بهدلتنا في الدار البيضاء!
عندما تترك الجوية الجزائرية 260 جزائري عائدين إلى بلدهم، عالقين بمطار الدار البيضاء 3 أيام بلياليها وأيامها، بأطفالهم الرضع وشيوخهم الركع، وبدون أي رد أو اعتبار من المديرية العامة بالجزائر، رغم توسلات إدارة الجوية بالمطار، والمدير الجهوي للجوية بالدار البيضاء، لا نعرف بالضبط كيف يمكن لشركة وطنية أن تفرض نفسها منافسا لنفسها، فما بالك لغيرها؟
ثلاثة أيام من الانتظار، الذي انتهى في الأخير إلى تنظيم احتجاج تصعيدي، كان سيفضي إلى تحطيم ممتلكات الشركة في الدار البيضاء، وهذا بعد إنذار من الركاب العالقين بتصعيد الاحتجاج بأن منعوا أية رحلة أخرى، وأغلقوا مكتب التسجيلات قبل أن تحل مشكلتهم وإن اقتضى الأمر رفع درجة الاحتجاج ليصل الأمر إلى رفع شعارات مناوئة للنظام ككل، الذي لم يتمكن من تحريك كرسي المديرية العامة للتكفل بترحيل المواطنين العالقين نتيجة “الإضراب الفجائي يوم الاثنين الماضي لـ“قهاوجية الجوية” من خلال فقط مراسلات “بالأس أم أس“، بغرض رفع أجورهم من 12 مليونا و750 أورو شهريا إلى ما فوق ألف أورو وتخفيض حجم ساعات العمل! حسب أحد موظفي الشركة (هذا الأمر يخص العمال والشركة، لكن أن ينعكس هذا على الزبائن والمواطن، فالكل سواء: كالقهواجي كالمدير العام!)
انتهى الكابوس في حدود صبيحة الجمعة 3 أبريل عندما وصلت طائرتان إلى مطار وهران وقد نقلت 260 راكب محجوز في الدار البيضاء، وتنفس الناس “الصعدة“، وهم يصعدون ولا يصدقون أنهم سيعودون! ولولا تدخل القنصل الجزائري ونائبه وسلطات المطار المغربية، وخاصة الاحتجاجات باللافتات ومنع الشركة من العمل، لما كانت الإدارة العامة لترسل الطائرتين في آخر المطاف.
يقول القنصل إن المدير العام لا يرد حتى على الهاتف، وأنه اضطر إلى الاتصال بوزارة الخارجية التي اتصلت بالسفير الذي اتصل بالوزير الذي اتصل بالمدير لكي يحل الأمر بعد أيام من العذاب بين المطار وفندق محجوز من الجوية بـ2 ملايير سنتيم الأكل فيه زفت.
كان الأجدر أن تدفع الشركة للشركة المغربية للطيران التي قبلت ترحيلهم مقابل 7500 أورو للساعة (22 ألف أورو للرحلة، حل رفضته المديرية العامة بالجزائر وفضلت أن تدفع أضعافا مضاعفة للفندق المغربي على أن تحجز طائرة مغربية! أية شركة وطنية هذه التي تتحدث عن المنافسة، وهي لا تنافس حتى مؤسسة “كاميونات” بأقل من 37 طائرة كأسطول (باركوا لنا، لقد اشترى لكم بولطيف طائرة جديدة..عندنا 38!.. يو يو يويو..!)
عندما أفقت بعد أن نمت ربع ساعة، وجدت نفسي مديرا عاما للجوية برتبة “ستيوارت“، تركت مهنة الإدارة ورحت أشتغل نادلا في الطائرة لما فيها من ربح وفائدة بعد الإضراب الذي ضرب مصالح الزبائن والمواطن!..ولا حول ولا قوة إلا بالله!