-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بورصة‮ ‬الشائعات‮‬

الشروق أونلاين
  • 2756
  • 0
بورصة‮ ‬الشائعات‮‬

بورصة الشائعات !ــــــــــــــــــــــــــــــــــــيتغذى المجتمع من الإشاعة أكثر من الخبر الصحيح، ليس في ذلك أي جديد أو اكتشاف عظيم، لكن أن تزداد الإشاعات في هذا الظرف المشحون بكل شيءوتصبح الإشاعة سيّدة الموقف في كل مسائل الجزائريين الهامة من اختطاف الأطفال إلى الزيادة في الأجور وصولا إلى تعديل الدستور، يعدّ‮ ‬ذلك‮ ‬كله‮ ‬بمثابة‮ ‬المؤشرات‮ ‬التمهيدية‮ ‬لما‮ ‬كان‮ ‬يتعارف‮ ‬عليه‮ ‬الجزائريون‮ ‬منذ‮ ‬سنوات‮ (‬بالتخلاط‮ ‬والتخياط‮)‬،‮ ‬وبأننا‮ ‬مقبلون‮ ‬على‮ ‬ربيع‮ ‬سياسي‮ ‬ساخن‮ ‬يستبق‮ ‬صيفا‮ ‬أكثر‮ ‬سخونة‮ ‬هذا‮ ‬العام‮!‬لكن هذه الحرارة السياسية المتوقعة تقابلها برودة من طرف النخب التي همّشت نفسها عن النقاش الحقيقي بخصوص كل تلك المسائل المذكورة وغيرها، كما لعب “السيستام” دورا محوريا في اختيار نخبه المتمثلة في مجتمع مدني هزيل لا تحسن قياداته إلا فبركة بيانات المساندة، وترديد‮ ‬العبارات‮ ‬نفسها‮ ‬لإثبات‮ ‬الولاء‮ ‬والطاعة،‮ ‬حتى‮ ‬أن‮ ‬بعضهم‮ ‬حافظ‮ ‬على‮ ‬ديباجة‮ ‬واحدة‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬الفترات‮ ‬وغيّر‮ ‬الأسماء‮ ‬فقط‮ ‬وفقا‮ ‬لإستراتيجية‮ ‬المساندة‮ ‬تحت‮ ‬الطلب‮!‬إن محاولة البعض البدء من الآن في تصنيف الجزائريين إلى مساندين ورافضين لهذا الموقف أو ذاك، يشبه تماما سعي البعض الآخر إلى إثارة الجدل حول الأحكام الواجب تطبيقها على مختطفي الأطفال، إن كانت إعداما أو حبسا لسنوات دون الخوض في مسألة جنوح الأحداث ولا غياب الرقابة‮ ‬على‮ ‬هؤلاء‮ ‬الأطفال‮ “‬القابلين‮ ‬للاختطاف‮”!‬

ليس من اللائق سياسيا ولا ديمقراطيا الخوض من الآن في النتائج دون البحث في المقدمات، كما أنه ليس من اللائق تماما القول إنه (لا فرق بين جزائري وجزائري آخر إلا بالموافقة أو بالاعتراض على هذا الموقف أو ذاك)، ذلك أن مسائل أخرى، تبدو على نفس القدر من الأهمية، وتحظى بإجماع كلي، مثل الزيادة في الأجور ورفع القدرة الشرائية للمواطن، لم نجد لها حلاّ بعد، يعكس حالة الإجماع حولها، وكأننا مغرمون بمناقشة ما نختلف عليه والقفز فوق ما نجتمع حوله، وتلك هي المعضلة الأساسية وبيت الداء، كما يقولون!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!