الرأي

بيع العرض.. على طول!

عمار يزلي
  • 2065
  • 0

عندما يصرح عمار غول، أنه سيحدث “ثورة في السياحة”، نفهم من هذا الكلام أمرين: إما أن الثورة لم تعد تحمل نفس المعنى، وأن كلمة “ثورة” صارت تعني “فوضى”! وإما أن نفهم أن الثورة صارت تعني عكس الكلمة إذا قرأناها من الخلف: “ثروة”، خاصة في زمن انقلبت فيه المعايير والمفاهيم وصار كل ما يقال، عليك أن تعكسه لتفهمه على النحو الصحيح!

أقول هذا، لأنه يستحيل أن تقوم بثورة في المجال السياحي بوزارة لن تعمر أكثر من سنتين! الثورة لا يحدثها وزير ولا حتى دولة بدون شعب! ونحن “شعب بدون دولة”! فليس عمار، ولو كان “غولا” من سيحدث ثورة في مسألة ثقافية مزاجية كالسياحة! السياحة ليست أرقاما وفنادق وسياحا ورمالا وبحرا!! اللهم إلا إذا كنا نقصد “ثورة ضد الأخلاق والقيم الدينية للمجتمع الجزائري”، ثورة سياحية تقضي بإدخال الدوفيز لتعويض خسارة النفط، ببيع الشرف وتمريغ الأنف وترسيخ سياحة الدعارة ـ كما هو الحال في بعض الدول الإسلامية! ـ هذه نعم! ستكون هناك ثورة! ولكن ستكون هناك ثورة مضادة أيضا!

نمت (ألا نامت أعين الجبناء!)، لأجد نفسي قد “تغولت” في السياحة، والمطلوب مني أن أحدث ثورة فورية في المجال لكي نستقدم 10 ملايين سائحة “جائحة” وسائح “فائح”!

أول ما قمت به هو خسارة مليار دولار في الإشهار على القنوات الغربية والخليجية من أجل جلب السياح: الومضات كانت تقول: “كوم” لتروا بأعينهم الديناصورات الحية “لايف”! الجزائر بلاد العجائب: القردة المنقرضة، السبوعة والضبوعة، أفاعي الأناكوندا! الغرائب وألف ليلة ونهار، ليالي حمراء في الصحراء! استمتعوا بالغزلان الجواري في التل والطبيعة العذارء!

الإغراء كان قويا، إلى درجة أن أول وفد سياحي كان يضم في اليوم الأول، نص مليون شخص! كان علينا أن نجند نصف مليون جندي وشرطي لحمايتهم!. كان علي أن أبدو في التلفزيونات مع بعثة خليجية جاءت لتصطاد الحبار والغزلان في الصحراء: قلت لهم: صيدوا، ما تخافوش، اللي عجبتكم.. خذوها! أنتم نسابنا! (الاتحاد النسائي بارك هذا!). ثم خرجت على الناس في التلفاز وأنا أقول لوفد أمريكي أوروبي: هذه الحظيرة المحمية تتربع على 2  .4 مليون كلم مربع! هؤلاء هم الديناصورات الحية! وبدأت أعد لهم أفرادا من ديناصورات السياسة الذين كانوا في السلطة، واليوم يوجهون نحو المتحف.. متحف الرعب!: ترون هناك؟ هذاك عبد الرحمن “التيروبود”، وحميدة “الأبروسوريس” ثم قويدر “الأصوروص”، بوكاربيلا “اشيلوباطور”، ! هذا هو جوراسيك بارك نتاع الصح!

لقد جمعت كل الناس وحولناهم إلى حيوانات لجلب المال! غير أني فوجئت بثورة “جوراسيك بارك”علينا! (جئنا لنأكل على أكتافهم فإذا بهم يأكلون أكتافنا!)

وأفيق على عضة حفيدي الذي بدأ يخرج الأنياب: آآآجده! عضة دينوصور!

مقالات ذات صلة