الجزائر
توقع تراجع الإنتاج المحلي للسمك إلى 50 ألف طن سنويا..

بلوط: تلوث الشواطئ الجزائرية يهدد بكارثة بيئية.. وعلى الحكومة التدخل

وهيبة سليماني
  • 458
  • 1
ح.م

دقت اللجنة الوطنية للصيد البحري، ناقوس الخطر حول تلوث السواحل الجزائرية، داعية الحكومة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة من شانها الحد من بعض التصرفات والنشاطات التي قد تؤدي إلى كارثة بيئية، حيث توقعت ذات اللجنة انعدام الحياة البحرية على سواحل 14 ولاية بعد 50 سنة من الآن.

وقال رئيس اللجنة الوطنية للصيد البحري، حسين بلوط، إن الإنتاج المحلي للسمك سيتراجع في غضون السنتين القادمتين، إلى 50 ألف طن سنويا، وهو حاليا 72 الف طن سنويا بعد أن كان في سنوات الثمانينيات 380 ألف طن سنويا، مشيرا أن لجنته دقت ناقوس الخطر للمرة العشرين حول تلوث السواحل الجزائرية، موضحا أن انقراض القنفذ البحري مؤشر واضح على الكارثة البيئة التي تحدق بالشريط الساحلي الذي يبلغ طوله 1284كيلومتر، لأن هذا الكائن يتميز بحساسيته لتعفن مياه البحر.

ودعا بلوط وزارة الصيد البحري التدخل لمنع الصيادين الذين يستعملون شبكة صيد محرمة من طرف اتفاقية برشلونة التي أمضت عليها الجزائر وتمنع أن تتعدى مقاييس الشبكة ألفين و500 متر على 40 مترا عرضا، في حين حسب بلوط، يصل طول شبكات صيد الأسماك على السواحل الجزائرية، إلى 10 آلاف متر وهي غير مرئية.

وأكد حسين بلوط أن اللجنة الوطنية للصيد البحري، طالبت من خلال عدة تقارير أرسلت للحكومة، بمحطات تصفية مياه أكثر من 57 واديا عبر 14 ولاية يصب في البحر، ولم يأخذ الأمر حسبه، بعين الاعتبار، رغم بلوغ مستوى التلوث مداه في عدد من الشواطئ، حيث أصبحت النفايات الصلبة والسائلة الخطيرة بارزة للعيان.

وحذر بلوط من نفايات وادي الحراش، الذي طوله 75 كيلومترا وتصب فيه 800 منطقة صناعية، ووادي سيبوس بعنابة الذي يضمن كمية من رماد مصنع الحجار، كما أكد أن مصنع الإسمنت برايس حميدو بالعاصمة، تسبب في تشكيل قشرة صلبة أشبه بسطح بناية تحت مياه الشاطئ، وهو خطر بيئي لا بد أن يلتفت إليه، مضيفا أن مصنع “تونيك” ببومرداس خلف تلوثا حول مياه أحد الشواطئ بالمنطقة إلى لون أصفر.

وفي سكيكدة، وحسب تقرير اللجنة الوطنية للصيد البحري، فإن مصنع سوناطراك، الذي تصب نفاياته في وادي الصفصاف، يهدد بكارثة بحرية بالولاية، وأن كلا من شاطئي 1 و2 في ذات الولاية، يشهدان حالة تلوث لا تطاق.

وجاء في تقرير ذات اللجنة، أن تزايد النفايات العمرانية في الشواطئ وتكاثر العجلات المطاطية وبطريات المركبات بمختلف أنواعها، وتدفق السوائل الكيميائية والبروكميائية، ومختلف السوائل والزيوت، والتي تسبب في تواجدها 120 باخرة تجارية تمر بالسواحل الجزائرية، سيجعل الثروة السمكية تكاد تكون منقرضة مع مرور 50 سنة، في حال عدم اتخاذ خطوات من شأنها تدارك الوضع البيئي لحوض البحر الأبيض المتوسط.

مقالات ذات صلة