-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بعد خراب البصرة!

بعد خراب البصرة!

الخطوة التي قامت بها الخارجية الجزائرية، باستدعائها السفير العراقي في الجزائر، وإبلاغه احتجاجها على تنفيذ حكم الإعدام في حق الجزائري عبد الله بلهادي بن أحمد، تعد خطوة هامة في العرف الدبلوماسي لكنها جاءت في الوقت بدل الضائع، لأن قضية السجناء الجزائريين ليست وليدة اليوم، وكان بإمكان وزارة الخارجية بذل الجهد لتوقيف حكم الإعدام لا انتظار تنفيذ الحكم ثم الاحتجاج رسميا على هذا السلوك.

كل القرائن التي ارتبطت بمحاكمة السجناء العرب في العراق، والتي كشف عنها الحقوقيون الجزائريون وعلى رأسهم مصطفى بوشاشي وفاروق قسنطيني، تكشف أن ما حدث هو عملية قتل بشعة قامت بها السلطات العراقية في حق الجزائري محمد بلهادي، وفي حق 113 عربي على مدار العام الجاري.

نعم، لقد نصبت السلطات العراقية محاكم شكلية أشرف عليها ضباط أمريكيون -حسبما كشف عنه السجناء أنفسهم-، ولذر الرماد في العيون قامت وزارة العدل العراقية بتكليف محامين للدفاع عن السجناء، لكن الغريب في الأمر أن هؤلاء المحامين تحولوا إلى جلادين يضربون موكليهم ويشتمونهم ويهينونهم.

هذه المحاكم نصبت في وقت كان العراق يرزح تحت الاحتلال الأمريكي، وكانت بإشراف مباشر من الجيش الأمريكي، فكيف يدّعي السفير العراقي في الجزائر أن قضاء بلاده مستقل، وأن تنفيذ حكم الإعدام جاء بعد استنفاد كل الإجراءات القضائية، وأي إجراءات قضائية في محاكم سريّة بحضور ضباط أمريكيين!!

ما يحدث للسجناء الجزائريين في العراق، وبغض النظر عن ما تورط فيه هؤلاء، فإنه يعبر عن فشل ذريع للدبلوماسية الجزائرية التي تخلت عن واجبها في الدفاع عن رعاياها ومعرفة ظروفهم، وهذا لم يحدث في العراق فقط، بل حدث سابقا في ليبيا وموريتانيا وبريطانيا و الولايات المتحدة الأمريكية، وغيرها من البلدان التي يتواجد فيها جزائريون.

هذا الوضع جعل الجزائريين في هذه البلدان يتخلون عن وطنهم الأم فور حصولهم على جنسية أخرى، ولعل دخول بعض الجزائريين إلى بلدهم بجوازات أجنبية وفيزا أكبر دليل على هذه الوضعية الغريبة، لا لشيء إلا لأنهم لا يشعرون بأن خلفهم حكومة تدافع عنهم وتدافع عن قضاياهم، وتتخلى عنهم حتى بعد وفاتهم وتترك مهمة نقل الجثامين للمبادرات الخيرية بين المغتربين أنفسهم!!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • سامي

    هكذا يلعب بكم الغرب .فهو يستعملكم لتفجير مجتمعاتكم بنفسكم
    قتل ،ترهيب من طرف الجماعات المتشددة التي لا تنتج ،همها الوحيد الكلام في الحلال و الحرام والتشجيع على الزواج بتعدد الزوجات و الإنجاب ، صناعة سهلة لا تكلف مال و لا عقل .
    إعلام +أموال من دول الخليج تستغل لتجيش الشعوب و نشر الكراهية و تحريك عواطف الشعوب و نشر الفتنة بين الطوائف لتهديم الدول بكاملها باسم الدين بدل استغلالها في التنمية و محاربة الفقر و نشر العلم .
    و الغريب أنه هناك من يدعي الثقافة و يدافع عن أعداء العلم و العقل؟؟

  • salem

    هم ذهبوا من أجل الجهاد و دخول الجنة و الزواج بحوريات الجنة بقتل و ترهيب إخوانهم العراقيين كما يزعمون باسم الجهاد و تحريض من آل سعود لماذا الآن يتراجعون و يريدون المساعدة و كأنهم أخذوا من بلدانهم بالقوة هم ذهبوا بإرادتهم.(ضربني و بكى و سبقني و أشتكى)
    سؤال إلى جميع الاخوة الجزائريين ما هو موقفكم عندما يأتي عراقي عضو في تنظيم القاعدة الارهابي ويقتل ويذبح 100 او 200 جزائري بريء؟ هل سوف ترحموه ؟ هل سوف تمنحوه جائزة الدولة وتكرموه ثم ترجعونه إلى العراق؟ طبعا لا إني أتفهم حبكم للجزائر ودفاعكم عن أبناء

  • أبو مصعب

    والله ماأهاننا الصفويون فالسفير مجرد بوق لأسياده الصفويين في العراق لا يتكلم حتى يؤذن له لكن الذي حز في أنفسنا أنه كيف يحدث لنا هذا ونحن نتشدق بأننا بلد العزة والكرامة والديبلوماسية العالية والمكانة المرموقة بين الدول.
    والله ماكان هذا يحدث لو أننا واجهنا انفسنا فالأولى بنا أن نحتوي هؤلاء الأبطال الأفذاذ الغيورين على الدين والعرض في إطار المصالحة؟؟؟؟؟ او حتى عفو شامل حتى نستقطبهم ويعودوا لأحضاننا بدل أن نقطع خط العودة بهم ونخجل منهم فهؤلاء وسام علق على صدورنا وليس عارا نستحي منه ولا حول ولا قوة

  • berrahal mourad

    ثعريف المواطن الجزائري
    الجزائري هو كائن حي
    مكروه دوليا مظلوم محليا ... فقير ماديا ... فارغ توعويا
    فاشل عاطفيا و مهنيا ... متروك من الذين يرعونه خارجيا و منبوذ من طرفهم اداريا
    عيان جسديا و نفسيا ... رغم بطالته دوما ... مخدر ليلا و ماعندوش كريدي.
    و في الاخير ويال العجب رغم كل ذلك لا يزال حيا.

  • جزائري

    الاحساس بروح الانتماء للوطن يجب ان يقابله مسؤلية الدولة عن ابنائها في الداخل كما فلمهجر وفي الجزائر هذا لا يعني لنظامها شئ فكيف يعقل ان يعدم جزائري دون تحرك ولو بسيط من بلاده فلو كان الشخص المنفذ فيه الاعدام فرنسي او امريكي هل كانت السلطات العراقية اقدمت على اعدامه طبعا لا لان عقلية بلدان مثل فرنسا و امريكا الفوقية جعلت من رعايها قديسين اما عندنا فلموطن لا معنا له سؤا في وطنه او خارجه