الجزائر
تنصيب خلية أزمة و5 وزراء يحلون بالولاية

بقوة 5.9 درجات.. بجاية تصمد أمام أعنف زلزال

الشروق أونلاين
  • 22279
  • 21
ح.م

صمدت بجاية، أمام أعنف زلزال ضرب الولاية، فجر الخميس، على الساعة الواحدة صباحا و4 دقائق بشدة 5.9 درجات على سلم ريشتر حدد مركزها- حسب مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والفيزياء الأرضية- على بعد 30 كلم شمال شرق كاب كاربون بمدينة بجاية، وذلك قبل أن تعيش الولاية على وقع سلسلة طويلة من الهزات الارتدادية التي تراوحت شدتها بين 2.9 و5.1 درجات على سلم ريشتر.

 قضى العديد منهم ليلة بيضاء في الشوارع والطرقات تحت الأمطار والبرد القارس جراء الهلع الكبير الذي خيم على الأجواء ما تسبب في تسجيل بعض الإصابات، حيث استقبل مستشفى “خليل عمران” لبجاية في هذا الصدد 46 شخصا أصيب البعض منهم بجروح وآخرون بصدمات نفسية، حيث غادر 44 منهم المستشفى فيما وضع اثنان منهم تحت المراقبة الطبية أحدهما تعرض لجروح على مستوى الرأس وآخر لكسور على مستوى أطرافه السفلية وعموده الفقري نتيجة قفزه من أعلى شرفة جراء الهلع.

تعزيزات من الولايات المجاورة

وكان والي الولاية قد نصب مباشرة بعد وقوع الزلزال، خلية أزمة تضم جل الفاعلين بهدف التكفل الأمثل بالمصابين والمتضررين مع إحصاء الخسائر، كما قامت وحدات الحماية المدنية بإرسال فرق راجلة وسيارات إسعاف للقيام بعملية التعرف للوقوف على الوضعية العامة وكذا طمأنة المواطنين، كما وضعت المديرية العامة للحماية المدنية 17 فرقة للدعم والتدخل الأولي المختص في التدخل في مثل هذه الكوارث قادمة من البويرة وبرج بوعريريج وتيزي وزو وسطيف، بالإضافة إلى الوحدة الرئيسية للحميز، كما حلت بالولاية، تطبيقا لتعليمات المديرية العامة للحماية المدنية، فرقة السينوتقنية للوحدة الوطنية للتدريب والتدخل متكونة من 19 عونا من مختلف الرتب و13 كلبا مدربا على البحث والإنقاذ، حيث تم وضع هذه الفرق على أهبة الاستعداد تحسبا لأي طارئ، وقامت في هذا الصدد عناصر الحماية المدنية بإسعاف وإجلاء 4 أشخاص أصيبوا بجروح خفيفة و8 آخرين تعرضوا لصدمات نفسية مع تسجيل انهيار جزئي لثلاثة منازل قديمة خالية من السكان بأعالي مدينة بجاية من دون تسجيل أي إصابات.

انهيارات صخرية وزحام مروري

تم تسجيل تصدعات وتشققات في العديد من البنايات خاصة على مستوى المدينة القديمة بأعالي بجاية وتضرر بعض المعالم التاريخية على غرار “باب الفوقة” مع تساقط الصخور بكاب كاربون في الوقت الذي عاشت فيه شوارع عاصمة الولاية ازدحاما مروريا رهيبا صعب مهمة أعوان الحماية المدنية، فيما قرر والي الولاية تأجيل كل النشاطات الرياضية المبرمجة نهاية الأسبوع، من جهتها قررت مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بالولاية غلق خمسة مساجد كائنة بمدينة بجاية على غرار مسجد عبد الحميد بن باديس ومسجد الرحمة ومسجد الرحمان ومسجد سيدي والي ومسجد سيدي الموهوب، وذلك كإجراء احترازي جراء التشققات التي مستها في انتظار نتائج الفحص التقني الذي باشره تقنيون قدموا من ولايات تيزي وزو والبويرة وبرج بوعريريج وجيجل وسطيف والعاصمة إلى جانب تقنيو بجاية، كما أعلنت إدارة جامعة بجاية تأجيل الدراسة وكل الأنشطة البيداغوجية إلى غاية يوم 28 مارس وكذا تأجيل مسابقة الدكتوراه إلى يومي 27 مارس و5 أفريل مع الإشارة إلى تسجيل بعض التشققات بالإقامات الجامعية منها إقامة “تارڤة أوزمور” كما تم تسجيل بعض الخسائر لدى التجار بعد سقوط سلعهم من رفوف محلاتهم.

وحل صبيحة الخميس، وفد وزاري بولاية بجاية بأمر من رئيس الجمهورية، يتكون من كمال بلجود، وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، وكوثر كريكو، وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، وكمال ناصري، وزير الأشغال العمومية والنقل، وطارق بلعريبي، وزير السكن والعمران والمدينة، وعبد الرحمان بن بوزيد، وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، حيث وقف الوفد الوزاري في أول محطة له، على مدى التكفل بالمصابين على مستوى المركز الاستشفائي الجامعي “خليل عمران” و”تارڤة أوزمور”، وذلك قبل خروج الوفد إلى الميدان للاطمئنان وطمأنة المواطنين كما كان الحال بحي “بلاطو أميمون” بأعالي مدينة بجاية أين استمع الوفد الوزاري إلى انشغالات سكان الحي المذكور أين تنتظر- للتذكير- أكثر من 500 عائلة موعد ترحيلها إلى سكنات جديدة بالقطب الحضاري الجديد منذ سنة 2018 وذلك بعدما أدرجت سكناتهم ضمن الخانة الحمراء، حيث وعد وزير السكن سكان الحي، الذين قضوا ليلتهم في الخلاء، باتخاذ كل الإجراءات من أجل استكمال الأشغال على مستوى القطب الحضاري الجديد لواد غير في أسرع وقت ممكن قبل الشروع في ترحيلهم.

مبيت في الشوارع والمركبات

من جهته، أكد وزير الداخلية أن رئيس الجمهورية قد أعطى كل التعليمات من أجل التكفل الأمثل بالمتضررين من الزلزال موضحا في هذا الصدد أن الدولة ستتكفل بالمصابين وبالخسائر المادية المترتبة، كاشفا في نفس الوقت عن تجنيد نحو 1500 عون حماية مدنية وأكثر من 100 تقني لمعاينة البنايات المتضررة، كما أمر الوفد الوزاري بمباشرة أشغال ترميم المؤسسات التعليمية التي تأثرت بفعل الزلزال كما هو الحال على مستوى ثانوية الحمادية، أين تم تسجيل تصدعات عميقة أدت إلى انهيار بعض الجدران مع الإشارة إلى أن الولاية قد سجلت نحو 20 هزة ارتدادية في ظرف الـ 24 ساعة التي تلت الزلزال العنيف آخرها سجلت مساء الخميس على الساعة الثامنة و5 دقائق بلغت شدتها 4.2 درجات على سلم ريشتر، فيما أثبتت هذه الكارثة الطبيعية مدى هشاشة بعض البنايات مع الإشارة إلى أن أغلب البنايات الكائنة على مستوى المدينة القديمة بأعالي بجاية بحاجة إلى ترميم وأخرى إلى هدم وذلك في أسرع وقت.

وأنهى والي بجاية اليوم الماراطوني باجتماع، ليلة الخميس، مع أعضاء خلية الأزمة بحضور المدير العام للهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء “سي تي سي” قصد تحديد مهام كل قطاع وذلك قبل الشروع في إحصاء وتفحص البنايات المتضررة وأولوية الأولويات يبقى التكفل الفوري والفعال بالعائلات المتضررة من الزلزال علما أن العديد من المواطنين لم يخلدوا للنوم وذلك لليلة الثانية على التوالي رغم التعب الذي نال منهم فيما فضل آخرون قضاء ليلتهم في الشوارع داخل مركباتهم خوفا من الهزات الارتدادية.

تصدع بنايات إثر الهزة الأرضية بسكيكدة

عاشت ولاية سكيكدة، ليلة رعب حقيقية، إثر الهزة الأرضية التي سجلت بمنطقة عين بوزيان وكانت بقوة 4.5 درجات على سلم ريشتر، ووقعت في حدود الساعة 22 و49 دقيقة من مساء الأربعاء، حيث خرج عشرات السكان على مستوى منطقة عين بوزيان جنوبي الولاية إلى الشارع، هذه الأخيرة التي خلفت فيها الهزة تضرر مسكن بإقليم بلدية الزيتونة غربي ولاية سكيكدة، ما تسبب في تشرد أربع عائلات تقطن بهذه البناية، تم تحويلهم من قبل المصالح البلدية نحو دار الشباب بالمنطقة، غير أن هذه العائلات المتضررة قالت بأنها تفضل الموت ردما تحت الأنقاض على التحول نحو دار الشباب التي اجتاحتها مياه الأمطار التي تساقطت بغزارة أمس الجمعة، فتسربت المياه من كل جانب فضلا عن كونها تعاني من الرطوبة والتشققات، وطالب المعنيون المصالح المختصة بإيجاد حلول دائمة لهم، وليس ترقيعية، بينما تدخلت مصالح ولاية سكيكدة بمعية وحدات الحماية المدنية. وتم تشكيل خلية ولائية قامت بمعاينة الأحياء القديمة والبنايات الهشة، وتكفلت باستقبال نداءات النجدة والاستغاثة للمواطنين قصد التكفل بهم، بحيث تم رصد تشققات وتصدعات ببنايات قديمة وسط المدينة، وكذا بمزرعة قصر مورال برمضان جمال.

زلزال بجاية يحدث هلعا بجيجل
وفاة سيدة بأزمة قلبية وشاب يلقي بنفسه من بناية

تسبب الزلزال الذي ضرب ولاية بجاية في حدود الساعة الواحدة وخمس دقائق، من صبيحة الخميس، وشعر به سكان ولاية جيجل، في حدوث حالة هلع وخوف وسط المواطنين جعلت معظمهم يبيتون في العراء، فيما سجلت مصالح الحماية المدنية بعض التدخلات. وقامت فرق الحماية المدنية لجيجل، بإجلاء خمسة أشخاص إثر إصابتهم بكسور والتواءات بسبب الهلع،  على غرار شخص قام برمي نفسه من الطابق الأول لبناية بحي موسى بمدينة جيجل من شدة الارتباك، حيث أصيب بكسور على مستوى الكاحل، كما تم إجلاء امرأة بمنطقة لاسثيو بعاصمة الولاية، بعد ارتفاع ضغط دمها جراء إصابتها بحالة هلع شديدة، وهي نفس حالات الهلع التي تعرض لها الأشخاص الثلاثة الآخرون، حيث قامت مصالح الحماية المدنية بتقديم الإسعافات الأولية لهم في عين المكان قبل تحويلهم إلى المستشفيات والمراكز الصحية القريبة. من جهة أخرى، سجلت حالة وفاة لامرأة بمنطقة جيمار ببلدية الشقفة، وبحسب محيطين بعائلة الضحية، فقد أصيبت هذه الأخيرة بحالة هلع شديد جراء الزلزال القوي، مما تسبب لها في سكتة قلبية أودت بحياتها، في وقت لم تسجل أي خسائر مادية معتبرة.

وأكد مواطنون من ولاية جيجل بأن الزلزال الذي سجل الخميس كان قويا جدا، وتجاوزت قوته كل الهزات التي ضربت الولاية  قبل أشهر، وهو ما جعل الكثير من العائلات تخرج إلى الشارع رفقة أطفالها وتظل في العراء إلى غاية ساعات متقدمة من صبيحة الخميس، خوفا من حدوث هزات ارتدادية قد تكون قوية، وتضاعفت حالة الرعب بعد تكرار الهزات الارتدادية التي كانت قوية هي الأخرى وشعر السكان بأغلبها، كما تم تسجيل العديد من الخسائر المادية في البنايات وعلى مستوى الأجهزة الكهرو منزلية والأواني وفي المنازل وفي المحلات التجارية، حيث تم تسجيل خسائر تعرض لها تجار الولاية خاصة في جزئها الغربي القريب من موقع الهزة، وعن الإصابات فقد تم تسجيل 4 إصابات بعاصمة الولاية جيجل وإصابة واحدة بزيامة منصورية على الحدود مع ولاية بجاية، فيما استقبلت المصالح الاستشفائية أكثر من 30 حالة كانت معظمها حالات هلع، وصدمة.

مقالات ذات صلة