بساطة عالم الرجال

لفهم عالم الرجال لن تحتاج لوصفة سحرية يقدمها لك كتاب “كيف تفهم الرجل في عشر خطوات” أو دورة “فهم الرجل، وفك شفراته في مدة خمس أيام”. ذلك أن الموضوع أبسط من ذلك بكثير. سأسرد عليكم قصة، ومن هنا ستكون مفتاح فهم العلاقة.

منذ فترة كنت عند إحدى قريباتي. شاهدت زوجة أحدهم تمشي على أطراف أصابعها، لتتنصت على زوجها وهو يتحدث في الهاتف.. استغربت فعلتها، وحتى سألتها: لماذا تفعلين ذلك؟.. فقالت لي:

من حقي أن أعرف مع من يتحدث وماذا يفعل!

قلت لها ما دام من حقك، فلماذا لا تسألينه؟ ألم يكن أحسن من التنصت بهذه الطريقة.. قالت: سيكذب..

ومن هنا يأتي لب الموضوع. فأنا أعترض مع الكثيرات في نقطة التفتيش وراء الرجل، وكأنك في مخابرات يعني.

وفكرة حقك ليست صحيحة، ذلك أن من حق الشخص الآخر أن يكون له مساحته الخاصة، وحتى أسراره الخاصة..

الزواج لا يعني ملكيتك للطرف الآخر. فأنت توقعين عقد زواج، وليس عقد ملكية أو شراء.

الرجل من حقه أن يكون لديه أصدقاؤه، ووقته الخاص. يلعب بلاي ستيشن أو يلعب كرة قدم أو حتى أرجوحة، فهذه مساحته حتى يصفي ذهنه، ويرتاح من ضغط العمل.

وحين تهبينه وقته الخاص المستقطع من أعباء الحياة، ستجدينه يعود إلى البيت بكامل طاقته وحيويته.. سيكون لذلك فوائد على منحى علاقتكما.

وفكرة ملكيتي للشخص أو عزله خاطئة ستجعله يختنق.. وكلما منحت للشخص الآخر مساحة كلما كان سعيدا أكثر في العلاقة، وأكثر عطاء..أما العلاقة التي تقيدك وتخنقك وتشعرك أنك محل مراقبة أو اتهام دائم علاقة كلها توتر..

لذلك يلجأ الكثير للكذب والتسلية مع نساء أخريات…فقط أعطيه مساحته، ولا تشعرينه أن الارتباط هو قيد وتكبيل. فالرجال يهربون من الزواج لهذا السبب، كما أن العلاقة وجدت حتى تحقق الراحة والسكينة.

وبالنسبة للرجل. أن تكون لك مساحتك ووقتك وأصدقاؤك ليس معناه أن تهمل واجباتك، وتترك كل المسؤولية على عاتق المرأة. وتتنصل من واجباتك الزوجية والعائلية. فالحياة مشاركة..

والمرأة بقدر حاجتها لتفهم احتياجاتها العاطفية، والاهتمام بتفاصيلها الخاصة. ومقابل تحملها لأعباء الحياة وضغوطاتها بحاجة إلى تقدير. فالرجال بدورهم لهم حاجاتهم الخاصة.

والرجال ليسوا من المريخ ولا النساء من الزهرة، فكلاهما من ذات الكوكب، كوكب الأرض.