-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يضمن تنوعا وقيمة غذائية أكبر للتلاميذ

برنامج غذائي “غني” في المطاعم المدرسية قريبا

نادية سحنون
  • 2254
  • 0
برنامج غذائي “غني” في المطاعم المدرسية قريبا

يفرح بعض التلاميذ بوجبة المطاعم المدرسية، مهما كانت بسيطة، أكثر من فرحتهم بأكل منازلهم، مهما كان فاخرا، لدرجة تجد كثيرين منهم يخبرونك بما تناولوه في المطعم، وهم في قمة السعادة. ولذلك تدعو جمعيات أولياء التلاميذ، وزارة التربية، إلى التركيز على تحسين وجبة التلاميذ أكثر في وقت لا تزال مدارس تقدم وجبات باردة لتلاميذها.

أولت السلطات أهمية كبيرة وأولوية لموضوع الإطعام المدرسي، في ظلّ تكرر مطالب أولياء التلاميذ بتحسين هذه الخدمة التربوية، إذ وبعد مناقشات ومفاوضات، تم رفع قيمة الوجبة المدرسية لكل تلميذ من 45 دج إلى 65 دج بالولايات الشمالية، ورفعها إلى 75 دج بالمناطق الجنوبية. كما صدر في الجريدة الرسمية مطلع هذا الأسبوع، جدول يتضمّن المخطط الغذائي الأسبوعي المقترح للتلاميذ بالمطاعم المدرسية، سيطبق في المستقبل القريب.

وبحسب الجدول الذي اطلعت عليه “الشروق”، فالوجبات التي ستقدّم للتلاميذ، تكون متنوعة وغنية، بحيث يتناولون في اليوم الواحد مقبلات، وتكن عبارة عن خضر متنوعة مع البيض أو الجبن، أو الشوربة، أما الطبق الرئيسي فيكون عبارة عن بقوليات بخضر موسمية طازجة، أو عجائن أو كسكسي، مرفقة بلحم عجل، ومراقبة من طبيب بيطري. زيادة على التحلية، التي تكون عبارة عن فاكهة فصلية، أو ياوورت.

تلاميذ يُفضلون وجبات المدارس على وجبات المنازل..!!

وتعتبر الوجبة المقدمة في المطاعم المدرسية، مفرحة لكثير من تلاميذ الطور الابتدائي، بحيث تجدهم يتسابقون إلى المطعم، ويتناولون ما يجدونه أمامهم بنهم وشراهة، حتى ولو كانت مجرد عجائن. فالتلميذ يعتبر المطعم، مكانا يلتقي فيه مع أصدقائه، ويقلدهم في الأكل، بل ويأكل كلّ ما في صحنه ويطلب المزيد.

وتستغرب كثير من الأمهات، إقبال أبنائهم على أكل المطاعم المدرسية، ورفضهم الأكل المنزلي. إذ تقول سيدة: “ابني يكون في قمة سعادته عندما يأكل طبق العدس في المطعم المدرسي، بل ويأكل صحنين كاملين.. ولكنه لا يتناول العدس عندما أحضّره في المنزل، حتى ولو كان باللحم.”

وأكدت والدة أخرى من العاصمة، بأن بنتها في السنة الثالثة ابتدائي تتنافس مع صديقاتها على من تنتهي أولا من تناول صحن “المقرون”، وقالت محدثتنا ” أفرح كثيرا، عندما أسمع هذا الكلام، لأن ابنتي تعاني من نقص الشهية، ما سبب لها نحافة شديدة خاصة أيام العطل المدرسية، ولكن بمجرّد عودتها للمدرسة، تقلد صديقاتها في الأكل بالمطعم المدرسي”.

خبز وبيض أو ياوورت وقطعة جُبن للتلاميذ

بينما يؤكد أولياء من ولايات داخلية، أن بعض المدارس لا تزال تقدم حبة تفاح أو علبة عصير وقطعة جبن أو خبز وعلبة ياوورت لتلاميذ، يقطنون على بعد كيلومترات من مدارسهم. بينما يقدم مدراء بمدارس أخرى، وجبات باردة للتلاميذ في الأروقة.

وقالت سيدة من ولاية داخلية، بأن المطعم المدرسي الذي يأكل فيه أولادها، يقدم أكلا لبعض التلاميذ فقط، أما البقية فمحرومون بحجة أنهم يقطنون بالقرب من المدرسة.

ولقي البرنامج الغذائي المنشور، ترحيبا من جمعيات أولياء التلاميذ وحماية المستهلك، إذ أكد رئيس الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ حميد سعدي في تصريح لـ ” الشروق”، بأن السلطة رفعت قيمة الوجبة المدرسية للتلميذ، من 45 دج إلى 65 دج بسبب تغير أسعار المنتجات، مستحسنا الموضوع.

أولياء يُساهمون تطوعا في تحسين المطاعم المدرسية

وقال بأن البلديات، المكلفة بتسيير المطاعم المدرسية، ستخصص ميزانيات خاصة للإطعام المدرسي، كما ستتلقى الفقيرة منها إعانات من السلطات الولائية، ” وحتى بعض الأولياء يساهمون تطوعا، في تحسين الوجبات المدرسية ” على حد قوله.

ومن جهة أخرى، دعا محدثنا، إلى تكوين العاملين بالمطاعم المدرسية، والذين يكون غالبيتهم من المنخرطين في الشبكة الاجتماعية، تجنبا لأي مشاكل صحية، قد يتعرض لها الأطفال. كما طالب بضرورة مراقبة عملية تموين المطاعم، تجنبا لمواد استهلاكية فاسدة، مع احترام سلسلة التبريد، خاصة بالنسبة لمادة اللحم ومشتقات الحليب. وتم تسجيل تسممات في مطعمين مدرسيين بولايتي عين الدفلى وتبسة مؤخرا.

وقال: ” على الممون الاحتكام لضميره، لأن الأكل موجه لفئة هشة مناعيا وهي الأطفال، وأي مادة غذائية فاسدة، قد تؤدي مشاكل صحية خطيرة”. وناشد أيضا وزارة الداخلية، لدعم المطاعم المدرسية بالتجهيزات.

على المُموّنين الانتباه لصلاحية المواد الاستهلاكية

وأكد سعدي، بأن أولياء التلاميذ، كانوا يطالبون وفي كل مرة، بتحسين خدمات الإطعام المدرسية، من وجبات غنية طاقويا ونظافة وتكوين للعمال. خاصة في ظل تكفل البلديات بتسيير المطاعم، “إذ يختارون دوما الممون صاحب العرض الأقل، بحسب قانون الصفقات العمومية، وبالتالي يكون التلميذ هو الحلقة الأضعف في هذا الموضوع “.

ليعتبر بأن قرار السلطة العليا برفع قيمة الوجبة، ووضع إطار قانوني لتسيير المطاعم “سينعكس إيجابا على عملية الإطعام المدرسي، المهمة لضمان تمدرس ناجح “.

المطاعم المدرسية أكثر من ضرورية لتلاميذ مناطق الظل

ومن جهته، اعتبر رئيس منظمة “حمايتك” لإرشاد المستهلك، محمد عيساوي في تصريح لـ ” الشروق”، بأن المنظمة لطالما ركّزت على مواضيع ثقل المحفظة والاكتظاظ إضافة إلى إشكالية الإطعام المدرسي، بسبب الشكاوي المتكررة التي تتلقاها من أولياء التلاميذ، من مختلف ولايات الوطن.

وقال: بأن “ارتفاع أسعار كثير من المواد الاستهلاكية، يحتم علينا رفع قيمة الوجبة المدرسية، لأن الإطعام المدرسي مهم جدا، خاصة للتلاميذ بولايات داخلية ومناطق الظل، القاطنين بعيدا عن مؤسساتهم التربوية، والذين يحتاجون لتغذية صحية متكاملة، لزيادة استيعابهم الدروس، ومقاومتهم لمشقة يوم تدريسي كامل”. ورحبت “حمايتك” بالبرنامج الغذائي الأسبوعي المقترح، “الذي نتمنى أن تلتزم به جميع الابتدائيات، لأنه يضمن وجبات يومية وذات قيمة غذائية للتلاميذ”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!