بلوزداد تراهن على تتويج جديد والكأس محل طموح بجاية لتحقيق الغاية

سيجرى نهائي كأس الجمهورية لهذا العام بين شباب بلوزداد وشبيبة بجاية في ظروف تبدو استثنائية، وهذا بسبب تأخره عن الموعد المعتاد، حيث أن أغلب النهائيات السابقة تمت برمجتها يوم الفاتح ماي، تزامنا مع الاحتفال بعيد العمال، إلا أن هذا العام حصل الاستثناء بشكل أعاد إلى الأذهان سيناريو نهائي 90 الذي جمع وفاق سطيف بمولودية باتنة، والذي لعب في مركب 5 جويلية في شهر جويلية، وفي عز مونديال 90 الذي احتضنته إيطاليا، ما جعله يفقد الكثير من بريقه رغم طابعه الندّي والمثير.

وجد منشطا نهائي كأس الجمهورية نسخة 2019 صعوبات في الحفاظ على جاهزيتهما التنافسية، وفي الوقت الذي دخلت جميع الأندية في عطلة بانتهاء الموسم المنقضي، إلا أن لاعبي شباب بلوزداد وشبيبة بجاية لا يزالون على وقع التحضير لنهائي كأس الجمهورية الذي سيلعب على وقع الكثير من المتاعب والتحديات التي يراهن عليها أبناء العقيبة و”يما قورايا”، خاصة وأن القاسم المشترك بينهما هو الرغبة في التتويج، مادام الكثير يجمع على أن النهائي يلعب من أجل التتويج وليس من أجل الاستعراض الفني، وهو الأمر الذي يجعل المدربين عمراني وبوعكاز أمام تحديات بالجملة في هذا الجانب، بغية ضبط الخيارات الفنية التي تتماشى مع متطلبات هذا العرس الكروي، مع العمل على تجاوز مشكل نقص اللياقة التنافسية، بحكم أن كلا الفريقين أنهيا الموسم مع نهاية شهر ماي المنصرم، إلا أن حلاوة الكأس تجعل اللاعبين يعطون لها الأهمية بغية المراهنة على معانقتها والتتويج بها.

بكاء ماضوي وزرقان.. 7 تتويجات لمفتاح ولالماس هداف النهائيات

تحتفظ نهائيات كأس الجمهورية بالكثير من النوادر والطرائف التي صنعت الحدث، ولا تزال متداولة بين الجماهير واللاعبين القدامى، على غرار خرجة أنصار شبيبة القبائل في نهائي 1977، ومقاطعة لاعبي مولودية باتنة وبعدها عناصر مولودية الجزائر لحفل تسلم الميداليات، وغيرها من النوادر التي تبقى مرتبطة بمحطات كأس الجمهورية منذ الاستقلال.

وتشير الأرقام إلى أن اتحاد الجزائر قبل أول تتويج له بالكأس قد نشط 7 نهائيات خسرها كلها، 3 نهائيات أمام شباب بلكور في 69 و70 و78 ونهائيين أمام مولودية الجزائر في 71 و73، ونهائي أمام حمراء عنابة في 72، ونهائي أمام وفاق سطيف في 80، حيث حطم أبناء سوسطارة الرقم القياسي في عدد النهائيات بتنشيط 16 نهائي، حيث فازوا بـ 8 كؤوس رفقة وفاق سطيف ومولودية الجزائر، وكان آخر تتويج للاتحاد عام 2013 على حساب الجار مولودية الجزائر، فيما يعود التتويج الأول له إلى العام 1981 أمام جمعية وهران بنتيجة 2-1 من تسجيل قديورة وجبار، وهذا تحت قيادة المدرب الراحل بن فضة، أما اللاعب الأكثر تتويجا لحد الآن فهو من نصيب المدافع الأسبق لشبيبة القبائل واتحاد الجزائر مفتاح في 7 مناسبات كاملة، فيما توج المدرب مختار عريبي 3 مرات مع وفاق سطيف، وكذا المدرب أحمد أعراب مع شباب بلوزداد، في الوقت الذي يعد اللاعب الأسبق حسن لالماس هداف النهائيات بتوقيعه 6 أهداف في 3 نهائيات لعبها بألوان شباب بلوزداد (بلكور سابقا)، كما صنع الحراس السابق لمولودية الجزائر الحدث، حين وقع هدفا في نهائي 1973 بعد إقحامه في مكان زميله المهاجم دراوي، وساهم بذلك في تتويج فريقه في ذلك النهائي، في الوقت الذي انتهى نهائي كأس 2017 على وقع تتويج شباب بلوزداد وصاحبه بكاء مدربي وفاق سطيف خير الدين ماضوي ومليك زرقان اللذان أحسا بتضييع فرصة لا تعوض من أجل التتويج.

بومدين أزعجته عبارة “إيمازيغن” ولاعبو العميد و”البوبية” رفضوا تسلم الميداليات

يتذكر الكثير ما حدث في نهائي 1977 بين شبيبة القبائل ونصر حسين داي، حيث عادت الكلمة للشبيبة بهدفين مقابل واحد، إلا أن الشعارات التي رددها أنصار الشبيبة على وقع عبارة “إيمازيغن.. إيمازيغن” أزعجت الرئيس الراحل هواري بومدين، ما جعله يقرر بعدها تأميم الأندية، ويصدر قانون الإصلاح الرياضي الذي جعل الأندية تابعة للمؤسسات الاقتصادية الناشطة آنذاك، إضافة إلى تغيير اسم شبيبة القبائل إلى شبيبة إلكترونيك تيزي وزو.

في المقابل، سجل الرئيس الراحل محمد بوضياف حضوره في مناسبة واحدة، كان ذلك في نهائي جوان 1992 بين شبيبة القبائل وجمعية الشلف، حيث عادت الكلمة لأبناء جرجرة بهدف وحيد وقعه اللاعب حكيم أمعوش في مرمى بن سحنون، وبعد 4 أيام فقط اغتيل بوضياف أثناء لقاء عقده مع أعضاء المجتمع المدني في دار الثقافة بمدينة عنابة.

في المقابل، عرف نهائي كأس الجمهورية لعام 1990 خرجة غير منتظرة بعدما فضلت إدارة مولودية باتنة بقيادة عبد الحق بن بولعيد (ابن الشهيد مصطفى بن بولعيد) عدم صعود أبناء المدرب الراحل نسيم معمري إلى المنصة الشرفية لتسلم رئيس الميداليات من رئيس الحكومة آنذاك مولود حمروش الذي ناب عن رئيس الجمهورية الشاذلي بن جديد، احتجاجا على قرار “الفاف” بقيادة الراحل عمر كزال الذي حرم فريقهم حسب رأيهم من تأشيرة الصعود إلى القسم الوطني الأول بسبب طريقة علاجها لإحدى مباريات فريق وداد تلمسان التي كان يفترض حسبهم أن يخسر النقاط الثلاث بسبب اجتياح أنصاره أرضية الميدان قبل أن تتخذ قرارا معاكسا أثر على الترتيب العام، ما جعل أبناء الأوراس يكتفون حينها باحتلال المرتبة الثالثة وراء الثنائي الصاعد وداد تلمسان وشباب قسنطينة.

وتكرر سيناريو مقاطعة حفل تسلم الميداليات في نهائي 2013 مع لاعبي ومسيري مولودية الجزائر، حدث ذلك رغم مساعي وزير الشباب والرياضة الأسبق الدكتور تهمي، ما جعل رئيس الحكومة عبد المالك سلال يكتفي بتسليم الكأس والميداليات لعناصر ومسيري اتحاد الجزائر.

“الكراك” والمشرية والحمراء صنعوا الحدث في الكأس

وتحتفظ نهائيات منافسة كأس الجمهورية ببروز عدة فرق توصف بالصغيرة، حيث عرفت كيف ترفع التحدي وتصل إلى الدور النهائي، حيث سجلنا تألق11  فريقا من القسم الثاني نشط النهائي، ويتعلق الأمر باتحاد العاصمة سنوات 69 و73 و81، وشبيبة سكيكدة عام 1967 وحمراء عنابة في 1972، إضافة إلى وداد تلمسان سنة 1974 واتحاد الصحة في 1984 ومؤسسة بناء قسنطينة 1985 ومولودية باتنة 1989 إضافة إلى أولمبي الشلف عام 1992 وأولمبي المدية 1995، شباب بني ثور 2000 وشباب المشرية 2001، أما اتحاد سطيف فقد وصل إلى النهائي عام 2005 رغم أنه كان ينتمي إلى القسم الثالث.

بني ثور منح الكأس للجنوب وسيطرة واضحة للوفاق والاتحاد والمولودية

وإذا كانت نهائيات كأس الجمهورية التي لعبت منذ العام 1963 قد دشنها وفاق سطيف بأول لقب، فإن السيدة الكأس زارت منطقة الجنوب مرة واحدة، كان ذلك عام 2000 بعد تتويج شباب بني بثور على حساب وداد تلمسان بهدفين مقابل واحد، وهو حدث تاريخي بالنظر إلى الغياب الواضح لأندية الجنوب الكبير عن نهائيات هذه المنافسة، فيما ظفرت أندية العاصمة بحصة الأسد من ألقاب السيدة الكأس (27 مرة) يتقدمهم اتحاد الجزائر والجار مولودية الجزائر بـ 8 كؤوس، وشباب بلوزداد بـ 7 كؤوس، واتحاد الحراش بتتويجين، إضافة إلى نصر حسين داي واتحاد بناء الجزائر بلقب واحد لكل منهما، فيما حطت السيدة الكأس الرحال بمنطقة الشرق الجزائري 11 مرة بفضل وفاق سطيف (8 مرات) وشبيبة بجاية في 2008 والجار شبيبة بجاية العام المنصرم، وقبل ذلك حمراء عنابة عام 1972، أما فرق الغرب فقد كان لها شرف التتويج بها في 8 مناسبات، وكان ذلك بفضل مولودية وهران في 4 نهائيات آخرها عام 1996 إضافة إلى وداد تلمسان (مرتان) وفريقي مولودية سعيدة واتحاد بلعباس.

أرقام وحقائق من نهائيات السيدة الكأس

– صنع حارس مولودية الجزائر كاوة الحدث حين سجل هدفا في نهائي 1973 ضد اتحاد الجزائر، وساهم بذلك في تتويج المولودية على وقع 4 أهداف مقابل هدفين، حدث ذلك بعد أن تم إقحامه كلاعب في مكان زميله دراوي.

– يعد اتحاد الحراش الفريق الوحيد الذي أحرز كأس الجمهورية وهو ينشط في القسم الثاني، كان ذلك أمام وداد تلمسان في نهائي 1974.

– 3 نهائيات أعيد إجراؤها، وهي نهائي 1963 بين وفاق سطيف وترجي مستغانم، ونهائيي 69 و70 بين شباب بلوزداد واتحاد الجزائر.

– 6 نهائيات انتهت على وقع ركلات الترجيح، ويتعلق الأمر بنهائيي شباب بلوزداد- اتحاد العاصمة سنتي 1978 و1988، إلى جانب نهائي اتحاد العاصمة شبيبة القبائل سنة.2004 ونهائي 2008 بين شبيبة بجاية ووداد تلمسان، وعام 2009 بين شباب بلوزداد وأهلي البرج، ونهائي 2014 بين مولودية الجزائر وشبيبة القبائل.

– 8 ملاعب استضافت نهائي كأس الجمهورية، ويتعلق الأمر بملعب 20 أوت إلى جانب مركب 5 جويلية، وملاعب بلعباس وباتنة ووهران وعنابة والبليدة، علما أن أول ملعب احتضن نهائي كأس الجمهورية هو ملعب 20 أوت بالعناصر، كان ذلك بين وفاق سطيف وترجي مستغانم.

– شهدت المباراة النّهائية المعادة عام 1969 بين شباب بلوزداد واتحاد العاصمة تحطيم رقم قياسي يتمثل في توقيع 8 أهداف كاملة.

– يعد حارس مولودية وهران سبع بشير أكبر حارس مرمى يلعب مباراة نهائية، كان ذلك في نهائي 1985 أمام فريق مؤسسات قسنطينة، حيث تعدّى حينها سنّه الأربعين، وفي ذات النهائي شارك لاعب مولودية وهرانم مشري بشير وهمره لم يتعد 17 سنة.

– توج يحيى شريف بثالث كأس للجزائر مع ثلاثة فرق مختلفة، وهي مع شبيبة القبائل ومولودية الجزائر وشباب بلوزداد.

– جرت النهائيات التسعة الأولى فوق أرضية كلسية، فيما لعبت أول نهائي على العشب الاصطناعي سنة 1972 بملعب 5 جويلية، أما أول مباراة نهائية لعبت على العشب الطبيعي فكانت عام 1981 بملعب 28 فيفري بسيدي بلعباس.

– أدار الحكم الراحل خليفي أحمد أول نهائي كأس الجمهورية بمساعدة بن قنيف وشكايمي.

– سلم الوزير الراحل رابح بيطاط أول كأس للجمهورية، كان ذلك لقائد وفاق سطيف الهادي بن محمود في نهائي 1963، وذلك في غياب رئيس الجمهورية أحمد بن بلة.

– يعد المهاجم حسن لالماس هداف كأس الجمهورية برصيد 7 أهداف، حيث وقع ثنائية في ثلاثة نهائيات.

– أول مدرب أجنبي نشط نهائي كأس الجمهورية هو مدرب ترجي مستغانم افوستان في نهائي 1963.

– أول أشقاء نشطوا نهائي الكأس هم الإخوة الثلاثة بولكفول الثلاثة من وفاق سطيف، في نهائي 1963 أمام ترجي مستغانم، أما أوّل لاعب ومدرّب في آن واحد خاض مباراة نهائية هو مدرّب ترجي مستغانم ولد الباي الذي كان مساعدا للمدرّب الفرنسي أغوستين.

– شهد نهائي 2000 تتويج أول فريق من الجنوب الكبير، ويتعلق الأمر بشباب بني ثور على حساب وداد تلمسان بهدفين مقابل واحد.

– يعد فريق مؤسسات بناء قسنطينة أصغر فريق ينشط نهائي كأس الجمهورية، وذلك في نهائي 1985 أمام مولودية وهران، حيث تفوق “الكراك” في نصف النهائي أمام غالي معسكر، وخسر النهائي ضد مولودية وهران بثنائية نظيفة.

– هناك سنتان لم تشهدا تنشيط نهائي كأس الجمهورية، ويتعلق الأمر بالعام 1989، حيث تم تأجيل النهائي إلى العام الموالي ونشطه وفاق سطيف ضد مولودية باتنة، وكذا عام 1993 بسبب الظروف الأمنية الصعبة التي شهدتها البلاد.

– أول وآخر كأس سلمها الرئيس الراحل محمد بوضياف كانت عام 1992، خلال النهائي الذي جمع شبيبة القبائل وجمعية الشلف، حيث تم اغتياله بعد أيام قليلة من ذلك خلال الزيارة التي قادته إلى ولاية عنابة، أما آخر كأس سلمها بومدين فكانت في نهائي 1978 وفاز بها شباب بلوزداد.

– أكثر الأندية تتويجا هي وفاق سطيف واتحاد الجزائر ومولودية الجزائر بـ 8 تتويجات، ثم شبيبة القبائل بـ 5 تتويجات، ومولودية وهران في 4 مناسبات، فيما توج اتحاد الحراش ووداد تلمسان بكأسين.

الأندية المتوّجة بكأس الجمهورية
8 تتويجات:

– وفاق سطيف: 1963، 1964، 1967، 1968، 1980، 1989، 2010، 2012.

– إتحاد الجزائر: 1981، 1988، 1997، 1999، 2001، 2003، 2004، 2013.

– مولودية الجزائر: 1971، 1973، 1976، 1983، 2006، 2007، 2014، 2016.

7 تتويجات:

شباب بلوزداد: 1966، 1969، 1970، 1978، 1995، 2009، 2017.

5 تتويجات:

شبيبة القبائل: 1977، 1986، 1992، 1994، 2011.

4 تتويجات:

مولودية وهران: 1975،1984، 1985، 1996.

تتويجان:

اتحاد الحرّاش: (1974، 1987) – وداد تلمسان: (2002، 1998)- إتحاد بلعباس (1991، 2018).

تتويج واحد:

مولودية سعيدة (1965)، حمراء عنابة (1972)، نصر حسين داي (1979)، ديناميكية الجزائر (1982)، اتحاد بلعباس (1991)، شباب بني ثور (2000)، جمعية الشلف (2005)، شبيبة بجاية (2008)، مولودية بجاية (2015).