رياضة
سجل في كلتيهما 13 وتلقى هدفين وعدة قواسم مشتركة بين كان 90 و2019

بونجاح ببصمة وجاني.. بن العمري بشجاعة الوزاني والتاريخ سيحتفظ ببلماضي وكرمالي

صالح سعودي
  • 3667
  • 6

يذهب بعض المتتبعين إلى وجود عدة قواسم مشتركة بين الانجازين الذين حققهما المنتخب الوطني في 90 و2019، وهذا من خلال العديد من المعطيات التي خلفها كلا النهائيين، سواء من حيث الحصيلة الجماعية أو الانجازات النوعية المحققة، وكذا تكرار سيناريوهات متشابهة تعكس المسيرة المثالية للعناصر الوطنية في كلا الدورتين، وهذا بصرف النظر عن إجراء نسخة 90 في الجزائر ودورة 2019 في مصر.

يحتفظ الانجاز الذي حققه المنتخب الوطني في دورة كأس أمم إفريقيا بمصر بقواسم مشتركة مع التتويج الذي حظي به “الخضر” في دورة 90، ورغم أن الانجاز الثاني تم خارج القواعد على خلاف التتويج السابق الذي تم في الجزائر، إلا أن هناك عديد المعطيات المتشابهة، وفي مقدمة ذلك حصيلة الهجوم الذي وقع 13 هدف في كل دورة، ومردود الدفاع الذي تلقى هدفين فقط في مرمى مبولحي وعصماني، ناهيك عن بعض الجزئيات التي صنعها لاعبون بنفس الشجاعة والبصمة التي تشترك بين نهائيي 90 و2019، ما سمح بمنح الجزائر لقبين قاريين غاليين، الأول في ملعب 5 جويلية والآخر في ملعب القاهرة الدولي.

بونجاج ووجاني التقيا في سوء الحظ وحسم النهائي

حيث لم يتوان البعض في تشبيه الدور الذي قدمه بونجاح بأنه لا يختلف كثيرا على البصمة التي تركها شريف وجاني، سواء من حيث سوء الحظ وغيابا لفعالية وكذا الحسم في اللقاء النهائي، فشريف وجاني الذي سجل هدفا في الدور الأول، كان ذلك في مرمى كوت ديفوار برأسية محكمة، فقد ضيع الكثير في مرمى السنغال، في إطار الدور نصف النهائي الذي لم يتجاوزه زملاء ماجر إلا بصعوبة، في الوقت الذي كان وجاني الرقم الفاعل في فك شفرة الدفاع النيجيري في الدور النهائي، حين سجل هدف التتويج قبل 7 دقائق عن انتهاء الشوط الأول، والكلام ينطبق على بونجاح الذي سجل هدفا وحيدا في الدور الأول أمام كينيا عن طريق ركلة جزاء، في الوقت الذي ضيع ركلة جزاء في الدور ثمن النهائي أمام كوت ديفوار خلفت متاعب بالجملة للعناصر الوطنية التي ضيعت فرصة قتل النتيجة، والأكثر من هذا أرغمت على اللجوء إلى الشوطين الإضافيين اثر انتهاء الوقت الرسمي بالتعادل هدف في كل شبكة، في الوقت الذي استعاد فعاليته في اللقاء النهائي، وسجل هدفا مبكرا في مرمى السنغال مكن الجزائر من التتويج باللقب الإفريقي الثاني.

بن العمري تلقى إصابة وواصل اللعب بشجاعة على طريقة شريف الوزاني

جزئية أخرى ميزت نهائي 2019 بطريقة لا تختلف كثيرا عن نهائي كأس أمم إفريقيا 1990 بالجزائر، ويتعلق الأمر بالإصابة التي تلقاها المدافع جمال بن العمري بالكتف على مستوى الوجه، اثر صراع ثنائي مع أحد اللاعبين السنغاليين أثناء عملية الارتقاء، ورغم تلك الإصابة التي جعلت الجماهير تتضامن مع بن العمري، إلا أن هذا الأخير فضل مواصلة اللعب بشجاعة إلى غاية انتهاء المباراة، وهو مشهد شبيه لما حدث للاعب الوسط شريف الوزاني في دورة 90، حسين تلقى إصابة على مستوى الرأس اثر ارتقائه مع أحد لاعبي المنتخب النيجيري لإبعاد الكرة، ما جعل المدرب كرمالي يقترح على شريف الوزاني تعويضه بزميله مفتاح محي الدين الذي باشر عملية الإحماء، إلا أن ابن الباهية وهران أصر على مواصلة اللعب بنفس العزيمة، وهذا على الرغم من تقاطر الدم من رأسه، ما تطلب تدخل الطاقم الطبي في أكثر من مناسبة لعلاجه.

الجزائر تواجه السنغال مرتين على شاكلة نيجيريا في 90

وتبقى الجزائرية الأخرى التي تجعل المر يتشابه نسبيا بين دورة 90 و2019، هو أن المنتخب الوطني واجه نظيره السنغالي مرتين في دورة مصر، حيث فاز في المباراة الأولى بفضل هدف بلايلي، ونذلكم في المباراة الثانية لحساب الدور الأول، والتقيا مجددا في الدور النهائي ليكون الفوز حليف “الخضر” مجددا بفضل هدف بونجاح، في الوقت الذي واجه المنتخب الوطني في دورة 90 نظيره النيجيري مرتين أيضا، كان ذلك في افتتاح المنافسة، وفاز زملاء مناد بخماسية كاملة مقابل هدف واحد، إلا أن خاتمة التنافس أفرزت نهائي جزائري نيجيري بنكهة تختلف عن مباراة الدور الأول، وفاز المنتخب الوطني بهدف وحيد وقعه المهاجم شريف وجاني، فكان التتويج في كلا الدورتين، وأمام منتخب سبق أن واجهوه في الدور الأول.

تتويجات فردية.. الهجوم سجل 13 هدفا والدفاع تلقى هدفين في كلا الدورتين

على صعيد آخر، فإن لاك الدورتين تحتفظان بمسيرة مثالية حققها المنتخب الوطني، حتى أن الصدف رسخت أرقام متشابهة، من ذلك أن الخط الهجومي سجل 13 هدفا في دورة 90، وهي نفس الحصيلة التي سجلها في دورة 2019، والكلام ينطبق أيضا على الدفاع الذي تلقى هدفين منذ 29 سنة، وهدفين أيضا في دورة مصر، في الوقت الذي حقق أبناء كرمالي العلامة الكاملة ب 5 انتصارات، شانهم في ذلك شأن أبناء بلماضي الذين نالوا العلامة نفسها في 7 مباريات، وهذا وفقا للنظام الجديد، فيما نال المنتخب الوطني في كلا الدورتين جوائز فردية، حيث تم اختيار بن ناصر أحسن لاعب ومبولحي أحسن حارس، أما في دورة 90 فقد نال مناد جائزة أحسن هداف وماجر جائزة أحسن لاعب.

التاريخ سيحتفظ بإنجاز كرمالي وبلماضي على مر السنين

وبعيدا عن هذه القواسم المشتركة التي طبعت تتويج 90 و2019، فإن التاريخ سيحتفظ باسمين صنعا الفرجة وأهديا الجزائر لقبين قاريين غاليين، ويتعلق الأمر بالمدرب عبد الحميد كرمالي الذي عرف بخبرته كيف يشكل منتخبا يتكيف مع تحديات دورة 90 التي كان ختامها مسكا، وأمام منتخبات كبيرة من طينة نيجيريا والسنغالية كوت ديفوار، والكلام ينطبق على دورة 2019 في مصر التي عرفت اكتشاف المدرب جمال بلماضي في المنافسة الإفريقية، وكيف عرف ببصمته كيف يهدي الجزائر أول كأس افريقية خارج الديار، انجاز انتظره الجزائريون لسنوات طويلة، وسيحتفظ به التاريخ على مر السنين، ما يعكس حسب البعض قيمة ووزن المدرب المحلي الذي كان وراء أغلب انجازات المنتخب الوطني والكرة الجزائرية في المنافسات الإفريقية والإقليمية وحتى الدولية.

مقالات ذات صلة