بعض اللاعبين لم يعد لهم مكان في المنتخب الوطني

أكد الحارس السابق للخضر عبد السلام بن عبد الله للشروق بأن عدم ذهاب المنتخب الوطني بعيدا في كأس أمم إفريقيا المقامة حاليا بالكاميرون كان متوقعا بالنسبة إليه، لعديد الظروف والعوامل.

لهذه الأسباب أقصي الخضر من “الكان”

وقال محدثنا: “تأسفنا جميعا على ضياع اللقب من بين أيدينا، لكن عندما ننظر للأمور بواقعية فإن المؤشرات كانت توحي لهذا الإخفاق الذي كان متسترا وراء سلسلة 35 مباراة متتالية من دون هزيمة، إلا أنه وفي حقيقة الأمر المستوى الفني للخضر بدأ في النزول منذ مباراة الذهاب خلال تصفيات كأس العالم حين تعادلنا في المغرب أمام المنتخب البوركينابي، كما أن التحضيرات قبل انطلاق “الكان” بالعاصمة القطرية الدوحة لم تكن جيدة، ولم نتمكن من جمع التعداد إلا قبل يومين أو ثلاثة من السفر نحو دوالا، لتزداد الأمور سوءا بالنظر لظروف الإقامة السيئة، وأرضية الملعب والمناخ، وغيرها من العوامل، كما أن الأمور الإدارية داخل الفريق لم تكن في المستوى، واتضح جليا بأن فريقنا الوطني الحالي المتوّج بلقبين أصبح أكبر من الاتحادية الحالية.”

يجب أن تحدث تغييرات على مستوى “الفاف”
وحمّل بن عبد السلام الجزء الأكبر من المسؤولية للاتحادية الجزائرية لكرة القدم في هذا الإخفاق، وقال في هذا الشأن: “يجب أن نكون صرحاء، القائمون على شؤون الفاف حاليا لم يواكبوا الطفرة الكبيرة التي حدثت داخل المنتخب، ومما لا شك فيه بأن الكثير من المشاكل كانت داخل بيت الخضر أثرت على الأداء العام، وكان على المسؤولين احتواء الأمر سريعا، وهذا ما يحدث للأسف، وما يؤكد وجود عدم تناغم بين الإداريين هو الشروع في تصفية المحيط وإعادة ترتيب البيت مباشرة بعد العودة من الكاميرون عبر إقالة المناجير العام للمنتخب، وستتبعها خطوات أخرى في المستقبل القريب، وأتمنى أن تعطى المسؤوليات للكفاءات وأصحاب الخبرة حتى تصبح لدينا اتحادية قوية باستطاعتها إعادة الاعتبار لكرة القدم الجزائرية، وحماية فريقنا الوطني من كل أشكال الكولسة في القارة السمراء”.

بعض اللاعبين لم يعد لهم مكان في المنتخب
وبخصوص ضرورة تجديد صفوف الخضر، قال بن عبد السلام: “في الوقت الراهن لا يمكن تجديد الفريق الوطني بنسبة 80%، لأننا بعد شهرين سنخوض اللقاء الفاصل المؤهل لكأس العالم في قطر، حيث سنواجه المنتخب الكاميروني، لذا من المنطقي الحفاظ على نفس العناصر، وربما إحداث تغيير واحد أو اثنين على مستوى الخط الأمامي بالتحديد، فبصراحة يوجد لاعبون أضحوا غير قادرين على تقديم الإضافة، ولم تعد لهم مكانة في المنتخب، وهذا شيء طبيعي، فبعد قضاء 3 سنوات في المستوى العالي، فإن سلوكات بعض العناصر تتغير، تحدث بعض المشاكل الداخلية، وعلى بلماضي أن يسترجع زمام الأمور سريعا، والتحكم في المجموعة مجددا، لأن إحدى نقاط قوة الخضر هي الانضباط والالتزام”.

منتخب الكاميرون ليس مرعبا ويمكننا التأهل
وعن قرعة الدور الفاصل لكأس العالم والتي أوقعتنا في مواجهة أحد كبار القارة، وهو المنتخب الكاميروني، صرح حارس مولودية وهران السابق قائلا: “لا يوجد منافس سهل، فكل المتأهلين يستحقون ذلك، حتى من كانوا يتمنون مواجهة غانا بالنظر لمستواهم الحالي هم مخطئون، فالمنتخب الغاني سيكون شرسا للغاية بعد خروجه أيضا من الدور الأول، وسيحاول استرجاع هيبته عن طريق التأهل للمونديال، وفيما يتعلق بالكاميرون فإن الفرص متساوية، وهو ليس منتخبا مرعبا حتى نخشاه حتى وإن كان يشكل عقدة تاريخية لنا بعدم تمكننا من الانتصار عليه في المباريات الرسمية، لكن هذه مجرد أرقام، وهناك حقيقة واحدة هي أرضية الميدان، ولدينا ميزة هي لعب الإياب في الجزائر، وعلينا العودة بنتيجة إيجابية ذهابا، وأنا شخصيا أتوقع التأهل والتواجد في قطر”.

طريقة لعبنا أصبحت مكشوفة
ووجّه بن عبد الله تحذيرا للنخبة الوطنية، وقال: “من بين أسباب تراجع النتائج هي الطريقة التي نلعب بها منذ 3 سنوات، وكل المنتخبات أضحت تعرفها، وتعمل على الحد من خطورة لاعبينا، لذا لا يجب أن نبقى مصرين على نفس النهج التكتيكي، والناخب الوطني لديه من الإمكانيات والمستوى الرفيع لإيجاد حلول أخرى نباغت بها المنافسين، فالتنوع يعطينا قوة أكبر”.

دعمنا للكاميرون لإقامة هذه الدورة كان خطأ
وفي ختام حديثه، قال محدثنا: “تبين مع مرور الوقت بأن دعم الجزائر لإجراء هذه الدورة في الكاميرون كان خطأ، ومعارضة الفيفا لذلك لم يأت من فراغ، فهذا البلد غير جاهز تماما لاستقبال حدث قاري كبير بهذا الحجم، فالتنظيم كارثي، الملاعب غير مكتملة، والفنادق وظروف الإقامة سيئة، والمناخ غير مساعد على تقديم مستوى عال، والحالة الأمنية مضطربة، على الكاف أن ترفع سقف المعايير، ولا تمنح شرف تنظيم “الكان” إلا للبلدان القوية، والقادرة توفير كل شروط النجاح”.