-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أخصائيون يحذرون:

بين الحماة والكنة لا تتجاوزوا حدود المودة والاحترام

نسيبة علال
  • 1135
  • 1
بين الحماة والكنة لا تتجاوزوا حدود المودة والاحترام

تثير العلاقة بين الكنة والحماة جدلا واسعا في المجتمعات العربية، إذ نادرا ما يكون الطرفان على وفاق، حتى في حال نشأت حميمية في علاقتهما، ستظل دائما مطافا للشكوك، تحوم حولها التأويلات وتشوبها المخاوف.. واقع تعكسه آلاف قصص الغدر والنكران، التي تلت الصداقة بين الكنة والحماة.

قد تسعى العروس الجديدة لكسب ود أهم شخص في حياة شريكها، وهي أمه، في حين نجد محاولات العديد من الأمهات لتمهيد الطريق أمام كناتهن، للانضمام كفرد مرحب به في العائلة. تصرفات قد تكون صادقة، يسيرها حسن النية. كما يرجح الأخصائيون الاجتماعيون أن فئة واسعة من السيدات يتصرفن على نحو جيد، كشكل من أشكال النفاق الاجتماعي، المراد به الوصول إلى السلام العائلي، وتفادي الحساسيات والمشاكل. لكن، غالبا ما يفشل الأمر، ليس فقط في المجتمع الجزائري نظرا إلى تركيبته المعقدة وظروفه الاقتصادية التي تمنح أهل الزوج نوعا من التسلط، وإنما تعد العلاقة بين الكنة والحماة مصدر قلق في العالم بأسره، إذ أثبتت بحوث أمريكية وجود جذور تاريخية بعيدة للخلاف بين الزوجة وعائلة الزوج، إذ إن 60 بالمائة من النساء يواجهن مشكلة في التواصل السليم مع أمهات أزواجهن.

فضحت أسراري في أول خلاف

تدفع الظروف الاجتماعية، والاحتكاك الكبير داخل العائلات المركبة، بالكنة إلى التقرب من حماتها، ومصاحبتها أحيانا. تحكي نظيرة، 31 سنة، عن نهاية محاولاتها البائسة في التقرب من والدة زوجها، وتجربتها الفاشلة في جعل الحماة صديقة مقربة: “تزوجت وانتقلت إلى ولاية بعيدة جدا عن مكان نشأتي، لا أملك عائلة هناك ولا أصدقاء، باستثناء أهل زوجي. وبحكم أن زوجي ليست له أخوات، كنت أقضي اليوم كله مع أمه، نقوم بأشغال المنزل ونتبادل أطراف الحديث، فأبوح لها بكل أسراري الزوجية، وأحكي لها عن خلافاتي مع ابنها أحيانا، وكأنها صديقة قديمة أثق بها..” لاحظت نظيرة أن حماتها تستمع إليها بتمعن دائما، وتسجل حديثها، ولكنها لا تبدي أي رأي.. واكتشفت مع مرور الوقت أن نساء العائلة اللواتي يزرنهن يعلمن أسرارا عن علاقتها مع زوجها. تضيف

نظيرة: “.. في أول خلاف بيننا، عايرتني بأنني زوجة فاشلة، وأنني لا أناسب ابنها، وفضحت جميع أخطائي التي حدثتها عنها أمام أبنائها الذكور وزوجها”.

أهانتني بماض سردت لها تفاصيله

آسيا، فتاة عشرينية، من عائلة بسيطة جدا، اختارها زوجها، ابن البيئة الراقية، لتشاركه الحياة في محيط أفضل. ولأنها اجتماعية بطبعها شفافة وعفوية، لم تستح بنشأتها في ظروف صعبة للغاية. وكانت تفصل ما عاشته كلما أتيحت لها الفرصة في الاجتماعات العائلية. أما عن فقر والدها وطفولتها المزرية، فقد كانت تتقاسم الحديث مع حماتها، وتحاول التقرب منها أحيانا، حتى إنها تستعمل هذا الأسلوب لتبرير جهلها ببعض الجوانب من حياة الرفاهية، التي يعيشها أهل زوجها، من ناحية الملبس والمأكل والأماكن التي يزورونها للسياحة، وطقوسهم في المناسبات.. تقول آسيا: “بعد مرور شهور، بدأت حماتي تحرجني بالماضي أمام ضيوفها، وعندما أعجز عن القيام بأمر ما، كطبخ طبق معين، تعايرني بفقر والدي، وبأنه لم يمنحني الفرصة للاكتشاف والتعلم.. وكذلك الأمر بخصوص ملابسي وذوقي في الديكور، رغم محاولاتي في التطور..”.

يعتبر الخبراء والأخصائيون أن الصداقة بين الحماة والكنة قد تلطف الأجواء داخل العائلة، لكنهم يؤكدون أنها من العلاقات الموبوءة، التي تشكل قنبلة موقوتة، وتشكل خطرا على الكنة أكثر من الحماة، بحكم مكانة هذه الأخيرة، وقدرتها على السيطرة وكسب التعاطف والود من الجميع. وتنصح الاستشارية الأسرية، الأستاذة مونيا لخضاري، بإبقاء هذه العلاقة ضمن أطر الاحترام والتقدير، وعدم تجاوز حدود الثقة بين الطرفين، لتفادي الصدامات والحساسيات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • فاكهة الجبل

    العلاقة صعبة وهناك صراع ازلي من شأن الزوجة ان تجر الكل الى الفضيحة