بعد 24 شهرا من التوقف.. حقل “توات غاز” يضخ بطاقته القصوى

وصل الإنتاج بحقل “توات غاز” بولاية أدرار إلى المستويات المبرمجة له، وذلك عقب استئناف الضخ التدريجي بهذا الحقل الضخم منذ الخريف الماضي، في أعقاب توقف وحدات المعالجة عن العمل منذ أكتوبر 2021 جراء تلوثها بمادة الزئبق، ما يعني تدعيم رصيد التصدير الجزائري بـ4.5 مليار متر مكعب سنويا.
في هذا السياق، ذكرت مصادر رفيعة على صلة بالملف بالشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك لـ”الشروق”، أنه بعد الاستئناف التدريجي للإنتاج بهذا الحقل منذ الخريف الماضي، وصل الضخ إلى مستوياته المبرمجة له، مشيرة إلى أن الإنتاج مستقر منذ عدة أسابيع.
ولفت المصدر ذاته إلى أن وحدات المعالجة وبعد أن تم تطهيرها من مادة الزئبق تم استئناف الإنتاج بها تدريجيا للتحقق من مدى مقاومة المعدات والتجهيزات الجديدة التي تم تنصيبها وردَّة فعلها إزاء تدفق الغاز مجددا، وذلك لتفادي أي تعقيدات أخرى، ومنها الحرص على عدم تلوث المنشأة مرة أخرى بالزئبق من خلال تنصيب أجهزة ومعدات ذات نوعية.
ويقارب الإنتاج حاليا 12 مليون متر مكعب يوميا من الغاز الطبيعي، وفق المصدر ذاته، ما يعني أن “توات غاز” قد وصل إلى مرحلة استقرار في الإنتاج. وبالنظر لهذه المعطيات، فإن هذا الحقل المهم سيضخ نحو 4.5 مليار متر مكعب سنويا في رصيد الإنتاج الجزائري، ما سيزيد من قدرات التصدير خصوصا في ظل الارتفاع الكبير في الطلب الداخلي سنويا.
وكما هو معلوم، فإن هذا الحقل كانت تديره الشركة الوطنية مع “نبتون اينرجي”، التي استحوذت عليها “إيني” الايطالية في صفقة أعلن عنها العام الماضي، والعملية تنتظر موافقة السلطات الجزائرية وفق جملة من الإجراءات والتدابير الواجب إتباعها.
وفي جوان من العام الماضي، وسعت شركة “إيني” الإيطالية تواجدها بالجزائر وتحديدا من منطقة الجنوب الغربي هذه المرة، باستحواذها على أصول شركة “نبتون إينرجي” في مشروع “توات غاز” بولاية أدرار، وذلك بعد أشهر من استحواذها على أصول “بريتيش بتروليوم” البريطانية في حقول عين صالح وعين أمناس الغازية.
وفي سياق ذي صلة، ذكرت صحيفة “إل كونفيدينثيال” الاسبانية قبل أيام أن سوناطراك وشركة “نبتون اينرجي”، شريك سوناطراك السابق في حقل “توات غاز”، قد قررتا دخول معركة قضائية ضد شركة “تيكنيكاس ريونيداس” الاسبانية التي قامت بإنجاز المشروع.
وطلبت سوناطراك و”نبتون اينرجي”، وفق المصدر ذاته، من “تيكنيكاس ريونيداس” الاسبانية 760 مليون يورو، كتعويضات عن الأرباح الضائعة بمنشأة “توات غاز” بأدرار، بعد تلوثها بالزئبق وتوقف الإنتاج والتصدير منذ أكتوبر 2021، وبالتالي تكبد خسائر جراء ما حدث، فضلا عن 90 مليون أخرى كانت الشركتان قد طالبتا بها سابقا بعد تسليم المشروع.