رياضة
بعد رابح سعدان وخاليلوزيتش

بلماضي يكشف “فساد” الكرة الجزائرية

الشروق الرياضي
  • 5860
  • 6
ح.م

أحسّ الكثيرون بالراحة والاطمئنان بعد الندوة الصحفية التي نشطها الناخب الوطني جمال بلماضي، قبيل وديتيّ البليدة وليل الفرنسية، عندما رفض استعمال فرامل الديبلوماسية وتحدث بصراحة عن الوضع العام للكرة الجزائرية والمرتبط بالوضع العام للبلاد، من خلال تفشي الفساد إلى درجة أن الجزائر صارت البلد الوحيد في العالم الذي لا يمتلك ملعبا مؤهلا بإمكانه استقبال مباراة ودية أمام منتخب محترم، وهو ما جعل الخضر يهربون إلى فرنسا لاستقبال رفقاء نجم جوفنتوس كودرادو.

جمال بلماضي كشف بألم أيضا بأن مدن فرنسية كثيرة رفضت استقبال المنتخب الجزائري ولم تجد غير المدينة الشمالية ليل، وقام الناخب الوطني بما يشبه توسّل الأنصار الذين سيملئون ملعب ليل، لأجل أن يتحلوا بالروح الرياضية، لأنه يتذكر ما حصل في سنة 2001 حيث كان لاعبا وقائدا للخضر في مباراة باريس الشهيرة أمام منتخب فرنسا عندما اجتاح الأنصار أرضية ميدان ملعب باريس في الدقيقة 75، وتحوّلت المباراة إلى فضيحة أمام أنظار رفقاء زيدان والعالم بأسره، وسيلعب جمال بلماضي مباراة ليل أمام أكشاك مغلقة، ويده على قلبه خوفا من أي انزلاق سيسيء لبطل إفريقيا وطبعا للجزائر.

جمال بلماضي اعتصر الحسرة وهو يتحدث عن الملاعب ووصف ما يحدث بالبريكولاج، فمن غير المعقول أن يقول له مدير ملعب تشاكر بأنه سيتم غلق ملعب البليدة لمدة ثلاثة أشهر من أجل غرس العشب، وهو الملعب الذي لا يستقبل طوال السنة أكثر من أربع مباريات، ومن غير المعقول أن يتحول ملعب 5 جويلية إلى لغز محيّر، حيث تخسر الملايير على العشب ولا يصلح العشب، وهه دليل على الفساد الذي ينخر كرتنا، أما بقية الملاعب الموجودة في أنحاء الوطن ومنها ملعب حملاوي بقسنطينة وملعب عنابة فإنها لا تصلح حتى للمباريات المحلية.

وحتى المشاريع الجاري الانتهاء من أشغالها خاصة في براقي بالعاصمة ووهران وتيزي وزو، واضح بأن سرطان الإهمال سيفسدها لأنها في العادة تمنح للأقربين وللمعارف وليس لأهل الاختصاص، وستبقى مجرد مركبات رياضية تستنزف الأموال فقط، ويخشى مشجعو شبيبة القبائل من رفض رئيس الفريق والمدرب اللعب في المركب الكبير، وتفضيل الملعب القديم ونفس الشيء بالنسبة لأنصار مولودية وهران، تماما كما يفعل أهل مولودية العاصمة وشباب بلوزداد وشباب قسنطينة الذين يفضلون الاستقبال في الملاعب الصغيرة، 20 أوت وبولوغين وبن عبد المالك.

تطرّق جمال بلماضي أيضا للجانب الإداري وأشار إلى الصعوبة التي يجدها من هذا الجانب، وهو مجبر أحيانا على ترك الجانب الفني على الهامش، لأجل التدخل في الشق الإداري، لأن الكرة الجزائرية عانت لعدة سنوات، وربما عقود، من هذه الجهة، بالرغم من أن الأمر لا يحتاج لأكثر من رزنامة يتم تطبيقها بدقة وفقط، ومن دون أن يدخل في التفاصيل، فقد كان واضحا بأن الرجل مستاء من الكثير من السلوكيات التي ورثها الإداريون من الذين سبقوهم ضمن المعادلة الكبيرة المطبقة في الجزائر، وهي كون الرجال دائما في أماكنهم غير المناسبة.

حاول جمال بلماضي إيصال رسالة اطمئنان لكل الجزائريين من الناحية الفنية، فهو واثق من نفسه على المستوى القاري ويرى نفسه ضمنيا بأنه أحسن مدرب في القارة السمراء، بعد أن تواجد في المركز الرابع عالميا، كما أنه يرشح رياض محرز لجائزة أحسن لاعب في إفريقيا، مما يعني أن الخضر هم الأقوى ليس بسبب تتويجهم بالكأس القارية، وإنما لأنهم يمتلكون المدرب واللاعبين الذين بإمكانهم السيطرة على الكرة الإفريقية لعدة سنوات والتأهل إلى منافسة كأس العالم القادمة في دولة قطر، ويبقى توفير بقية الشروط المحيطة بالمنتخب ومنها الملاعب والجمهور والتنظيم الاحترافي لأجل منح الجزائر منتخبا متكاملا يفتخر به الشعب عل حدّ تعبير المدرب جمال بلماضي.

سبق لرابح سعدان وأن سجل نفس الملاحظة، عندما طالب باللعب في 5 جويلية واعتبر ملعب البليدة مسيء للجزائر، كما ندب البوسني خاليلوزيتش حظه، عندما استقبل منتخب بلاده الأصلية البوسنة، في ملعب 5 جويلية الذي كان عبارة عن مسبح أو بركة مائية فبدلا من لعب مباراة كرة تزحلق اللاعبون على المياه، ويجد جمال بلماضي نفسه في نفس الوضع في بلد تمرّ السنوات والمناسبات وتبقى الأمور على حالها، بل تزداد سوءا.
ب.ع

مقالات ذات صلة