بلد بلدية!

وجدت نفسي، “ميرا”على إمارة أمّارة بالسوء: 70 مليار كريدي، 85 % من السكان يشتغلون “بطالين!!”.. بلدية غزاها الجراد والقمل والضفادع.. والدم!: بلدية بحرية تصحرت بعدما تريفت، نصف سكانها لا يعرفون ما معنى “السمك” والثلث منهم لا يعرفون كلمة “بحر” (سوى عبارة “البحر عليهم”)، ومجموعهم لا يعرف معنى كلمة..”كلمة”!!..لا يفتحون أفواههم إلا للقمة القوت وقولة “نعم” في الفوط!

 قالوا لي: عليك بإخراج هؤلاء من الظلمات إلى النور. قلت لهم: لست سونلغاز، وهؤلاء ليسوا بنو إسرائيل وأنا أيضا لست سيدنا موسي. فقد مر عليهم خلال 20 سنة كم من فرعون وفرعون ولم يتجرأ أحد منهم أن يفتح فمه خوفا من..”خوفو”!!. نهبوا “الخنائز” وأقاموا الجنائز، وشيّدوا ورفعوا الركائز. شابوا ونابوا، بعدما عاثوا في الأرض الفساد وباعوا الأرض والعتاد، واشتروا الشهادات وزوّروا والعقود بالأعداد، أبناء وأحفاد، حتى أني صرت أشك أنه المسيح عليه السلام لو قدّر له أن يعود اليوم إلى هذه، لعرف أهلها جميعا، لأنهم لم يتغيروا إلا بحمل أسماء مستعارة! “يهوذا الأسخريوطي” صار “بن عودة بوخرويطة”، و”لازار” صار “لزعر”، و”حنانيا” صار “حنون” ومرقص صار “بن رقاصة”. بلدية، مثلها مثل باقي معظم البلديات الأخرى، تبدو وكأنما خرجت من تحت معطف قندهار أو قندز، وهؤلاء الأميار الذين خرّبوها إنما هم قناديز لأقوى عصابات تهريب المخدرات في كتامة بالمغرب، وبشمالي أفغانستان قبل وبعد طالبان!!

قلت لهم: لست نبيّا أبعث لهذه البلدية، ولست عطّارا حتى أصلح ما أفسدته مساحيق جماعة بشير عطار.. أنا مجرد “مير” لا أعرف من رشحني ولا من انتخبني سأخطب فيهم الود لعلهم ينتخبون على عهدة عاشرة: وقمت في يوم 11 ديسمبر “أخطب”: أيها المواطنون بلا وطن، كأنكم من اليمن! البلاد استقلت في 62، أما أنتم فلا يزال 62 لم يحل بعد بكم! ديغول لا يزال فيكم. هذه بلدية خارج نطاق البلد، لا ماء فيها عائم ولا كهرباء فيها دائم. طرقاتكم خرائب، ومدارسكم زرائب، ومنتخبوكم أرانب. أكلوا الغلّة وسبوا الملّة. بردعوكم بغالا، وركبوكم جمالا، وذبحوكم خرفانا. الأعز فيكم ذليل، والصحيح منكم عليل، والكثير عندكم قليل. قوموا وتقدموا لعل الله يعينني على أنفسكم. (فقاموا وتقدموا بكراسيهم إلى الأمام، وكأنما طلبت منهم أن يغيروا مواقعهم أمامي!).

عندما أفقت من نومي، كانت زوجتي تقول لي: الفاكتور راه جاب فاتورة الماء! راهم زادوا في السعر ونقصوا من الكمية! وتحاليل المخبر راها تقول بللي وجدوا عندك.. كيس مائي..!! وفين؟.. في المخ!!