الجزائر
عين مكانه اللواء المتقاعد عثمان طرطاڨ

بوتفليقة ينهي مهام قائد المخابرات الفريق “توفيق”

الشروق أونلاين
  • 91615
  • 0
ح. م

أنهى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الأحد، مهام قائد جهاز المخابرات، الفريق محمد مدين الملقب بـ”توفيق”، حسبما أورده مصدر أمني لقناة “الشروق نيوز”.

وجاء في برقية لوكالة الأنباء الجزائرية بأن الرئيس بوتفليقة عيّن عثمان طرطاق رئيسا جديدا لقسم الاستخبارات والأمن، خلفا لمحمد مدين المحال على التقاعد. 

وجاء في البيان أنه “بموجب أحكام المادتين 77 (الفقرتين 1 و8) و78 (الفقرة 2) من الدستور، أنهى رئيس الجمهورية وزير الدفاع الوطني السيد عبد العزيز بوتفليقة، اليوم، مهام رئيس قسم الاستخبارات والأمن الفريق محمد مدين، الذي أحيل على التقاعد”. 

وكان عثمان طرطاق، وهو لواء متقاعد، يشغل، إلى هذا اليوم، منصب مستشار لدى رئيس الجمهورية وسبق أن تقلد مسؤوليات عليا بمصالح الاستخبارات والأمن.

ويبلغ الفريق توفيق 76 عاما، عُيّن على رأس المخابرات في 1990، وبقي في منصبه منذ ذلك الحين (25 عاما) إلى أن أنهيت مهامه.

ووُصف الفريق توفيق بـ”الرجل الغامض”، ولا يتداول الإعلام صورا كثيرة له غير صورة أو صورتين، حيث لا يظهر أبدا أمام الإعلام ولم يدل بأي تصريح منذ تداول اسمه قائدا للمخابرات.

تقول السيرة الذاتية للفريق توفيق في موقع “ويكيبيديا”، بأن اسمه الكامل “محمد لمين مدين ولد سنة 1939 في قنزات بولاية سطيف، وهو رجل عسكري غامض ولا يعرف عنه إلا القليل جدا”.

وأسدى الرئيس بوتفليقة وسام الشجاعة للفريق “التوفيق” في الخامس جويلية الفارط، عقب إشاعات إعلامية بوجود عدم توافق بين الرجلين منذ فترة، ما اعتُبر ردّا من بوتفليقة على ما أشيع.

ويواصل تعريف “ويكبيديا” أن توفيق قضى طفولته في حي بولوغين الشعبي في الجزائر العاصمة وانضم إلى صفوف جيش التحرير الوطني بعد إضراب الطلبة سنة 1957 والتحق بصفوف وزارة المخابرات والتسليح برئاسة عبد الحفيظ بوالصوف رفقة (يزيد زرهوني – قاصدي مرباح – مسعود زقار – دحو ولد قابلية والقائمة طويلة ) وكان يلقب بـ”سي توفيق”.

انتقل بعدها إلى الولاية الثانية (اتلشمال القسنطيني)، وكانت مهمته تسهيل إدخال السلاح عبر الحدود الشرقية الجزائرية.

بعد الاستقلال دخل مدرسة المخابرات الروسية (دفعة السجاد الأحمر) بموسكو الاتحاد السوفييتي، حيث تلقى تكوينا عسكريا مختصا في مجال الاستخبارات، ثم عمل مسؤولا عن الأمن العسكري بمديرية وهران مع العقيد الشاذلي بن جديد مسؤول الناحية العسكرية الثانية وهناك تعرف على الراحل العربي بلخير، وفي سنة 1980 عينه الرئيس الشاذلي بن جديد قائدا عن المعهد العسكري للهندسة ثم عين مديرا للمديرية الوطنية لأمن الجيش (لأمن العسكري) قضى فيها ست سنوات وفي 1986 عين قائدا للأمن الرئاسي.

 

وعين ملحقا عسكريا بسفارة الجزائر في طرابلس بليبيا العام 1987، وبعدها بعام واحد انفجرت الأوضاع الاجتماعية والسياسية بالجزائر (أكتوبر 1988) ما دفع الرئيس الشاذلي بن جديد إلى إحالة مدير الأمن العسكري لكحل عياط ومدير الوقاية والأمن (محمد بتشين) إلى التقاعد مع إعادة هيكلة الأجهزة الخاصة وإنشاء دائرة الاستعلام والأمن وأوكل مهام رئاسة هذا الجهاز إلى محمد مدين ورقي إلى رتبة عميد (جنرال).

في الخامس جويلية الفارط أسدى الرئيس بوتفليقة “وسام الشجاعة” للفريق توفيق، ما اعتبره مراقبون ردّا من الرئيس على إشاعة تداولها الإعلام والشارع تقول بوجود عدم توافق بين الرجلين منذ فترة طويلة.

رقّى الرئيس بوتفليقة، توفيق من رتبة لواء إلى رتبة فريق في جيويلية 2006، وفي الخامس جويلية 2015 رقّى اللواء أحمد بوسطيلة قائد الدرك الوطني إلى الرتبة نفسها وسرعان ما أحاله على التقاعد وعيّن مكانه اللواء مناد وكذلك الأمر بالنسبة لقائد الناحية العسكرية الخامسة اللواء بن علي بن علي، الذي رُقي إلى رتبة فريق قائدا للحرس الجمهوري خلفا للواء أحمد مولاي ملياني.

بقيت العلاقة بين الرئيس بوتفليقة وقائد المخابرات غير واضحة المعالم، بين من يتحدّث عن عداء بين الرجلين، حيث يقول كثيرون إن توفيق عارض مجيء بوتفليقة في 1999، وبين من يقول إن الرجلين ينسّقان معا لخدمة الجزائر، وبقيت الأمور على هذا الحال إلى أن أدلى الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني بتصريحات قبل أكثر من سنة لموقع “كل شيء عن الجزائر، هاجم فيها الفريق “توفيق” وطالبه بالعودة إلى بيته، وهي تصريحات قوية جدا في حق “الرجل الأقوى في الجزائر”، وهو ما اعتبره مراقبون “ضربة” ما كانت لتكون لولا ضوء أخضر من بوتفليقة لسعداني.

باشر بوتفليقة ما سُمي “إصلاحات” في جهاز المخابرات، حيث جرّد الجهاز من “صلاحيات” عديدة كان يحوزها، من بينها صفة الضبطية القضائية، وتمثلت آخر الإجراءات التي اتخذها الرئيس تجاه الجهاز في نقل جهاز حماية الرئيس من سلطة المخابرات إلى سلطة الحرس الجمهوري كما حلَّ قوات التدخّل السريع (الجيس) التابعة للجهاز وذوّبها في الوحدات القتالية التابعة لوزارة الدفاع الوطني، واعتبر مراقبون هذه الإجراءات “حربا” من بوتفليقة على توفيق.

مقالات ذات صلة