الجزائر
الطبقة السياسية تترقب ومواطنون ينتظرون وجوها "وازنة"

بعد رفض حمروش.. هل يترشح بلخادم؟

محمد مسلم
  • 6599
  • 33

فتح المنشور الذي تضمنته صفحة منسوبة لرئيس حكومة الإصلاحات، مولود حمروش، على شبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، والذي تضمن دعوة إلى التجمع أمام بيت حمروش، من أجل حثه على الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، فتح الباب واسعا أمام التوقعات باحتمال أن تكون الأيام القليلة المقبلة حبلى بتطورات من شأنها أن تلهب سباق رئاسيات ديسمبر المقبل، غير أن حمروش قطع الشك باليقين وأعلن عدم ترشحه، واكتفى بشكر محبيه!

وتجاوز عدد المترشحين لانتخابات 12 ديسمبر، إلى غاية الأمس المائة مترشح، غير أن غالبيتهم المطلقة، تبقى وجوها غير معروفة، باستثناء القليل منهم. وبينما راح البعض يراهن على هذا الاسم أو ذاك ممن أعلنوا خوضهم السباق، بقيت فئة من المراقبين تراهن على أسماء أخرى وازنة، يمكن أن تعلن خوضها السباق خلال الأيام القليلة المقبلة، في وقت سحب كلّ من رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس، استمارات الترشح، وكذا الوزير الأول الأسبق عبد المجيد تبون، ورئيس حزب المستقبل عبد العزيز بلعيد، ورئيس حركة البناء عبد القادر بن قرينة، إلى جانب رئيس حزب التحالف الجمهوري بلقاسم ساحلي، فيما سحب الأرندي الاستمارات نيابة عن أمينه العام بالنيابة عز الدين ميهوبي.

ولم يكن حمروش هو الشخصية الوحيدة التي أراد “أنصارها” نزولها إلى المضمار، فقد سرب “مقربون” من محيط رئيس الحكومة الأسبق، عبد العزيز بلخادم، معلومات تفيد باستعداد هذا الأخير أيضا، للمشاركة في السباق نحو قصر المرادية، في انتظار إعلان موقفه هو الآخر، أو مواصلة التزام الصمت إلى غاية انقضاء آجال سحب استمارات التوقيعات للترشح.

ويعتبر بلخادم من الشخصيات التي لطالما حلمت بالترشح للانتخابات الرئاسية، بل إن المتاعب التي عاشها منذ عام 2013، إن على مستوى الأمانة العامة لحزب جبهة التحرير الوطني، أو باعتباره إطارا مقربا من محيط الرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة.

ومعلوم أن بلخادم كان رجل ثقة عند بوتفليقة لأزيد من 14 سنة، حيث تولى مسؤوليات لم تصلها الكثير من الشخصيات البارزة، فقد كلفه بوتفليقة بحقيبة وزارة الشؤون الخارجية، ثم رئيسا للحكومة، فمستشارا خاصا مكلفا بمهمة لدى رئاسة الجمهورية، غير أن طموحه السياسي بتقلد منصب القاضي الأول، وإن كان ذلك أمرا مشروعا، قضى على أحلامه.

رفض حمروش الترشح، والحديث عن امكانية دخول بلخادم حلبة النزال من أجل الرئاسيات، تأتي في ظل الضمانات التي قدمتها المؤسسة العسكرية، والتي تمثلت في تكذيب الإشاعات التي تحدثت عن وجود مرشح للجيش، حيث تم نفي هذه الإشاعات بصرامة، على لسان نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، خلال الزيارة التفتيشية التي قادته إلى الناحية العسكرية الخامسة، مطلع هذا الأسبوع.

واعتاد حمروش الخروج عند اقتراب أي استحقاق رئاسي، ليعبر عن رغبته في خوض السباق، غير أنه سرعان ما ينتكس، مقررا عدم المشاركة، بداعي عدم مواجهته النظام، بحجة أنه اختار مرشحه، وهي الحالة التي تبدو غائبة في موعد الثاني عشر من ديسمبر المقبل.

كما يشكل استحداث السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، ضمانة أخرى بشأن نزاهة الاستحقاق المقبل، إذ لأول مرة تجرد الحكومة ممثلة في كل من وزارات الداخلية والعدل والخارجية، من تنظيم العملية الانتخابية.

مقالات ذات صلة