-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"الشروق" تكشف الوجه الآخر للرئيس المغتال

بوضياف لم يكن شيوعيا وعلاقته بسعيد سعدي إشاعة كاذبة

الشروق أونلاين
  • 12606
  • 0
بوضياف لم يكن شيوعيا وعلاقته بسعيد سعدي إشاعة كاذبة
عيسى بوضياف في مقر الشروق - وعيسى كشيدة في الصورة الصغيرة

يمر اليوم 17 عاما على رحيل الرئيس المغتال محمد بوضياف.. وليس المجال هنا للبحث في مصير قاتله ولا حتى عن أسباب الجريمة، سنكتفي فقط بتسليط الضوء على بعض نقاط الظل العالقة في مساريه النضال والسياسي.

  •  ولأجل ذلك استضافت “الشروق” شقيقه عيسى بوضياف الذي تلقى نبأ الاغتيال بمصلحة الضرائب في شارع “شاراس”، وسط العاصمة، ورفيق دربه المجاهد عيسى كشيدة، الذي اختاره من بين مقربيه في الثورة ليكون مستشاره الخاص، والذي كشف بأن “سي الطيب رفض في البداية العودة إلى الجزائر واشترط لذلك أن يشاركه في الحكم أناس يعرفهم لأنه لم يكن يثق في المجموعة الباقية بعد استقالة الرئيس الشاذلي بن جديد”.
  • مستشاره عيسى كشيدة يكشف:
  • “بوضياف لم يكن يثق في المجموعة الباقية بعد استقالة الرئيس الشاذلي”
  • عبّر عيسى بوضياف، شقيق الرئيس الراحل محمد بوضياف، عن اعتزازه بالمنزلة التي حظي بها شقيقه في قلوب الشباب من الجيل الجديد بعد حادثة اغتياله، ونفى رفض العائلة دخوله إلى الجزائر بداية التسعينيات.
  •  وأضاف رفيق دربه ومستشاره المجاهد عيسى كشيدة، في حوار لـ”الشروق”، بأن “سي الطيب رفض في البداية العودة إلى الجزائر واشترط لذلك أن يشاركه في الحكم أناس يعرفهم لأنه لم يكن يثق في المجموعة الباقية بعد استقالة الرئيس الشاذلي بن جديد”.
  • كشف عيسى كشيدة، مستشار الرئيس الراحل محمد بوضياف، بأن هذا الأخير اشترط لرجوعه إلى الجزائر أن يعود الجيش إلى الثكنات”لأن مهمة الجيش بالنسبة إليه انتهت بمجرد تحرّر الجزائر ولم يبق له أي دور يؤديه”.
  • واتهم رفيق الرئيس الراحل المسؤولين على الولايات التاريخية الست بكونهم “لم يكونوا على قدر من العلم والثقافة ومعرفة الطرق الدبلوماسية، لذا لم يكن بوضياف يعوّل عليهم كثيرا في مسعاه للوصول إلى حل الأزمة التي كانت تعيشها الجزائر والتي قرر العودة من المغرب لمواجهتها”.
  • وعلى الرغم من أن بوضياف كان قد اشترط دخول الجيش إلى الثكنات بمجرد عودته لكنه لم يكن يخفي إعجابه بالجيش الوطني الشعبي لأنه مشكل من خريجي الجامعات”.
  • أما، السيد عيسى بوضياف، شقيق الرئيس الراحل، فتوّجه بالشكر إلى “من أعادوا سي الطيب إلى الجزائر”، فهو يرى بأن”الذين اغتالوا محمد بوضياف خدموه من حيث لم يعلموا بأن سمحوا للجيل الجديد أن يكتشفه ويتعرّف أكثر على مناقبه ونصاعة تاريخه الثوري”.
  • وذكر عيسى بوضياف بأن “العائلة لم تكن ترفض عودة سي الطيب إلى الجزائر، بل إن الأمر كان متعلقا بقراره الشخصي، وهولم يكن ليتأخر عن نداء الوطن في وقت العسرة مثلما لم يتأخر عنه وهوتحت وطأة الاستعمار”.قبل أن يضيف “هناك من عاتبنا بعد اغتياله وقالوا لنا: “لما تركتموه يعود إلى الجزائر وهي في هذه المرحلة الحرجة”.
  • كيف علم عيسى بوضياف باغتيال شقيقه؟
  • روى شقيق الرئيس الراحل محمد بوضياف بأنه “لما توفي أخي في التاسع والعشرين من جوان1991 كنت في شارع “شاراس” لدى مصلحة الضرائب، حينها كان الناس قد علموا بالاغتيال إلا أن أحدا لم يتجرأ على إخباري، إلى أن دخلت البيت في الواحدة زوالا، وصدمت بالعشرات من الجزائريين مصطفين لتأدية واجب العزاء”. ثم أضاف “في اليوم الموالي تنقلت إلى مستشفى عين النعجة العسكري، لزيارة سي الطيب، ولما رأيت جثته بدا لي مبتسما، وبقدر ما كنت حزينا على اغتياله بقدر ما كنت سعيدا باستشهاده”.
  • وعن المتسّبب في جريمة الاغتيال لم ينف عيسى بوضياف وجود مؤامرة عندما أوضح بأن “بومعراف بالنسبة لي لا يعدوأن يكون مجرد واجهة يتخفى وراءها أشخاص آخرون”. ليضيف “لو أن بومعراف أقدم وحده على الاغتيال لاعتبرته جسورا، لكنه نجح في الانسحاب بسلام من مسرح الجريمة وسار نحو20 دقيقة قبل أن يصل إلى محافظة الشرطة لمدينة عنابة ويسلم نفسه دون أن تلحقه رصاصة أي حرس من حراس الرئيس!”.
  • كلّف عيسى كشيدة بمتابعة ملف الإسلاميين
  • “بوضياف احترم قادة الفيس وسعى للتحاور معهم”
  • عرف بوضياف لدى قدومه إلى الجزائر أن الفيس كان حزبا قويا استخدم نفس أسلوب الأفلان وكذا المنظمة السرية، وبأنه امتد في الفراغ الذي تركته جبهة التحرير الوطني، وفي هذا يقول عيسى كشيدة “كلفني محمد بوضياف بمتابعة ملف الإسلاميين، ونصحني بالبحث عن السبل المثلى للتحاور معهم وإقناعهم بالابتعاد عن لغة العنف وأسلوب استخدام السلاح، وقد أبدى بوضياف استعداده للتحاور على الرغم من أن جهات كثيرة كانت تسعى بشتى الطرق لإقناعه بعدم جدوى الحوار مع تلك الجماعات”.
  • وروى كشيدة بأنه اقترح على بوضياف الاتصال بالشيخ سحنون، رحمه الله، ومحاولة إقناعه بالتوسط لدى قيادات الفيس “لكن هذا الأخير تردد، قبل أن يتطوّع أخوين كانا في الجبهة للاتصال بأتباع الحزب المحلي في المعتقلات، وهوالذي حدث فعلا، وقد توّج مسعاهم بتراجع الكثير من المناضلين”.
  • كانت تحمل أسماء من الوزن الثقيل
  • “بوضياف أرسل محققين إلى الخارج للبحث في 400 ملف فساد”
  • كشف عيسى كشيدة، وهوالذي كان من أقرب المقربين إلى الرئيس المغتال، بأن “كثيرين استاءوا من دعوة بوضياف للمتوّرطين في تحويل أموال الدولة إلى إعادة جزء من المبالغ المختلسة واستثمارها في الجزائر مقابل عدم إحالتهم على العدالة”.
  • وذكر محدثنا بأن “هذا الرئيس كان يهدف من وراء هذا القرار إلى تخفيض مديونية الجزائر الخارجية التي بلغت حينها 26 مليار دولار، وأرسل وقتها محققين إلى الخارج للبحث في أزيد من 400 ملف فساد تحمل أسماء من الوزن الثقيل”.
  • وأضاف كشيدة بأن خطاب الرئيس حينها كان مرعبا للكثيرين خاصة عندما صرّح بأنه لا يريد الذوبان في ملذات الحكم، وبأنه بدأ رحلته نحو تصفية الفساد.
  • كشيدة كان يصلي معه في المسجد وينفي علاقته بسعيد سعدي
  • “أرادوا تعميق الهوة بينه وبين الإسلاميين فروّجوا إلى أنه شيوعي”
  • نفى عيسى كشيدة أي علاقة بين الرئيس الراحل بوضياف ورئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، السعيد سعدي، مؤكدا على أن “سعدي ابتدع الكثير من الإشاعات كتلك المتعلقة بقرب تعيينه رئيسا للحكومة من طرف محمد بوضياف، وكان الهدف من وراء ذلك إلصاق تهمة الشيوعية به”.
  • وذكر كشيدة بأن السعيد سعدي روّج لفكرة انتماء الرئيس إلى التيار الماركسي وبأنه كان شيوعيا، وذلك بدافع من بعض الجهات كانت تستهدف إلى تعميق الهوة بينه وبين الجماعات الإسلامية وكذا لتشويه صورة الرجل أمام الشعب الجزائري.
  • وأخبر رفيق درب الراحل بأنه كان يرافقه لتأدية الصلوات في المساجد، وبأنه لم يكن في يوم من الأيام معاديا للإسلام، وبأن جهات أقدمت على تعليق منشورات عبر المساجد تتهم الرجل باللائكية ومعاداة الثوابت.
  • عائلة الفقيد ظلّت تحت المراقبة إلى وقت قريب
  • ذكر شقيق الرئيس المغتال بأنه بقي يتعامل مع السلطة بحذر، فيما يشبه لعبة القط والفأر، إلى غاية السنوات القليلة الأخيرة، حيث لم يعد الأمن يراقب تحركاته وسكناته. كما قال بأن الوضع نفسه عاشه كل أفراد عائلة بوضياف.
  • الوجه الآخر لمحمد بوضياف
  • * كان ينبذ التبذير حتى أنه كان يتتبع المصابيح المضاءة دون لزمة ليطفئها، وبقي على هذه الحال عندما التحق بمقر إقامته في رئاسة الجمهورية.
  • * كان يتميز بتواضع مثالي”لم أر نزاهة مثل التي رأيتها فيه”، يقول عيسى كشيدة.
  • * شهد أستاذ تاريخ مغربي بأنه كان يسمع القصة الواحدة من بوضياف يرويها عدة مرات دون أن يزيد فيها أوينقص.
  • * كان بوضياف مقتنعا تماما بمقولة محمد الصديق بن يحيى “ثورتنا عبارة عن فيل برأس إبرة”.
  • * قال مرة “ظننت نفسي شجاعا لكنني لما عايشت الشهيد ديدوش مراد في الثورة وجدته أشجع مني”.
  • * لم يكن يجد حرجا في تقديم الأطباق لأصدقائه حتى وهو رئيسا للدولة من شدة تواضعه.
  • * يكشف عيسى كشيدة بأنه فتح موضوع الحرس الخاص مع الرئيس محمد بوضياف الذي قال”ثقتي كبيرة في سي خالد نزار وفي الجيش الذي دعاني إلى العودة، ثم ماذا تريدونني أن أفعل، هل أستورد حرسا من الخارج؟”.
  • * فيما يتعلق بملف الصحراء الغربية كان بوضياف يقول”لما كنت في المعارضة كان لدي موقف خاص بي ولما جئت على رأس الحكم كل الاتفاقيات نزعتها”.
  • * عكس ما روّج حول سي الطيب فإن علاقاته مع القصر الملكي في المغرب لم تكن وطيدة “بل إنه لم يكن يعرف مكان تواجد ذاك القصر”، يقول شقيقه عيسى.
  •  
  • فيلم بن بولعيد شوّه سمعة محمد بوضياف
  • بقلم: عيسى بوضياف(*)
  • بمناسبة الاحتفال بالذكرى السابعة عشرة لاغتيال المجاهد محمد بوضياف يوم 29 جوان 1992، أترحم على كل المجاهدين الذي ضحوا بأنفسهم لتحرير الجزائر من نير الاستعمار الذي دام أكثر من قرن، لم يتردد محمد بوضياف لحظة واحدة في الاستجابة لنداء الأمة بعد منفى في المغرب دام 28 سنة وفاء للمنهج الذي سطره حب التضحية أثناء المقاومة.
  • كان الهدف من هذا الرجوع إنقاذ الجزائر التي دخلت في أزمة متعددة الأشكال لا تطير لها، تحمل بوضياف مسؤوليته وسعى لتوحيد القوى الحاضرة قصد استرجاع الأمن والطمأنينة في هذا البلد المنهوك. وفي نهاية المطاف كوفئ بقتلة شنيعة شاهدها الناس على شاشة التلفزة.
  • بعد أيام قليلة سيشاهد الشعب الجزائري اغتياله الثاني على الشاشة الكبيرة، سيظهر بوضياف في الفيلم الذي أنجز عن مصطفى بن بوالعيد في صورة شخص هستيري وربما مصاب بالجنون في فترة حماسة تتناسب مع إنهاء المسعى الخاص باندلاع الكفاح المسلح، وبالضبط في هذا الفيلم كشخص غريب يبالغ في التدخين ويرمي الأوراق دون أي احترام للحاضرين، مما ينمّ عن قصد لتشويه هذا الرجل النزيه والفاضل.
  • ليكن في علم الجميع أن بوضياف لم يكن يدخن في ذلك الوقت لأنه كان مصابا بمرض السل، وبالفعل أجريت له عملية استئصال على الرئة سنة 1958 في سجن فران بفرنسا، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن القاعدة المطبقة في ذلك الوقت من طرف الحركة الوطنية تمنع منعا باتا التدخين أثناء الاجتماعات، وفيما يتعلق بتعيين المسؤول الوطني من طرف الأعضاء الإثنين والعشرين فإن الأحداث الواردة في الفيلم خاطئة تماما وبالفعل، إن الأعضاء الإثنين والعشرين لم ينتخبوا بن بوالعيد كما ورد في الفيلم لقد جرى تعيين المسؤول الوطني بواسطة تصويت تحت إشراف بن بوالعيد الذي كان يتمتع بثقة الجميع، وكان يقوم بفرز الأصوات وإعلان النتائج، انتهى الدور الأول دون نتيجة.
  • بعد التصويت الثاني عاد بن بوالعيد وصرح بأن النتيجة حصلت دون أن يقدم أي توضيح، وانتهت الجلسة وأعلن بن بوالعيد في نفس اليوم لبوضياف بأنه هو الذي انتخب وأعطاه أوراق التصويت التي احتفظ بها، هذه الرواية حررها محمد بوضياف في الكراسة التي تحمل عنوان »تحضير أول نوفمبر« في جريدة »الجريدة« عدد 15 الصادر في نوفمبر ديسمبر 1974، بمناسبة الذكرى العشرين لاندلاع أول نوفمبر 1954. أما أنا شخصيا فإني لست هنا في مقام الدفاع عن محمد بوضياف بصفتي أخوه الشقيق،  وإنما لأوضح بعض الأحداث والمسائل التاريخية التي يسهل تحقيقها.
  • أنا أتساءل: هل التصريح ادّعاء أن بن بوالعيد فضل التنازل لصالح بوضياف كان أمرا يجهله بوضياف نفسه؟!.. إذا كان الأمر كذلك، فإن نزاهة بوضياف كانت تحمله على الإشارة إليه سنة 1974 في »تحضير أول نوفمبر«.
  • لقد وضح في هذا النص بأن بن بوالعيد نفسه هو الذي أطلعه على انتخابه في هذا التصويت، هل من المعقول أن يخون هذا الرجل أفضل أصدقائه؟ أنا أطرح نفس السؤال على القارئ، إذا اعتبرنا أن بن بوالعيد بعد فرز الأصوات اكتشف أنه هو الذي عيّن كمسؤول وطني غير أنه فضل التنازل لبوضياف، هل يمكن أن نتصور أن رجلا شهما مثل بن بوالعيد يسمح لنفسه بتقمص شخص دنيئ ويتبجح بما فعله للآخرين؟
  • إن الرواية التي ذكرها بوضياف سنة 1974 الخاصة بتعيين المسؤول الوطني هي الرواية نفسها التي وردت في الصفحة 73 من كتاب المجاهد عيسى كشيدة »مهندسو الثورة« ورابح بيطاط نفسه ذكر نفس الرواية يم الخميس 24 مارس 2002 بأن جماعة الإثنين والعشرين قد انتخبت بوضياف كمسؤول وطني.
  • كل هذه التصريحات تعتبر أحداثا تاريخية لا نزاع فيها وتشكل تكذيبا صاخبا لمختلف الروايات المغرضة الواردة سواء عبر الفيلم عن بن بوالعيد أو عن بعض المكتوبات التي لا تحتوي على مضمون تاريخي.
  • أمام تتابع هذه التزييفات الواردة في الفيلم التي تهدف، دون شك، إلى إظهار بوضياف كشخص مختل العقل في إرادة واضحة لتبرير اغتياله، لابد من الإشارة إلى أن وراء الادعاءات الكاذبة الواردة عن بوضياف في الفيلم عن بن بوالعيد، توجد محاولات لتشويه ذاكرة بوضياف.
  • إن مخرج الفيلم أحمد راشدي هو الذي يتحمل كل المسؤولية، وأنا أحتفظ بكل حقوقي لأرفع دعواي ضد مخرج الفيلم بسبب انتهاك الحرمة في العمل المخصص لسرد حياة مصطفى بن بو العيد.
  • ــــــــــــــــــ
  • (*) شقيق الرئيس الراحل عيسى بوضياف.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!