العالم
فلاسفة وناشطون فرنسيون دفاعا عن الدين الإسلامي

بلاطوهات فرنسية تشتعل بسبب انزلاق ماكرون

محمد مسلم
  • 8551
  • 8
أرشيف
الفيلسوف ميشال أونفراي

أمام ضعف الرد الذي واجه الحملة العنصرية الرسمية ضد الجالية المسلمة في فرنسا من خارجها، انبرى فرنسيون لمواجهة هذا الخطاب المتعصب، ورفع مثقفون وعلى رأسهم الفيلسوف ميشال أونفراي، لواء الدفاع عن الجالية، في مواجهة بعض المتطرفين وعلى رأسهم، الفرنسي الصهيوني من أصل جزائري، إيريك زمور، وقبله الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي كان أول من فتح باب المزايدات أمام تحقير الدين الإسلامي.

وفي نقاش مثير على القناة “سي نيوز” الفرنسية، دافع الفيلسوف أونفراي عن الجالية المسلمة، مبرزا بعض صفاتها المفقودة في المجتمعات الغربية، وعدد ما قال إنها العناصر المختلفة التي يعتبرها صفات يحوزها المسلمون دون غيرهم. ومما قاله الفيلسوف مخاطبا زمور: “المسلمون يعلموننا دروسا. في مناهضة المادية”.

ويبدو هذا الكلام موجها بالخصوص للرئيس الأسبق، نيكولا ساركوزي، المتهم بتأجيج العداوة ضد الجالية المسلمة باعتباره يعمل حاليا مستشارا لشؤون الهوية عند الرئيس ماكرون، علما أن ساركوزي سبق له أن هاجم الجالية المسلمة، بألفاظ قبيحة عندما كان وزيرا للداخلية، حيث وصف شباب الضواحي (المهاجرين) بالحثالة، على حد تعبيره.

الفيلسوف أونفراي حرص وهو يواجه إيريك زمور على أن يكون منصفا بحق الملايين من المسلمين الذين يعتبرون أبناء للجمهورية الفرنسية: “هؤلاء أناس (يقصد المسلمون) لديهم روحانية، ولديهم إحساس بالشرف، وهو شيء نادر للغاية في الغرب اليوم”.

ووفق المتحدث ذاته، فإن “الذين يؤمنون بالإسلام يشعروننا بأننا نحن الغربيين نشعر بالخجل من إرسال كبار السن لدينا إلى أماكن تسمى دور العجزة”. أما عن الغرب، وهو هنا يتحدث عن المجتمع الفرنسي، فيقول: “لقد فقدنا الشعور بالشرف. لم يعد لدينا أي شعور بالشرف”.

من جهته، سيريل حنونة، وهو أحد الوجوه المعروفة في البلاطوهات الفرنسية، لم تعجبه الحملة التي تتعرض لها الجالية المسلمة في بلاده، ووصف هذه الهجمة بأنها “حملة مطاردة الساحرات”، ودعا الفرنسيين بالمناسبة إلى رص الصفوف.

وقال حنونة: “ليس لدي نصيحة أقدمها لأحد، وليس لدي دروس لأعلمها لأحد، لكن من الصحيح أن أجد اليوم أن الكثير من الناس لديهم موقف خاطئ”، ومضى قائلا: “نشعر وكأننا في حملة مطاردة مع المسلمين الآن”، محاولا إظهار مخاطر مثل هذه التجاذبات على وحدة وانسجام المجتمع الفرنسي المتنوع.

سيريل حنونة أضاف أيضا: “نعتقد أننا نمر بأوقات عصيبة للغاية مع الأزمة الصحية.. نحن نلعب على وتر الانقسام في فرنسا الآن، في الوقت الذي يجب أن نكون متماسكين معًا ضد الإرهاب، وضد الأزمة الصحية”.

حنونة خلص في الأخير إلى القول “إذا كانت لدي رسالة واحدة أريد إيصالها، فهي، أعتقد أنه يتعين علينا حقًا أن نتحد معًا. لأن هناك انجرافا مذهلا في الوقت الحالي”، مشيرا إلى أن “التأليب على بعضنا البعض ليس هو الحل الصحيح على الإطلاق”، وخاصة إذا كانت الغاية من مثل هذا الجدل هي الاعتبارات السياسية، وفق المتحدث.

مقالات ذات صلة