الحكومي، حتى صار حرص بعض الوزراء على الإشادة بـ”فخامته” أهم من الحرص على العمل والتدشين الميداني.

ولاشك أن رئيس الجمهورية ليس مسرورا بهذه المظاهرة السيئة التي تطبّع بها المحيطون به، ممن يتحدثون عن الرئيس وبرنامجه أكثر من حديثهم عن أعمالهم ونشاطاتهم، ولو أنه “الرئيس” يحرّم على هؤلاء المتاجرة السياسوية بإسمه وبرنامجه لحلت الكثير من مشاكل البلاد بتفرغ المسؤولين والأحزاب لخدمة الوطن بدل حديثهم وتملقهم لمن ليس في حاجة أصلا لهذا التملق وهذا النفاق.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!