-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بين التغريدة والكونغرس!

بين التغريدة والكونغرس!

البؤس الذي يعيشه النظام المغربي، بلغ درجة من الهوان لا نظن بأن بلدا في العالم وصلها، وأصبح يسيء إلى شعب المغرب الذي لا يستحقُّ مثل هذا الذي يحدث له.

لقد ارتفعت معنويات النظام المغربي بشكل جنوني منذ أن غرّد الرئيس السابق دونالد ترامب على صفحته الافتراضية، معترفا بحق المغرب في ابتلاع الصحراء الغربية، وكانت التغريدة الطائرة في الفضاء الأزرق، سببا في طيران مكثف لذباب لا مثيل له، لم يتوقف عن الأزيز، حتى صرنا نظن بأن “التغريدة” أهمّ لدى النظام المغربي من المبادئ والقيم، بل إنها كانت كذلك، إلى درجة أن طار بعلاقاته مع إسرائيل إلى العلن، وتجاوز كل حدود التطبيع من ثقافية وتربوية وسياحية وعسكرية لم تبلغها حتى علاقات الكيان الصهيوني مع إنجلترا.

ثم جاء إلغاء الكونغرس الأمريكي لقرار الرئيس الأسبق دونالد ترامب بفتح قنصلية أمريكية في مدينة الداخلة الصحراوية المحتلة، ليُحبط معنويات النظام المغربي ويُسكت أزيز الذباب الذي كان يرقص ليل نهار، في مشهد بائس لا يتمنّاه المرء لعدو لدود، فما بالك ببلد جار، يبيع من يوم إلى آخر مصيره، ليس لبلد، وإنما لتغريدات شخص وقرارات أشخاص.

كلنا نعلم، وروّاد التواصل الاجتماعي يعلمون أكثر من غيرهم، بأن التغريدات هي في الغالب نزواتٌ أو في أحسن الأحوال إعلان عن مشاعر آنية وعابرة، ولا يمكنها أن تكون قرارات صارمة، نتاج عمل أو حتى تفكير، ومع ذلك التقط الملك المغربي تغريدة الرئيس الأمريكي، وهو يعلم بأنه لو غرّد العمر كله ما التفت الرئيس الأمريكي إلى تغريداته، وكلنا نعلم بأن قرارات الكونغرس الأمريكي هي شأنٌ داخلي لا يعني سوى البلد الذي ينتمي إليه أفراد الكونغرس، ومع ذلك يعيش النظام المغربي حسب المزاج الأمريكي، فقد هلّل للتغريدة الأولى، وكأن الرئيس دونالد ترامب منح المغاربة مفتاح الجنة ليدخلوها آمنين، ولا أحد علق ولا نقول انتقد توقيف فتح قنصلية أمريكية في مدينة الداخلة، في انتحار معنوي، ألغى الشخصية المغربية نهائيا.

أتمنى أن يتوقف الجزائريون الذين يجادلون المغاربة في مناظرات على الفضائيات العربية والغربية، حول الصراع القائم حاليا بين المغرب والجزائر، لأنَّ الجدل الحقيقي يجري بين طرفين كل منهما يدافع عن رأيه، ويحاول أن يقدِّم الحجة والدليل، على صوابه وخطأ الطرف الآخر، لكن الارتماء في الحضن الإسرائيلي بهذا الجنون والاحتفال بتغريدات رجل مطرود من شعبه، يجعل النقاش لا معنى له ومضيعة للوقت وللجهد.

عندما زار الرئيس المصري الراحل أنور السادات، القدسَ في التاسع عشر من نوفمبر 1977 وأبرم اتفاقا مع إسرائيل من أجل استرجاع أرض سيناء، قاطعته الأنظمة وحتى الشعوب، ونعتوه بالخيانة، من دون منحه فرصة شرح موقفه وتقديم تبريرات لفعلته، والآن ومن دون أن يحصل النظام المغربي على سبتة أو مليلة، ومن دون أي ثمن، يرتمي في الحضن الإسرائيلي. ومع ذلك يمنح بعض الناس الفرصة لبعض المغاربة من خدّام القصر لتبرير ما لا يُبرَّر، ومحاولة حجب شمس ساطعة بـ”بندير” مغربي مثقوب.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • Imazighen

    (...البؤس الذي يعيشه النظام المغربي، بلغ درجة من الهوان لا نظن بأن بلدا في العالم وصلها، وأصبح يسيء إلى شعب المغرب الذي لا يستحقُّ مثل هذا الذي يحدث له.)، غير صحيح، احكي على اخوانك قبل الغير، اذهب الى اي شاطيء وستجد الحقيقة...

  • بوبو

    على من تقرأ زابورك يا داوود ....!! مثل شعبي جزائري يقال لم يتحدث مع من لا يفقه ولا يعي ولا يتعلم ..هؤلاء يبيعون انفسهم للاقوياء حتى دون مقابل ولا ينالون غير الخزي والعار