بسبب التهور.. رحلات استكشاف تتحول من متعة إلى مأتم

تستهوي الرحلات الاستكشافية الكثير من الناس، بل أصبحت “موضة” العصر، كما يقال. وانتشرت بين الكثير منا، ليس داخل الوطن فحسب، بل حتى خارج الحدود، خاصة وأنها تضم عائلات. وهذا، ما زاد من متعتها. لكن، للأسف، في بعض الأحيان، تتحول هذه المتعة إلى شيء آخر. وهذا، ما وقفنا عليه في الأشهر الأخيرة، حينما تحولت رحلة إلى مأتم، فذهب ضحيتها عائلة بأكملها.

كل بأجل، وكل بكتاب، كما يقال، غير أن يد البشر كانت السبب المباشر في الكثير من هذه المآسي. والدليل، أن أغلب هذه الكوارث يكون صناعها سائقون متهورون، لم يبالوا بحياة الأفراد، فكانت النتيجة وخيمة بل مميتة، ذهب ضحيتها أشخاص، خرجوا للتنزه صباحا، فعادوا في الأكفان مساء.

لا تخلو مثل هذه الرحلات الاستكشافية من الحوادث المميتة. والسبب، عدم تقدير الوضع أو اللامبالاة من الأفراد، وخاصة ممن يكونون هم المسؤولين عن هذه الرحلات. فلو نلاحظ مثلا الرحلات التي تنظمها بعض الجمعيات، في أوقات الشتاء، بالذهاب إلى أماكن تساقط الثلوج، ندرك الكثير من الأمور.. فكم من أشخاص علقوا في الأماكن العالية، وتجمدوا من البرد، نتيجة لعدم تقدير الوضع. وهذا، بالعودة إلى نشرات الأحوال الجوية، وكذا أوقات التساقط. فيجدون أنفسهم في ورطة لا يمكن الخلاص منها، بل في بعض الأحيان، أودت بحياة أطفال رضع.

كما هي الحال، ممن اختاروا الرحلات الاستكشافية في عرض الصحراء، وعلقوا في أماكن بعيدة، لا يمكن الوصول إليها، حتى بالمروحيات والطائرات، ومات الكثير منهم، جراء العطش والجوع والحرارة الشديدة. وهذا، ناتج عن جهل الكثير منهم بالاحتياطات الواجب اتخاذها، خلال هذه الرحلات.

بالرغم من أن هذه الرحلات التي يقوم بها الكثير من الأشخاص مفيدة للأفراد والجماعات، وفتحت أبوابا عديدة للتعارف وتبادل الخبرات بين أبناء الوطن، وجمعت بين الاستكشاف والمتعة، إلا إنها، وللأسف، تحولت إلى أحداث مروعة، ذهب ضحيتها الكثير من الأفراد، في لحظة تهور، أو عدم تقدير الظروف وكذا اللامبالاة.. لذا، وجب التفكير مليا، قبل الذهاب في هذه الرحلات، بضرورة تهيئة الظروف المحيطة بها.