-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عيادات طبية تدرج العلاجات التقليدية لزيادة عدد زوارها

بعد سنوات من الدراسة والتكوين أطباء وممرضون يداوون بالأعشاب

نسيبة علال
  • 2281
  • 2
بعد سنوات من الدراسة والتكوين أطباء وممرضون يداوون بالأعشاب

سنة بعد أخرى، يفقد الجزائريون ثقتهم في الخدمات التي تقدمها المستشفيات والعيادات الخاصة. بالمقابل، يزداد تهافتهم على الطب البديل، نظرا إلى النتائج المبهرة، التي بات يحققها هذا الأخير، في القضاء على الكثير من المشاكل الصحية. هذا ما جعل أطباء وممرضين يلجؤون إلى مداواة مرضاهم بالحجامة والكي والتدليك، بدل وصفات الأدوية الكيماوية أو موازاة معها.

الجزائريون يهربون من الأدوية المكلفة إلى الطب البديل

لم يعد غريبا ولا استثنائيا أن تجد ضمن قائمة خدمات العيادات الطبية علاجات تقليدية، كالحجامة بمختلف أنواعها، والوخز بالإبر، والتدليك الطبي والاسترخائي، وشمع الهوبي، والفوطة النارية، وحتى التداوي بالأعشاب والزيوت الطبيعية. فقد تحول الأمر إلى موضة العصر، في حين اكتشف المريض هنا في الجزائر، أن هناك سبلا تمنح له الراحة والتخلص من بعض الأمراض الشائعة وحتى المستعصية، بأسعار منخفضة، ومن دون التعرض لمضاعفات الأدوية ذات المركبات الكيميائية. يقول الدكتور مقداد زكرياء، صاحب عيادة للطب العام بالبليدة: “في البداية، كان الناس يقبلون على الحجامة الدموية فقط، إحياء للسنة ومرافقة للأدوية على اختلافها. بعدها، بدأت تنتشر أصناف أخرى للحجامة الجافة المنزلقة والنارية. وباتت تستخدم للاسترخاء ودرء المشاكل النفسية أيضا كالخلعة. مع مرور الوقت، زاد اطلاع العامة على أصناف أخرى للعلاج، كالإبر الصينية وما يتبعها. وتزايد الطلب عليها، نظرا إلى آثارها الفعالة في القضاء على مختلف الأمراض، ما جعلنا، نحن كمهنيين، نلبي حاجة المريض إلى العلاج الذي يطلبه ويرتاح له”.

عيادات تتحول إلى مراكز عناية واسترخاء

أصبح المريض يمتعض من رائحة المستشفيات، مزيج لمركزات الأدوية، ومستحضرات التعقيم، وروائح المرض والدم، ويهرب من اللون الأزرق الذي تتوشحه جدران أماكن العلاج في الغالب. هذا، ما انتبه إليه أصحاب العيادات الطبية، إذ أصبح من الشائع أن تجد طبيبا يوقد الفوانيس في مكتبه، ويفرش أسرة التشخيص بألوان هادئة ومريحة، فيما يعتمد في عيادته دهانات مدروسة بعناية فائقة وورق جدران الحائط بدلالات عميقة، فيما لم تعد تخلو

العيادات الطبية، خاصة تلك التي تقدم علاجات تقليدية، كالتدليك، من الجو الذي يمنح كامل الاسترخاء للمريض، الذي يعتمد على مركزات العطور، والشموع والأضواء الخافتة، وحتى ديكور الورود، وسيقان البامبو.

أطباء يحاربون ممارسي الحجامة والطب التقليدي

يعيش القطاع الصحي الخاص حالة غليان كبيرة، منذ سنوات، ما جعل أطباء وممرضين يتحركون لمحاولة إنشاء نقابة تحارب الطفيليين والدخلاء على مهنة الطب، في وقت لم تحرك السلطات ولا الوزارة الوصية ساكنا أمام الكم الهائل من عيادات الطب البديل ومراكز العناية الجسدية واسعة الانتشار.. أصحابها لا علاقة لهم بالطب، كل ما يؤهلهم لممارسة النشاط هو شهادة تكوين أو خبرة طويلة أو حتى مهارات متوارثة ومطورة بالفعل. وبينما يثور مهنيو قطاع الصحة ويطالبون بأحقيتهم الخاصة دون غيرهم في القيام بالحجامة وما إليها من أنواع طبية بديلة في عياداتهم، بينما يجذب الشيوخ وأصحاب الدكاكين أعدادا إضافية من المرضى وفاقدي الثقة في المستشفيات والأطباء، ممن لا يعترفون ولا يصفقون إلا لمن يقدم لهم ترياق الشفاء، لايزال المشرع الجزائري غافلا عن وضع قانون صارم يحدد نشاط كل هؤلاء، فلا وزارة الصحة اعتمدت الحجامة وتبعاتها كمجال طبي، ولا هي منعته من الانتشار والمزاولة في غير العيادات الطبية.

وفي ظل هذا الفراغ القانوني، يستغل الجميع طلب مختلف فئات المجتمع على خدمات الطب البديل، ويتم التلاعب بأسعار العلاجات، إذ يقدم المعالجون التقليديون خدمات دنيئة في غالب الأحيان، وفي ظروف غير صحية ولا آمنة، بأسعار بخسة تتراوح ما بين 200 دج و600 دج، ويحرص المهنيون على توفير كل شروط الوقاية وضمان الإسعافات الأولية في حالات الطوارئ وتقديم جو خاص للاسترخاء، فيما قد تبلغ الحصة الواحدة 3000 إلى 4000 دج.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • benchikh

    كما قال الله تعالى "أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لَّا يَخْلُقُ ۗ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (17)سورة النحل .من خلق الداء خلق معه الدواء .لم يبقى لنا سوى البحث عنه بين ما خلق من نباتات من هذه الارض التي نحن منها .فسبحان الله الشافي .

  • جزائري حر

    والقادم أسوأ