الرأي

بعد غزة..الثورة في كل فلسطين

محمد سليم قلالة
  • 2141
  • 7

اتساع شرارة الثورة الفلسطينية التي بدأت في غزة إلى الضفة الغربية والأراضي المحتلة لسنة 1948 يحمل أكثر من رسالة أمل للشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه كاملة والخروج من حالة اليأس التي فرضها عليه الكيان الإسرائيلي بأن قضيته قُبرت ولم يعد لديه من مجال سوى الاستسلام وقبول الأمر الواقع، وهكذا يدخل عامل حاسم آخر للمعركة بعد الصواريخ والمقاومة المسلحة على أرض الواقع، وهو عودة الالتفاف الشعبي الفلسطيني حول معركته المصيرية بما يعني ذلك من عودة لطرح القضية الفلسطينية كقضية شعب محتل من حقه الدفاع عن نفسه لأجل الحرية والاستقلال، وتكفي العودة لهذا الطرح لنعتبر أن الثورة ضد الاحتلال وضد الحصار في غزة اليوم قد حققت هدفها من خلال كل التضحيات الكبيرة التي قدمتها وعلى جميع المستويات.

إن اشتعال الثورة في القدس ورام الله ونابلس وطولكرم وقلقيلية وبيت لحم والخليل لدليل على أن المسار الفلسطيني قد أخذ الاتجاه الصحيح اليوم على أرض الواقع، كما أن دعوة منظمة التحرير الفلسطينية الشعب الفلسطيني في كل التراب الفلسطيني وفي الخارج للخروج في مسيرات غضب وأداء صلاة الغائب على أرواح الشهداء، تعد هي الأخرى بداية عودة إلى الطريق الصحيح لأجل استعادة الحق المسلوب وعدم الرضوخ لإرادة الاحتلال ووضع نهاية لسياسات التقسيم المفروضة على الشعب الفلسطيني.

إذا أضفنا إلى هذا انطلاق دعوات عدة لتسليح الضفة الغربية الفلسطينية المحتلة على غرار غزة للدفاع عن النفس، يتبين لنا بالفعل أن الظلم الإسرائيلي المتزايد على الشعب الفلسطيني، والسعي إلى قهره وإجباره على الخضوع بالقوة للإرادة الإسرائيلية والإمعان في تقتيله وتخريب ما بقي له من مباني يحتمي بها بما في ذلك المدارس، هو الذي سيحرر أكثر إرادته في المواجهة ويشحذ عزيمته على استعادة حقوقه كاملة، عكس ما هو مسطر له تماما من قبل قيادة الكيان الإسرائيلي.

 

وليس أدل على ذلك من كون مطالب مثل رفع الحصار على غزة أو فتح المعابر ستصبح ثانوية عندما يعود الطرح الفلسطيني الحقيقي والشامل الذي لا يقبل دون عودة فلسطين والقدس وجميع المدن الفلسطينية الثائرة اليوم إلى أصحابها الشرعيين، ودون تحقيق الهدف الأول والأخير للفلسطينيين المتمثل في إعادة بناء دولتهم الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس وإطلاق سراح الأسرى، وتكريس حق العودة لكافة اللاجئين دون قيد أو شرط…. ويكفي أن نصل إلى هذه النتيجة ويتجدد هذا الوعي لكي نقول بأن غزة ثارت لتثور معها كل فلسطين وأن غزة لم تنتصر لنفسها فحسب بل انتصرت لكل فلسطين

مقالات ذات صلة