-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
منافسة شرسة بين واشنطن وأوروبا على "سوق المعلومة الأمنية حول الإرهاب"

بريطانيا تسعى إلى تشكيل شبكة معلومات بالجزائر

الشروق أونلاين
  • 4552
  • 0
بريطانيا تسعى إلى تشكيل شبكة معلومات بالجزائر

وصفت جهات عارفة بالملف الأمني، حملة الاستعلامات الأمنية البريطانية حول النشاط الإرهابي، في عدد من الدول العربية والإسلامية، ومنها الجزائر، بـ “الإرادة المكشوفة لاستباق وإفشال مبادرة إنشاء وكالة استخبارات أوربية حول الإرهاب بقيادة فرنكو- ألمانية”.

  • وضع إنشاء الوكالة الاستخباراتية الأوربية، مثلما أعلنت عنه فرنسا وألمانيا، الولايات المتحدة في حالة استنفار قصوى، لتفادي تمكين صاحبتي المبادرة من الاستفادة من بنك معلوماتها المتعلق بالنشاط الإرهابي والجماعات الإسلامية المسلحة، عبر حليفها التاريخي في أوروبا المشترك معها في نفس البنك.
  • ويرى متتبعون لسياسات واشنطن الأمنية بأن التصور الأمريكي لا يقبل في الوقت الحالي، وبأي شكل من الأشكال، دخول أطراف جديدة على خط الاستفادة من معلوماتها الاستخباراتية حول الإرهاب وشبكات دعمه وإسناده ورؤوسه وأصوله عبر العالم.
  •  وستعمل واشنطن، حسب نفس المتتبعين، في هذه الحالة على تفادي وضع حليفها التاريخي بأوروبا في حرج الإجبار على تمكين شركائه في الوكالة الجديدة في استغلال بنك معلوماته، وذلك عبر إفشال المبادرة الفرنكو-ألمانية، أو عبر عزلها على الأقل عن مصادر المعلومة، لتمكن حليفها من احتكار وسائل وقنوات ومصادر الحصول على المعلومة الأمنية بخصوص النشاط الإرهابي في الدول الواقعة في دائرة الاهتمام الأوروبي.
  • وتأتي الجزائر في مقدمة تلك الدول بشمال إفريقيا، إلى جانب دول أخرى عربية وإسلامية كانت ولاتزال مسرحا للنشاط الإرهابي، وهي الدول التي تحولت إلى حلبة للتنافس والتسابق الاستعلاماتي بين أمريكا وحليفها الأوربي من جهة، وباقي الدول الأوربية المعنية مبادرة إنشاء وكالة استخبارات أوربية حول الإرهاب من جهة أخرى.
  • ومن بين ما تسعى الولايات المتحدة إلى تحقيقه على المدى القريب الدفع بحليفها الأوروبي على دعم علاقاتها بالدول العربية والإسلامية المرشحة لاستقطاب اهتمام وكالة الاستخبارات الأوربية حول الإرهاب، من خلال كل من لهم صلة بالجماعات الإسلامية المسلحة وضحاياها، ما يسعى إليه الحليف الأوربي لأمريكا حاليا في الجزائر، حيث يجري العمل على خلق قنوات للتبادل المعلوماتي مع بعض جمعيات المجتمع المدني ذات الصلة بضحايا الإرهاب وعائلات المفقودين وأهالي الانتحاريين والإرهابيين، وعبر التقرب من الإرهابيين التائبين بشكل مباشر أو غير مباشر، ومحاولة الاتصال بالإرهابيين المدانين والمفرج عنهم بعد قضاء مدة العقوبة.
  •  وامتد اهتمام الحليف الأمريكي بالجزائر إلى كل المهتمين بالشأن الأمني والاحتكاك بهم للحصول على المعلومات قدر الإمكان، أو الوصول إلى خلق علاقات حميمية على الأقل تمكنهم من توفير مصادر تزودهم بما أمكن من المعلومات.
  • ومن بين ما تركز عليه الوكالة الأوربية، الجاري إنشاؤها في سرية تامة، إنشاء بنك للمعلومات حول النشاط الإرهابي الذي يهدد أمن أوربا ويستهدف رعاياها ومصالحها، من خلال تشكيل بطاقية لأسماء كل من له صلة قريبة أو بعيدة بالحركات الإسلامية المسلحة، ومحاور تحركاتها، وطرق اتصالاتها، وتنسيقها المحلي والخارجي، وكذا المعلومات المتعلقة بمصادر التمويل وشبكات الدعم لإحباط الهجمات المحتملة فوق أراضيها، وتفادي ما يسمونه “التغليط غير المقصود” لأجهزة أمن تلك الدول، حول دقة المعلومة، مثلما تدعيه وتتحجج به في حالة فشلها في وقف الاستهدافات الإرهابية فوق أراضيها.
  • وللاستيلاء على “سوق المعلومة الأمنية حول الإرهاب”، فقد بدأت التحركات بلقاءات غير رسمية ودعوات لمناسبات احتفالية، وأحيانا تحت غطاء الدراسات والبحوث البسيكولوجية والسوسيولوجية والثقافية والإعلامية، لكن الهدف غير المعلن الذي يحتم التستر لتفادي اتهامه بـ “الجوسسة، يفرض ارتداء الأقنعة المذكورة لتأسيس شبكة معلومات ومصادر استخباراتية الهدف منها ضمان تزود معلوماتي تحت غطاء مكافحة الإرهاب الدولي.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!